«مختبر السرديات» بمكتبة الإسكندرية يحتفي برائد التجريب الحديث
ينظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، في السادسة من مساء الثلاثاء المقبل، ندوة أونلاين لمناقشة مجمل أعمال الكاتب الكبير الراحل محمود عوض عبد العال، بمشاركة محمد عبد الحميد خليفة، الأديب مصطفى نصر، الناقد شوقي عبد الحميد ويدير اللقاء الأديب منير عتيبة مدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية.
وقال عتيبة إن الراحل محمود عوض عبد العال يعتبر أحد أهم المجددين في القصة والرواية العربية منذ نشر روايته الأولى (سكر مر) عام 1970 مستخدمًا تيار الوعي بطريقة إبداعية تخصه وحده.
وولد محمود عوض عبد العال في الإسكندرية عام 1943 وتخرج في كلية دار العلوم جامعة القاهرة عام 1969، والتحق بالجيش كضابط احتياط من 1971 إلى 1975، وتم تكريمه في مؤتمر أدباء الأقاليم في مجال الرواة عام 1987.
مؤسس ورئيس تحرير مجلة أقلام الصحوة للأدباء والفنانين من 1974 إلى 1984م. أختير مشرفا على جريدة (فن وأدب) التي كانت تصدر عن المركز القومي للثقافة والفنون التشكيلية بالإسكندرية عام 1981. تم عمل رسالة الماجستير في الأدب والنقد من جامعة الأزهر كلية الدراسات العربية والإسلامية بالإسكندرية بعنوان " محمود عوض عبد العال قاصاً" في عام 2014. وكذلك رسالة الماجستير في قسم اللغة الإنجليزية من جامعة المنيا بعنوان " تأثير تقنية تيار الوعي ممثلة في أعمال جيمس جويس وفرجينيا وولف على أعمال (محمود عوض عبد العال)" في عام 2012، كما صدرت عن أعماله عشرات الدراسات فى الدوريات والكتب المتخصصة والمؤتمرات.
صدر لمحمود عوض عبد العال خمس روايات وخمس مجموعات قصصية المهمة إضافة إلى عمل مسرحى وآخر فى الفنون التشكيلية وثالث فى الحركات العمالية، وتتمثل إصداراته فى: رواية (سكر مر) ط أولى 1970 كتابات معاصرة ط ثانية 1988 الهيئة العامة للكتاب، وط ثالثة 2015 روايات الهلال. مجموعة قصصية (الذي مر على مدينة) ط أولى 1974 دار المعارف مصر. دراسة فينة ( في صحن مصر) ط أولى 1980 أقلام الصحوة. مجموعة قصصية (علامة الرضا) ط أولى 1983 الهيئة العامة للكتاب. مجموعة قصصية ( حسن البيت) ط أولى 1983 المجلس الأعلى للثقافة. رواية (عين سمكة) ط أولى 1980 دار الكاتب بيروت وط ثانية ( مكتبة الأسرة) الهيئة العامة للكتاب 2014. مجموعة قصصية (تحت جناحك الناعم) ط أولى 1984 دار أبها السعودية. رواية (قارئ في الشارع) ط أولى 1995 الهيئة العامة للكتاب. رواية (الزجاج في دمي) ط أولى 2000 الهيئة العامة للكتاب. دراسة (الحركة النقابية لعمال الدخان) ط أولى 1999 دار أخبار اليوم. رؤية مسرحية (القلب الشجاع) ط أولى 1999 دار الملتقي المصري. مجموعة قصص ( عدى النهار) 2007 الهيئة العامة للكتاب. رواية (ضابط احتياط) سلسلة روايات الهلال 2014.
يقول د.حمدى السكوت عن رواية سكر مر: (الرواية تقدم ألواناً جديدة من الأساليب الفنية غير الشائعة في الأعمال القصصية العربية، بل وأكاد أٌقول أنها لم تجتمع في عمل قصصي عربي من قبل.. فإذا كان استخدام ( تيار الوعي) يعد في حد ذاته أسلوباً جديداً نسبياً في القصص العربي، فإن المؤلف لم يلجأ إلي استخدام هذا الأسلوب بالطرقية المألوفة التي عهدناها عند كتاب مثل (جويس) و(فرجينيا وولف) و(نجيب محفوظ) وهي الطريقة التي يخبرنا فيها المؤلف تصريحاً أو تلميحاً أن تلك المشاعر والأفكار هي مشاعر وأفكار هذه الشخصية أو تلك. وإنما لجأ محمود عوض عبد العال إلي عرض كل (تيارات الوعي) في الرواية من خلال (تيار وعي) واحد كبير لأحد الشخصيات، وقد استعاد بذاكرته وبأسلوبه تيار الوعي كل أحداث الرواية. وهذه الطريقة لم يلجأ إليها قصاص عربي من قبل وهي ولاشك ستثير كثيراً من الجدل).
ويقول الناقد العراقى فاضل تامر (سكر مر) رواية تجريبية عربية جديدة، تشعرك من صفاحتها الأولى أنك أمام عمل روائي جاد يحاول أن يلتمس طريقة خلال المغامرة التكنيكية التي طرحتها الرواية العالمية المعاصرة. وأنت لا تعبأ كثيراً عدم معرفتك المسبقة بكاتبها محمود عوض عبد العال فالرواية تمتلك ثراءها الخاص الذي يجعلك مشدوداً إليها). ويقول د.مصطفى عبد الغنى: (.. ومن ملامح تكنيك الكاتب هو استخدامه الفني التشكيلي، وهو يفسر لنا اهتمامه في المستوى الداخلي لعالمه بالفن التشكيلي من حيث استخدام الألوان والملامح وتخير الحوارات المقطوعة أو الجمل الحائرة أو الصور الغريبة مما نراه في كثير من الأحيان لدى الفنانين السيرياليين). ويقول الدكتور محمد زكى العشماوى: (وما يريده كاتب متمكن من أدواته أن يبرز هنا في تيار الوعي، هو فظاعة العالم .. بالهول والبشاعة، بما في الحياة من تناقض غريب جداً بين الظاهر والباطن. مثل ما حدث في روايته (سكر مر) و(عين سمكة) ومجموعتيه ( الذي مر على مدينة) و(حس البيت) .. وهذه الأعمال تمثل قضية التناقض بين ما يظهر من سلوك وبين ما يستنبطه في داخله .. ونذكر الآن كلمة الشاعر الألماني العظيم (يريخت) عندما يقول في أحد قصائده (الجبهة الصافية تفضح بالخيانة) .. يعني أن القضية هنا في تيار الوعي .. ليست قضية الظاهر، وإنما قضية الباطن).
يقول الدكتور مراد عبد الرحمن مبروك: (.. يُعد محمود عوض عبد العال واحداً من كتاب الستينيات الذين جددوا في الشكل الروائي القصصي منذ أواخر الستينيات وحتى وقتنا الحالي خلال أعماله الروائية المتعددة ومجموعاته القصصية. ويرجع اختيارنا لدراسة جدلية التعبير الزمني في روايته (سكر مر) و (عين سمكة) إلي أن مستويات التعبير الزمني متعددة ومتباينة وتشكل ملمحاً بارزاً فضلاً عن أن بناء الزمن في هذه الروايات يشكل ركناً أساسياً في بناء نصه الروائي). ويقول جلال العشرى: (.. منذ مطلح الستينيات وحتى مطلع الثمانينات .. ونحن نعرف محمود عوض عبد العال وبدايته الستينية ومواكبته للحركة الإبداعية في الأدب .. وكفاحه ونضاله الأدبي في حياتنا الثقافية بوجه عام .. موجوداً على خريطة الحركة الثقافية في مصر بوجه عام. .. مشاركاً في المجلات الثقافية أيام أن كانت تصدر في الستينيات مجلة (المجلة) ومجلة (الفكر المعاصر) ومجلة (الكاتب) ومجلة (الطليعة) فضلاً عن المجلات التي لحقت بهذه المجلات جميعاً .. فضلاً عن مشاركاته في البرنامج الثاني بالإذاعة عندما كان برنامجاً ثقافياً يسمعه الكثرة من المثقفين .. والبرنامج المتميز أمسية ثقافية، وهو من المتعطشين للكلمة الرفيعة والأدب اللامع. فنحن على خط عرض واحد مع محمود عوض عبد العال.. كاتب عسير الهضم .. صعب المنال ليس من السهل تذوقه.. وليس من السهل التمرس به .. أو الدخول معه في لعبة الأدب .. كل من يدخل عالم محمود عوض عبد العال لا بد وأن يرتدي القبعة .. وأن يكون جاهزاً لاستقبال فني متميز .. وأدب من نوع خاص .. وأهم ميزة في محمود عوض عبد العال بالرغم من موقفنا منه .. سواء بالاتفاق أو بالاختلاف .. بالكثرة القارئة أو القلة المتذوقة .. إلا أنه في النهاية صوت متفرد وصوت متميز .. لم يقلد أحداً .. ولم يجاري أحداً ... وأثر أن يكون نسيج وحده .. وأن يكون متفرداً ومتميزاً .. ولتكن النتيجة ما تكون).
ويقول محمد مصطفى سليم: “عوض عبد العال" الذي تعوّد بثقة وجرأة على كسر هندسة الرواية التقليدية بداية من رواية ( سكر مر) ومروراً ( بعين سمكة) وغيرها من المجموعات القصصية القصيرة مما أحدث هزة عنيفة في كيان الابداع الروائي العربي، منطلقاً في ذلك من الخروج عما هو مألوف ومتعارف عليه في روايات العرب ليؤكد رسوخ قدمه في ميدان التجديد، وخاصة التجديد اللغوي القابض على الدلالات المكثفة ،والنابض بالإشارات الموحية المتضمن الرمزيات الهادفة.