«العرب» اللندنية: جماعة الإخوان تبحث عن ملاذ آمن فى كندا
قال تقرير لصحيفة "العرب" اللندنية أن الضربات المتلاحقة التي تلقتها جماعة الإخوان في الكثير من الأقطار العربية والهزائم التي أصابتها بعد ضرب مركزها الرئيسي في مصر وتصنيفها في عدد من الدول العربية كجماعة إرهابية، أدى إلى تكثيف محاولاتها المضادة لصناعة محطات بديلة لها في الدول الغربية مستغلة تشريعاتها وقوانينها التي تسمح لها بالتواجد والتمدّد.
وأجرت الصحيفة حوارا مع وائل صالح، أستاذ مشارك في معهد الدراسات الدولية بجامعة كيبيك في مونتريال الكندية، ومستشار رئيس الأبحاث في معهد الدراسات الدينية بجامعة مونتريال، أكدت فيه أن كندا باتت واحدة من أهم المحطات البديلة التي يحاول أعضاء جماعة الإخوان التمدّد والتغلغل فيها واحتكار الحديث باسم الجاليات المسلمة هناك، تمهيدا لإعادة تنظيم صفوفهم واستئناف خطاباهم لتجميل صورة الجماعة مرة أخرى.
وأوضح صالح، الباحث الزائر في إدارة الإسلام السياسي بمركز "تريندز" للبحوث والاستشارات والمقيم في مونتريال بكندا، في تصريحاته للصحيفة، أن الجماعة وظفت المناخ القانوني السائد في كندا، والذي يسمح بحرية إنشاء روابط اجتماعية في التأسيس والسيطرة على روابط وكيانات دينية مختلفة، حتى تمكنت على مدار السنوات الأخيرة في السيطرة على الخطاب الخاص بالجاليات المسلمة هناك.
إنشاء المساجد والمدارس والمراكز الثقافية
ولفتت الصحيفة في تقريرها، إلى جماعة الإخوان كانت تعمل منذ منتصف التسعينات على إنشاء المساجد والمدارس والمراكز الثقافية المختلفة في كندا، حتى تمكنت مع بدايات القرن الحادي والعشرين من الانفراد شبه التام بالفضاء الديني الإسلامي في البلاد، وصاروا يتصدرون المشهد العام في غالبية الحوارات الجدلية المثارة بشأن قضايا الكنديين المسلمين ومشكلاتهم المتصلة بالاندماج و الإسلاموفوبيا والتطرف وغيرها.
ونقلت الصحيفة عن "صالح" قوله: "إن منهج جماعة الإخوان المسلمين في إنشاء محطة جديدة لها داخل المجتمع الكندي اعتمد بشكل أساسي على اختراق عدد كبير من المؤسسات المدنية ذات الطبيعة الدينية والسيطرة عليها وفق خطة محددة الأهداف".
وأضاف أن تلك المؤسسات تضمّنت كلا من: "المجلس الوطني للمسلمين الكنديين"، و"الدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية"، و"الفرع الكندي للجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية"، و"رابطة المسلمين في كندا"، و"رابطة الطلاب المسلمين"، مشيرا إلى أن جميع تلك المؤسسات تتلاقى وتتشابك في علاقاتها من خلال اتصالات واجتماعات علنية وسرية يُعبر في النهاية عن كيان واحد محدد الأهداف والمصالح.
أداة ضغط سياسي
وتابع أن هناك مؤسسات أخرى مثل مؤسسة "التصويت الكندي المسلم" تُهيمن عليها الجماعة وتستخدمها كأداة ضغط في المشهد السياسي والانتخابي، ما يتيح لها ممارسة ضغوط في كندا تسمح لها فيما بعد بفتح ملاذات آمنة لبعض كوادر الجماعة الهاربة من أحكام قضائية في دول عربية عدة، وعلى رأسها مصر.
حملات شيطنة الحكومات العربية
وأشارت "العرب اللندنية" إلى أن صالح، الذي أعد دراسة حديثة نشرها مركز" تريندز" تحت عنوان " الإخوان في كندا مؤسساتهم.. رموزهم.. أهدافهم.. ومدى تأثيرهم"، أكد أن الجماعة استطاعت الانفراد بالفضاء الإسلامي الكندي واتخاذه قاعدة خلفية في حملات شيطنة الحكومات العربية التي تكافح ضد نمط تديّنها الزائف.
وأوضحت أن مناخ الحرية الممنوح لكافة الكيانات في كندا مكن جماعة الاخوان لإساءة استغلاله في التحريض ضد الحكومات العربية التي قوّضت حركة الجماعة، ومحاولة تشويه صورتها لدى الرأي العام العالمي دون طرح مقابل من تلك الحكومات.
ولفتت إلى أن دراسة وائل صالح دعت مؤسسات الفكر العربي والإسلامي إلى كسر احتكار جماعة الإخوان للخطاب الإسلامي في المهجر، وكندا تحديدا، وقطع الطريق على مخططاتها، معتبرا انه من "الظلم الشديد" اختزال الدين في حركات الإسلام السياسي التي تشارك الاخوان نفس المبادئ وتخلط بين الدين والسياسة وتستخدم الدين للوصول إلى أهدافها.
تشويه كل ما هو غير إخواني
وذكر الباحث المتخصص فى جماعات الإسلام السياسي في حواره مع "العرب اللندنية" أن خطاب جماعة الإخوان يعتمد على تشكيل صورة ذهنية للمسلم غير المنتمي إليها باعتباره مرفوضا من خلال عملية عقلية تعتمد على تسلسل فكري معين وتصل في النهاية إلى حد تنميط المسلم غير الإخواني.
وأضاف أن الجماعة تمارس في خطابها الدعوي في كل مكان عملية تشويه مقصودة تجاه كل من هو غير إخواني، فهو "فاسد ومنحل وعلماني".