صدور الطبعة الثالثة من رواية «القداس الأخير»
صدر عن الدار المصرية اللبنانية، الطبعة الثالثة من رواية" القداس الأخير" للكاتب المصري ولاء كمال، المولود بإنجلترا، ودرس الإعلام والترجمة والسينما.
الرواية تقع في 258 صفحة من القطع المتوسط وتخترق العوالم الثابتة فيما يخص عوالم الصورة في الرسم والسينما مع تقطير وتقطيع إيقاعي يتوائم مع مسار الكتابة أو السرد الذي يظهر براعة" ولاء كمال" بدلالات اللغة البصرية والفارق بين المشهدية الإيقاعية في اللغة مابين رؤية المثال الفنان النحات، لتمثاله أو لصنعه.
وفي الرواية استحضار أو استعادة للوحات العظيم برنيني ودير لويس" و" كارفاجيو" في أعمالهم، التي تختلط فيها وتمتزج ، عوالم جرائم القتل البشعة ورؤى القديسين والقديسات، تيريزا وعلاقتها الحسية واللا واعية بقطع المغناطيس الثقيلة، والتي كانت تمثل حضورا استثنائيا في مسار صانع الفن أو التمثال.
وهو حضور يحتفي بالحياة رغم رسم الموت بفرشاة وألوان متعددة الدلالات والرموز استغلها الراوي في صنع سردية مفعغمة بالجمال والحياة كنقيض لواقع الموت والألم في شاعرية مفردات كاتب أو سارد تتغول رؤاه وأسلحته الكتابية/ اللغوية في التماهي والتماس مع تلك العوالم التي أسقط عليها حالاته المتغيرة كفنان تتعدد مراياه في تشكيل خارطة روائية تنهل من سيرة الكاتب، وهو الذي تعود على الإرتحال الدائم بالطائرة، بين عدة دول أوروبية، وفي كل مرة يحط به الرحال في آنيه ، ليكتشف طغيان وسطوة ماضيه الغميق في الكدر والسطحية والصمت بلا إعتراض، كخرس يخال على المرء والقاريء .
وشبه فاقد للوعي أو مستسلما لغيبوبة عقلية ونفسية وفكرية تدفعه دفعاً للهروب إلى محاكمة الماضي من خلال حاضره مع اللوحات والتماثيل مصروعا في سرده بتلك المغامرة الشيقة في رجرجة اليقين بالإشتباك مع حبه للفن.
والراوي في هذا العمل الروائي الزخم مثقل بتجارب وفعاليات حقيقية في الفن والتشكيل والرسم والحياة، جعلت من الرواية مشروع جمالي وفكري يحاكم فيه الكاتب تاريخ الفن من خلال محطات وأسماء بعينها، مثلت مفارق طرق وعتبات فارقة في علاقة الفنان بصنعه، والكاتب بتاريخه مع الهواجس،ن مدحورا أو مصلوباً في منطقة بين بين، كالعتمة والنور، والظل والضوء والوعي واللا وعي لتكون الثمار يانعة فياضة ملؤها الرغبة في ثنائيات، الكشف، عن تاريخ الفن والجنون وكذلك العقل / واللا عقل، الوعي/ ونقيضه، الليل والنهاروهكذا حتى تنجلي الرؤية الساردة غائصة في قلب الولع بكل ماهو فني وتاريخي وجمالي كان هو المكون الرئيس في رؤية ومسار وطريقة الكتابة التي تمثلت في " نحت" المنسى بحفرياته حتى الوصول لنصاعة الحكمة التي تقول وحسبما قصد الكاتب أو لم يقصد، أن الفن هو علاج أثير وفعال لكل ماهو نفسي وعقلي ووجودي وحتى شخصاني.
ولاء كمال، كاتب وروائي مصري ولد بانجلترا لأب مصري المولد والهوية، درس الإعلام والترجمة والسينما ولاقت أعماله نجاحا ومداخلات نقدية في الداخل العربي والغربي الأوروبي فحققت عناوينه انتشارا واسعاً. له من الأعمال" رواية" سكون" ودراسة إجتماعية وفنية شهيرة عنوانها" أيامي مع كاريوكي وحكاية جيل أراد أن يغير العالم.الرواية صدرت طبعتها الثصالثة بالأمس عن " الدار المصرية اللبنانية" .