«عرضتها للسخرية».. حكاية العقدة التي عانت منها فاتن حمامة في طفولتها
عانت الفنانة الراحلة فاتن حمامة طوال حياتها من اللدغة في حرف الراء، وكشفت في مذكراتها التي نشرتها مجلة الكواكب في منتصف الستينيات، عن موقف طريف حدث لها عندما التحقت بمعهد التمثيل جعلها تتخلص من هذه اللدغة.
فاتن حمامة قالت في مذكراتها إنها تعرضت لموقف طريف في أول أيام الدراسة بمعهد التمثيل مع الفنان الكبير زكي طليمات الذي كان أستاذاً بالمعهد.
الفنانة الراحلة قالت إن طليمات دخل المحاضرة وبدأ يتحدث إلى الطلبة والطالبات وما كاد يلمحها حتى ناداها قائلاً “تعالي هنا ياعروسة”، وهو ما أغضبها بشدة، وقالت له: "أنا مش عروسة أنا فاتن”.
فحاول زكي طليمات إخفاء ابتسامته ثم قال “طيب تعالي هنا يا فاتن”، فذهبت إليه ليسألها عن اسم المسرحية التي امتحنت فيها فأجابته.
واستكملت قائلة : ”لاحظ طليمات أنني أنطق “الراء” “غين”، وهي لدغة كانت تلازمني منذ الصغر ولم يكتشفها إلا أفراد قلائل، فقام إلى السبورة وكتب جملة طويلة مليئة بحرف ”الراء” ، وطلب مني أن أقرأ الجملة بصوت مرتفع، ولما قرأتها كان يسد أذنه بيده حتى لا يسمع نطقي لحرف الراء”.
وأضافت: “فجأة قال لي طلعي لسانك يا فاتن، وضحكت من هذا الطلب وسألته: “أطلع لساني ليه؟ “، فقال :”علشان اشوف الحتة الناقصة منه”، فضحكت وضحك الجميع”.
وتابعت:” منذ هذا اليوم نشأت بيني وبين زكي طليمات صداقة التلميذة وأستاذها وكان يشيد بمواهبي التي تؤهلني لمكانة طيبة في عالم المسرح، ولم يمض العام الأول من دراستي بالمعهد حتى كنت قد تخلصت تماماً من نطق ” الغين”، وأصبحت أنطق “الراء” واضحة".
حققت فاتن حمامة دومًا نجوميتها بفضل فيلمها الأول "يوم سعيد" في تحقيق ما وصلت إليه من حيث وجدت نفسها، وهي طفلة صغيرة، تحظى بإعجاب الجمهور، وتصبح فجأة مادة لسمرهم وأحاديثهم، وهو ما سبب لها نوعًا من الغرور.
وكشفت فاتن حمامة في حوار صحفي بمجلة "الموعد" عن تلك اللحظات، قائلة إنها عندما كانت طفلة وجدت نفسها محط أنظار زميلاتها واهتمامهنّ، فعندما كانت تدخل المدرسة، زميلاتها الصغيرات يتدافعن حولها وعلى لسان كل واحدة منهن سؤال عن هذا الممثل أو ذاك، قالت: "وكان غروري يأبى علي أن أجيب بأنني لا أعرف إلا الممثلين الذين ظهرت معهم في "يوم سعيد"، ومع ذلك كنت أهز رأسي وأقول لهن أن هذه أسرار لا أستطيع أن أبوح بها، وأن وقت إذاعتها لم يحن بعد، وكانت لهجتي التي اصطنعها توهم الصغيرات بأنني عليمة ببواطن الأمور".
هذه اللحظات التي مرت بها الفنانة فاتن حمامة، دفعتها إلى أن تمنع عمل ابنتها نادية ذو الفقار من العمل بالسينما، وذلك بعدما ظهرت معها في فيلم "موعد مع السعادة" إخراج عز الدين ذو الفقار، حيث قالت: "وجدتها تتعامل مع نفسها بعد أن ظهرت على الشاشة على بقدر من الغرور، حيث بدأت تتعامل مع صديقاتها في المدرسة على أنهن أقل منهن أهمية، وهو ما عايشته بنفسي في طفولتي".
و"يوم سعيد" إخراج محمد كريم عام 1940، تدور حكايته حول "محمد كمال" شاب بسيط ويعطف عليه أصحاب البيت الذي يسكن فيه. ويلتقي في الترام بفتاة يحبها وتبادله مشاعره، إلا أن والدها يعترض على هذه العلاقة مستندًا إلى فقر هذا المطرب، وتحاول "أمينة" مع والدها الذي يوافق على مقابلته، لكن تصادف أن يوم المقابلة يوافق يوم احتفال عند الهانم التي يعمل عندها والد الفتاة.