مثقفو مصر ينعون الشاعر العراقي سعدي يوسف: قَاَتل ولم ينهزم
غيّب الموت، الأحد، الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف عن عمر ناهز 87 عامًا.
وخيمت حالة من الحزن على الأوساط الثقافية المصرية مع نبأ وفاة الراحل الكبير الذي يعد أحد أبرز العلامات في تاريخ الشعر العربي خلال العقود الأخيرة.
الناقد الدكتور محمد بدوي، قال عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في وداع يوسف: "عاش حياته كما يعيشها الشاعر، أحب وكره. قاتل ولم ينهزم، ورحل مرفوع الرأس، وهاهو يمضي وحده لينضم إلى اشباهه من الشعراء والعشاق".
رئيس هيئة الكتاب السابق د.أحمد مجاهد، قال في وداع شاعر العراق: "يا سعدى .. يا حفيد امرئ القيس، فى ليلة قاهرية، استودعتنى أعمالك الكاملة لأنشرها فى طبعة مصرية بلا مقابل، وكتبت بخط يدك قصيدة شعرية قصيرة لتوضع على ظهر الغلاف، عفوا يا كبير، لم يسعفنى الوقت لنشرها، وأعاهدك أن أفعل لو كان فى العمر بقية، وداعا، وإلى اللقاء".
المفكر نبيل عبد الفتاح، نعى الشاعر الراحل وقال: "السلام لروح شاعر العربية الكبير الصديق العزيز سعدي يوسف . قدم الكثير الي ديوان العرب الأكبر .. سلام .. سلام .. سلام".
وسعدي يوسف شاعر عراقي وكاتب ومترجم، ولد في أبي الخصيب بالبصرة 1934، أكمل دراسته الثانوية في البصرة، وتخرج في دار المعلمين العالية ببغداد 1954 "ليسانس شرف في آداب العربية"، عمل في التدريس والصحافة الثقافية، وغادر العراق في السبعينات وحالياً يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر، منها جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة "كافافي" من الجمعية الهلينية، وفي عام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلف أجنبي، وفي عام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال الكندية.
ينتمي سعدي يوسف إلى موجة الشعراء العراقيين التي برزت في أواسط القرن الماضي، وجاءت مباشرة بعد جيل رواد ما عرف بالشعر الحر أو التفعيلة، الذي أطلق على رواد تحديث القصيدة العربية من أمثال نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري وعبد الوهاب البياتي.
وأطلق البعض على هذا الجيل اسم "الجيل الضائع"، فقد عايش بعضهم جيل الرواد، لكن منجزهم الحقيقي جاء في الخمسينيات، وضم هذا الجيل إلى جانب سعدي يوسف، الشعراء محمود البريكان ومظفر النواب وآخرين.