«فاينانشيال تايمز»: روسيا تنهي مشروع نورد ستريم 2 رغم المعارضة الأمريكية
سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز"البريطانية في عددها الصادر اليوم السبت الضوء على استكمال روسيا لمشروع "نورد ستريم 2" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا بقيمة 11 مليار دولار أمريكي، وذلك قبل أسبوعين من لقاء قمة مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن في جنيف .
وقالت الصحيفة (في مستهل تقرير لها نشرته على موقعها الالكتروني في هذا الشأن) إن بوتين أعلن أن روسيا أنهت مشروع "نورد ستريم 2"، وهو مشروع ضخم لنقل الغاز الطبيعي من بحر البلطيق بروسيا إلى ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية، في تحد واضح للعقوبات الأمريكية التي سعت لمنع بنائه .
وأشارت الصحيفة إلى أن المشروع تعرض إلى عقوبات مالية وقانونية من الولايات المتحدة وعدد من دول الاتحاد الأوروبي بزعم أنه سيزيد من نفوذ روسيا على إمدادات الطاقة في أوروبا، الأمر الذي ظل محل خلاف بين مؤيدي ومعارضي الكرملين.
مع ذلك، أعلن بوتين يوم أمس الجمعة أنه على الرغم من هذه الحواجز، التي شملت عقوبات أجبرت المقاولين الدوليين على التخلي عن المشروع وإعادة هيكلة تمويله، استطاعت روسيا مد أول أنبوبين بالكامل، وتعهد بأن يتم البدء في ضخ الغاز في غضون 10 أيام.
وقال - في خطابه السنوي بمنتدى أعمال سان بطرسبرج الاقتصادي:" منذ ساعتين ونصف، تم الانتهاء بنجاح من وضع السلسلة الأولى من خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2. كما تم الانتهاء من العمل على طول القسم البحري للمشروع".
وأضاف:" إننا على استعداد لمواصلة تنفيذ مشاريع مماثلة عالية التقنية مع شركائنا الأوروبيين وغيرهم، ونأمل أن يسود منطق المنفعة والمكاسب المتبادلة وينتصر على جميع أنواع الحواجز المصطنعة في البيئة السياسية الحالية".
وفي هذا، أوضحت الصحيفة أن هذا الإعلان جاء قبل أقل من أسبوعين من لقاء بوتين ببايدن في جنيف لإجراء محادثات تهدف إلى تهدئة التوترات بين موسكو والغرب، لاسيما بعدما تنازل بايدن في الشهر الماضي عن عقوبات إضافية ضد مشروع خط الأنابيب؛ في اعتراف ضمني بأن واشنطن لم تكن قادرة على منع استكمال خط الأنابيب، الذي تأخر أكثر من عامين عن الموعد المحدد له، على حد قول الصحيفة.
في غضون ذلك، أضافت الصحيفة أن برلين دعمت خط الأنابيب، على الرغم من المعارضة الواسعة له من قبل أوروبا الشرقية، مما أدى إلى تعقيد حسابات الولايات المتحدة التي تسعى إلى تعزيز العلاقات مع ألمانيا. ورغم تأكيد واشنطن بأنها لا تزال تعارض نورد ستريم 2، إلا أنها تنازلت عن العقوبات التي فُرضت ضد بناءه.
وقال بوتين، في هذا الشأن:" إن الإدارة الأمريكية الجديدة تقول إنها تريد بناء علاقات جيدة مع شركائها الرئيسيين في أوروبا. حسنًا، ولكن كيف يمكنك بناء علاقات جيدة مع الشركاء إذا كنت لا تهتم بمصالحهم؟!".
وعلقت الصحيفة البريطانية أيضا أن معارضة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لخط الأنابيب تركزت على مخاوف من أن يستخدم الكرملين صادرات الغاز المتزايدة كأداه للضغط السياسي على الدول الأوروبية، كما اعتبروا أن الغرض الحقيقي منه هو تجنب استخدام خطوط الأنابيب الموجودة عبر أوكرانيا، وبالتالي حرمان كييف من عائدات العبور.
أما روسيا وألمانيا، فقد أكدتا أن المشروع اقتصادي بحت سيضمن تلبية مطالب الاتحاد الأوروبي على الغاز في المستقبل. بينما تعهدت موسكو دائمًا بأن خط الأنابيب سيكتمل بغض النظر عن الضغط الغربي. ثم اتهمت الولايات المتحدة بمحاولة عرقلة المشروع للحفاظ على تدفق إمدادات الغاز الطبيعي الأمريكية، الأكثر تكلفة، للسوق الأوروبية.