تحركات سودانية دولية للتحذير من خطورة عدم الاتفاق بشأن سد النهضة
يواصل السودان تحركاتها بشان أزمة سد النهضة، وخلال الساعت الأخيرة الماضية وجهت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي ووزير الري السوداني ياسر عباس تحذيرات من خطورة عدم الاتفاق بشأن سد النهضة.
السفير السوداني لدى كندا
والتقى أنطونيو روتا رئيس مجلس العموم “البرلمان” الكندي بالسفير طارق أبوصالح سفير السودان لدى كندا، حيث أكد أنَّ موقف السُّودان من هذه القضية واضح ولم يتزحزح، وأنَّه حريص على الحل الأفريقي.
وذكر السفير أن وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي انتهت من جولة إفريقية في إطار الجهود المبذولة لحثِ القادة الأفارقة للتأثير على الحكومة الإثيوبية لقبول اتفاق للملء الثاني الذي أعلنت إثيوبيا القيام به خلال شهر يونيو الجاري، وأشار إلى أنَّ السُّودان وجد تضامناً وتجاوباً كبيرين من قبل عدد من الرؤساء الأفارقة بشأنِ موقفه من سد النهضة.
وشدَّد على أنَّ لدى السُّودان إرادة سياسية قوَّية مع التأكيد على رغبته للتوّصُل لاتفاق قانوني مُلزم عبر التفاوض لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي بما لا يُلحِق الضرر بالسُّودان وبما يُحقِّق مصالح الأطراف الثلاثة ويحفظ حقوقهم، وذلك تحت قيادة الاتحاد الأفريقي والضامنين الدوليين.
وزير الري السوداني
وكان وزير الري السوداني ياسر عباس، قد حذر مساء أمس الأربعاء، الوفد الأوروبي من خطورة عدم التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة، خلال لقاء مع فريق الاتحاد الأوروبي الذي يزور السودان حاليًا برئاسة كاتيا الفورز مستشارة وزير الخارجية الفنلندي، سير مفاوضات سد النهضة.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية، أن عباس، أوضح خلال الاجتماع أن السودان دعم سد النهضة منذ البداية باعتباره حق لإثيوبيا لاستغلال مياه النيل وفقًا للقانون الدولي للمياه، مشيرًا إلى أن المفاوضات كانت محصورة في التوصل لاتفاق حول الملء والتشغيل فقط خلال ما يقارب 10 سنوات حسب نص إعلان المبادئ الموقع بين البلدان الثلاثة في 2015 باعتباره المرجعية القانونية للتفاوض.
وأشار عباس إلى أن إثيوبيا غيرت موقفها فجأة وبدأت تتحدث عن تقاسم حصص للمياه وهو ما يرفضه السودان بصورة قاطعة، موضحا أن هناك فوائد كثيرة لسد النهضة للسودان لكنها ستتحول لمخاطر فادحة إذا لم يتم توقيع إتفاق قانوني ملزم وذلك لقرب سد النهضة من سد الروصيرص، وأكد لوفد الاتحاد الأوروبي أن هنالك آثار سلبية تتمثل في نقصان مساحات الجروف وأضرار بيئية للسد علي السودان، وسرد للوفد سير المفاوضات تحت مظلة الاتحاد الأفريقي منذ شهر يونيو 2020 وحتى فبراير 2021 والتي انتهت عمليًا بتوسيع شقة الخلاف بين الدول الثلاث.
وشرح وزير الري للوفد الزائر اقتراح السودان بتوسيع مظلة المفاوضات التي يتولاها الاتحاد الافريقي بضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والذي ترفضه إثيوبيا، وذكر أن إثيوبيا بالفعل اتخذت قرار الملء الثاني في يوليو القادم وذلك بالبدء الفعلي في تعلية الممر الأوسط لسد النهضة في مايو الماضي، وسيتم الملء الأحادي الجانب تلقائيًا عندما يزيد وارد المياه عن سعة الفتحتين السفليتين وهذا ما سيحدث عن بدء موسم الأمطار فى يوليو القادم.
وشدد وزير الري والموارد المائية على ضرورة وإمكانية تغيير المسار الحالي بنقلة نوعية في الملف تجعل سد النهضة منطلقًا للتعاون بين الدول الثلاث وليست وسيلة للهيمنة السياسية وذلك بربط البلدان الثلاث بمشاريع تنمية اقتصادية مشتركة مثل الربط الكهربائي وخطوط السكة الحديد ومشاريع الأمن الغذائي المشتركة.
وزيرة الخارجية السودانية
ومن جهتها قالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، أمس الأربعاء، إن السودان وجد تضامنًا وتجاوبًا كبيرًا من قبل عدد من الرؤساء الأفارقة بشأن موقفه من سد النهضة تعليقًا على جولتها لدول غرب إفريقيا والتى شملت نيجيريا، وغانا، والسنغال والنيجر بشأن تطورات المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا.
وأكدت مريم المهدي أن زيارتها لهذه الدول كانت ناجحة بكل المقاييس، مشيرة إلى أن الجولة هدفت إلى شرح موقف السودان من سد النهضة، كما تطرقت إلى العلاقات الثنائية للخرطوم مع هذه الدول، مشيرة إلى أن موقف هذه الدول يتطابق مع تجارب تلك الدول خاصة نهري السنغال والنيجر، مشيرة إلى أن الزيارة تمثل إضافة لتنمية العلاقات مع غرب إفريقيا، وذلك حسب وكالة السودان للأنباء.
وأوضحت وزيرة الخارجية أنها تعرفت على تجربتين خلال الزيارة بشأن الأنهار، وهما تجربة الإدارة المشتركة وتطوير نهر السنغال وتجربة نهر النيجر، وهي تعد المجموعة الثالثة من مجموعات إفريقيا بعد مجموعة النيل ومجموعة نهر الكونغو، كما تعتبر مجموعة نهر النيجر من أكبر المجموعات التي تشترك فيها تسع دول، مبينة أنها تأتي في إطار إفريقيا، خاصة أن الاتحاد الإفريقي يرعى مفاوضات سد النهضة.