القادرية تستنكر الهجوم على عبدالقادر الجزائري
الطريقة القادرية بالجزائر ترفض الهجوم على الأمير عبدالقادر: «حسبنا الله ونعم الوكيل»
أعلنت المشيخة العامة للطريقة القادرية بالجزائر وعموم إفريقيا رفضها الهجوم على مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر الجزائري، مطالبة من جميع الطرق الصوفية التصدي لأي عنصر أو مؤسسة تهاجم هذا المجاهد الجزائري الصوفي.
ورد الشيخ الحسن الحساني شيخ المشيخة العامة للطريقة القادرية في الجزائر وعموم إفريقيا على تصريحات النائب الجزائري الأسبق في البرلمان نور الدين بن حمودة لقناة الحياة والتي اتهم فيها مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر الجزائري شيخ المجاهدين بالخيانة، وهذا ما رفضته المشيخة القادرية، حيث أعلن شيخها استنكاره لهذه التصريحات، مؤكدا أن هذا يدل أن أعداء الجزائر ما زالوا يعملون على زرع الشتات والفرقة ويشككون في أبطالها وأماجدها خدمة لسياسة فرق تسد.
وتابع الحساني، في تصريحات له: “مازال أعداء الجزائر ووحدتها يزرعون الشتات والفرقة بين أبناء الشعب الجزائري فيشككون في الأبطال والأماجد خدمة لسياسة فرق تسد فيطعنون في الفضلاء والشرفاء ويظهرون الشرور والأحقاد الدفينة كي يتلقفها الشعب الجزائري فتنبت بينهم وفيهم شجرة العداوة والبغضاء وهذا ديدن أصحاب المصالح الدنيئة التخوين والتشكيك وزعزعة الثقة في القدوات الصالحة”.
وأضافت المشيخة العامة: “ما سمعناه و شاهدناه من طعن في شخص الأمير عبد القادر الجزائري يعد طعنا صريحا في الجزائر وتاريخها و تجاوزا خطيرا لا يقبله صاحب غيرة على وطنه الجزائر، لذلك نطالب باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد كل من تسول له نفسه المساس بالقدوات والرموز التي قدمت سيرة مباركة لا يعمى عنها إلا حاقد أو فاسد”.
وتابعت المشيخة العامة للطريقة القادرية في الجزائر وعموم إفريقيا: "نحن إذ نستنكر هذه التجاوزات نؤكد أن هذه عقيدتنا في كل رموز الجزائر، وحسبنا الله ونعم الوكيل“.
والطريقة القادرية في الجزائر، هي أحد الطرق الصوفية السنية والتي تنتسب إلى عبد القادر الجيلاني (471 هـ - 561 هـ)، وينتشر أتباعها في بلاد الشام والعراق ومصر والجزائر والمغرب وشرق إفريقيا، وقد كان لرجالها الأثر الكبير في نشر الإسلام في قارة أفريقيا وآسيا، وفي الوقوف في وجه المد الأوروبي الزاحف إلى المغرب العربي.
ومؤسس الطريقة القادرية هو الشيخ عبد القادر بن أبي صالح بن عبد الله الجيلي الحسني، ولد في 11 ربيع الثاني وهو الأشهر سنة 470 هـ الموافق 1077م، وهناك خلاف في محل ولادته، حيث توجد روايات متعددة أهمها القول بولادته في جيلان في شمال إيران حالياً على ضفاف بحر قزوين، والقول أنه ولد في جيلان العراق وهي قرية تاريخية قرب المدائن 40 كيلو متر جنوب بغداد، وهو ما أثبتته الدراسات التاريخية الأكاديمية وتعتمده العائلة الكيلانية ببغداد.
ونشأ عبد القادر في أسرة وصفتها المصادر بالصالحة، فقد كان والده أبو صالح موسى معروفا بالزهد وكان شعاره مجاهدة النفس وتزكيتها بالأعمال الصالحة، ولذا كان لقبه “محب الجهاد”، وقدم بغداد شاباً سنة 488 هـ، وتفقه على عدد من مشايخها.
جلس للوعظ سنة 520 هـ، وحصل له القبول عند الناس، واعتقدوا ديانته وصلاحه، وانتفعوا بكلامه ووعظه.
اشتهر عن الشيخ عبد القادر ما يدل على فقهه وعلمه، وظهرت على يديه الكثير من الكرامات، وتاب وأسلم على يديه العديد من الناس. توفي وعمره 90 عاماً ودفن في رواق مدرسته سنة 561 هـ.