مفتى أستراليا: نرفع شعار العلم وتقفى طرق الصالحين للوصول لمجتمع خالٍ من التطرف
قال الدكتور سليم علوان الحسيني، مفتي أستراليا: تعتبر فتاوى التكفير الشمولي والغلو في التكفير والتطرف البغيض أحد أخطر أمراض العصر، والتي ابتليت بها هذه الأمة، إلا أن التمسك بالعلم واتخاذه سلاحا كان ولا يزال من أنجح الطرق للتصدي إلى مثل تلك الظواهر البشعة، فلطالما رفعت دار الفتوى شعار العلم وتقفي طرق الصالحين نهجا للوصول إلى مجتمع خالٍ من التطرف والغلو في الدين، ولذلك سخّرت جميع الوسائل لنشر قيم شريعتنا السمحاء، والتي تدعو إلى الوسطية والاعتدال نهجا كما هو الحال في باقي المؤسسات العريقة في هذا الشأن كالأزهر الشريف.
وكشف "علوان"، فى تصريحات خاصة، عن خطة معالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا التي وضعتها دار الإفتاء الأسترالية، حيث قال: ما يسمى "الإسلاموفوبيا" هي ظاهرة متطرفة لا تقل خطورة عن تلك الأفكار الكاسدة التي تدعو إلى الإرهاب الممقوت، غالبا ما تنشأ تلك الحالة في البلاد الغربية ولها جذور عبر التاريخ، إلا أن الخطة كانت أن نسعى إلى إظهار صورة الإسلام المشرقة التي شوهها المتطرفون، لذلك كان لا بد من التوسع في نشر العلم ونشر تعاليم سيد الخلق في حب الخير لعموم الناس، وتوضيح ذلك النهج للتخفيف من تلك الظاهرة، ولاقت خطتنا هذه قبولا واسعا ضمن المجتمع الأسترالي.
وتابع: طالما كانت دار الفتوى في أستراليا تعتبر المشرف والموجّه الديني للكثير من المؤسسات التربوية والتعليمية والاجتماعية في أستراليا، فكان لها دور محوري في التوعية بمخاطر فيروس كورونا المستجد والتذكير بما أتى به شرعنا الحنيف وسنن الأنبياء بأن الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل على الله، وأن الاحتياط في مثل هذه الأوضاع والعمل على اتخاذ التباعد الاجتماعي وسيلة مهمة جدا في الحد من تفشي هذا المرض المستجد، وهذا لا يعني مقاطعة الأهل والأصدقاء وإنما الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة للتواصل والاطمئنان على الأحباب.
وأضاف: من هنا كانت دار الفتوى سباقة في الاستفادة من هذه التقنيات الحديثة فكانت الدروس والتوجيهات تبث بشكل شبه يومي على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك للتأكيد على مبدأ التعاون على البر والتقوى وسعيا إلى التناصح والدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة، وكذلك تابعت دار الفتوى تقديم الفتاوى التي يحتاجها الناس في ظل بزوغ هذا المرض، كما قامت دار الفتوى بتوزيع المعونات الغذائية على المتضررين بسبب الركود الاقتصادي.