صلاح أبوسيف.. عبقرى الإخراج
صلاح أبوسيف واحد من عباقرة الإخراج فى السينما المصرية، رائد الواقعية ومؤسسها، وصاحب قائمة الأعمال التى وضعت السينما المصرية فى مكانة خاصة.
يكفى أن نستعرض عددًا بسيطًا من أعماله مثل: «شباب امرأة»، و«الزوجة الثانية»، و«بداية ونهاية»، و«القاهرة ٣٠»، و«بين السما والأرض»، تلك الأعمال التى تصنف ضمن أفضل مائة عمل فى تاريخ السينما العربية. عاش صلاح أبوسيف، الذى توفى فى ٢٣ يونيو ١٩٩٦ طفولة صعبة، لأبٍ قاس، مزواج، لم يره سوى مرة واحدة، ولم ينفق عليه مليمًا واحدًا رغم ثرائه، فقد كانت طفولته عنوانها الحرمان، فتولى تربيته خاله، وهو الذى فتح عينيه على القراءة والفن وعالم السياسة والحياة. اكتشف عالم السينما وهو يسير فى يوم من الأيام فى شوارع القاهرة، وقع ذلك أمام شباك تذاكر لسينما بحى عابدين، وضحى بمصروف يومين كاملين، ودخل السينما ليشاهد أول فيلم فى حياته لشارلى شابلن. ورغم أنه خرج مفلسًا من السينما فى هذا اليوم، وعاد مشيًا، فإنه كان يشعر بانتشاء غريب من هذا العالم الساحر الذى رآه، كما يحكى فى مذكراته. كبر «أبوسيف» وعمل فى المونتاج لمدة ١٠ سنوات باستديو مصر، ثم بدأ كمساعد مخرج للمخرج كمال سليم، لكنه سافر فرنسا لدراسة السينما، وعندما عاد أخرج أول أعماله وهو فيلم «دايمًا فى قلبى»، من بطولة عماد حمدى ومحمود المليجى، ليبدأ مشواره العريق والكبير فى السينما، ويترك بصمته فى وجدان أمة بأكملها بأعمال لن تنساها ذاكرة الفن.