أخطرها السرطانات.. أمراض تسببها النفايات الإلكترونية وخطة «البيئة» للتخلص منها
مع اطلاق الحملة القومية التي تنفذها وزارة البيئة للتخلص الآمن من النفايات الإلكترونية، التي تهدف لجمع المخلفات من الأفراد من خلال تقديم قسائم تخفيض حوافز لهم للتخلص من المخلفات الكهربائية والإلكترونية عبر تطبيق E-Tadweer، وتوفير نقاط لجمع المخلفات، كذلك الترويج للحملة على منصات التواصل الاجتماعي وإعداد حملات لرفع الوعي لمختلف فئات المجتمع حول ضرورة التخلص الآمن من مخلفاتهم الإلكترونية بطرق آمنة.
ويرصد هشام بدوي، مدير المحتوى في أول مصنع معتمد بمصر للتخلص الآمن من النفايات الإلكترونية والصلبة، خطر هذه المخلفات وأضرارها إذا لم يتم التخلص منها بشكل آمن على صحة الانسان وعلى البيئة، قائلا إن تصنيف النفايات الإلكترونية على أنها خطرة يتم إذا كانت تحتوي على مكونات سامة وقابلة للاشتعال، أو تتعرض للتآكل أو متفاعلة.
وأوضح بدوي، في تصريح لـ"الدستور"، أن النفايات الإلكترونية تحتوي على عناصر سامة عند سقوط الأمطار عليها تتسرب تلك المكونات إلى التربة والمياه الجوفية وتنشر سمومها معلنة إنتهاء أشكال الحياة في تلك البقعة، بداية من لوحات الدوائر إلى الشاشات، البطاريات، والكابلات، كل هذه العناصر تمثل المواد السامة في أجهزة الكمبيوتر تهديد حقيقي لكل المتعاملين معها، وبالتالي يتوجب التخلص منها بصورة آمنة وإعادة تدوير مكوناتها طبقا للمعايير المحلية والدولية وهو ما يتم في تريبل ري باستخدام أحدث التقنيات.
تُقدر كمية المخلفات الإلكترونية المنتجة في مصر سنويًا بنحو 88 ألف طن سنويًا، بحسب إحصائيات وزارة البيئة، وتعد المنازل ثاني أكبر مصدر للمخلفات الإلكترونية، ثم القطاع الحكومي، وللتخلص الآمن من هذه المخلفات أطلقت الوزارة هذه المبادرة بالتعاون مع عدد من الشركات الإلكترونية في إطار الدور الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص بالتعاون مع الحكومة لدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف أن المخلفات الإلكترونية مثل البطاريات بكل أنواعها لها أضرار تؤثر على صحة الانسان بنسب متفاوتة وتصل أضرارها لمستويات بالغة الخطورة عليها وعلى البيئة؛ لاحتوائها على العديد من المعادن السامة مثل الرصاص و حمض الكبريتيك، فعند تعرض البطارية للتلف أو انتهاء عمرها الافتراضي يتآكل جدار البطارية وتتسرب المواد الخطرة لمكونات البيئة مسببة أضرار بالغة للتربة والماء والكائنات الحية.
وأشار إلى أن مصر تنتج سنويًا ما يقارب من حوالي 90 ألف طن من النفايات ولايتم الاستفادة منها بالصورة الأمثل، وتحتوي المخلفات على البلاستيك بنسبة 30%، موضحًا أن طن واحد من البلاستيك المعاد تدويره يوفر 5774 كيلو وات/ ساعة من الطاقة، و16.3 برميل من النفط
أخطر المخلفات الإلكترونية
وقال “بدوي” إن الرصاص المكون الرئيسي لشاشات التلفاز والأجهزة اللوحية ولوحات التحكم والبطاريات ولوحات الطابعات يؤثر على الجهاز العصبي المركزي للإنسان، كذلك يتسبب في عدد من أمراض الدماغ مثل الزهايمر إلى جانب تأثيره المدمر على الرئتين والكلى وتأخر النمو لدى الأطفال، كذلك الزئبق الموجود في الوصلات الكهربائية واللوحة الأم هو عنصر سام يؤثر على الدماغ والكلى والجهاز التنفسي والجلد إلى جانب تأثيره على الثروة السمكية.
وتابع: أهم المكونات التي تحتوي عليها المخلفات الإلكترونية وتسبب أضرار خطيرة على الانسان والبيئة منها عنصر الباريوم الذي يستخدم في اللوح الأمامي لشاشات الحاسب لحماية المستخدمين من الإشعاع ويسبب أورام المخ وضعف عضلات الجسم وأمراض القلب والطحال، وكذلك عنصر البريليوم الذي يدخل في مكونات اللوحة الأم يتسبب في أمراض الرئة ويدمر الثروة المائية في الأنهار والمياه الجوفية، وكذلك عنصر الزرنيخ المكون في لوحات الدوائر الالكترونية والمصابيح الكهربائية ويسبب خلل في الإتصال بين الخلايا ومشاكل في النمو إلى جانب أمراض القلب وداء السكري.
واستطرد: من أخطر العناصر المسببة للسرطان ضمن المخلفات الإلكترونية المكون للبطاريات القابلة للشحن ويعد من المخاطر التي تؤدي أمراض سرطانية، كذلك عنصر كلوريد البوليفينيل الذي يوجد في الشاشات ولوحات المفاتيح ووصلات ال يو أس بي وينتج من حرق المكونات ويسبب أضرارا في جهاز المناعة.
كانت قد أصدرت الدولة قانون تنظيم المخلفات رقم 202 لسنة 2020 الذى أصدره الرئيس السيسى، بعد موافقة مجلس النواب، الذي يحظر تداول المخلفات الإلكترونية أو تسليمها إلا للشركات أو الأشخاص المصرح لهم، حيث يُلزم القائمين على إنتاج أو إدارة المواد والمخلفات الخطرة، سواء كانت في حالتها الغازية أو السائلة أو الصلبة، أن يتخذوا جميع الاحتياطات التى يحددها جهاز تنظيم إدراة المخلفات المزمع إنشاؤه واللجنة المعنية بما يضمن عدم حدوث أي أضرار بالبيئة
أضرار التخلص غير الآمن للمخلفات
عن الأضرار التي تنتج نتيجة عدم معالجة المخلفات الإلكترونية بطريقة غير آمنة، أوضح مدير المحتوى، أن الامطار الساقطة عليها تصبح حمضية تسبب موت النباتات وتسمم الإنسان والحيوان، كذلك تصل نسبة العاملين الذين يتأثرون منها إلى 5% حيث يصابون بأمراض تضطرهم إلى التقاعد عن العمل، وعند إحراق المخلفات الالكترونية تسبب إنبعاثات CO2 بكميات كبيرة والتي تساهم في الاحتباس الحراري، وتسبب * التغيرات المناخية التي يصحبها ذوبان الجليد في القارة القطبية وارتفاع مستوي سطح البحر.
وأضاف أن نسبة المخلفات الالكترونية تقدر بـ90 ألف طن سنويًا تصل نسبة السوق الرسمي الذي يعيد تدويرها والتخلص الأمن منها 20% فقط، في حين أن 80% منها تذهب إلى السوق غير الرسمي وعالم تجار الخردة "الروبابيكيا"، وتمثل هذه النسبة خطورة كبيرة لأنهم يقومون بتفكيك هذه المخلفات بصورة عشوائية ما يعرض العمالة لكوارث وأمراد خطرة وإعادة استخدام المواد المتاحة مرة أخرى، ولكن الأخطر حرق المواد غير القابلة لإعادة التدوير الأمر الذي يمثل كارثة لأنها يجب دفنها بشكل أمن في مدافن تابعة للدولة حتى لا تؤثر بالسلب.