مبدعون ينعون سمير غانم: وداعًا لمن رسم البسمة والضحكة
أصيب المصريون بفاجعة رحيل أمير دولة الضحك الفنان الكبير سمير غانم٬ ثالث ثلاثي أضواء المسرح الذي انطفأت بعدما لحق بتوأميه الضيف أحمد وجورج سيدهم.
وتتابعت تدوينات النعي والرثاء من قبل الكتاب والفنانيين عبر حساباتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك نستعرضها في هذا التقرير.
حيث كتب القاص الشاب محمد الحديني تعليقا على مشهد شاركه لسمير غانم من فيلم "عالم عيال عيال" قائلا :لما ظهر كضيف شرف في مشهد مدته أقل من 3 دقايق، قدر يسيطر ويخطف الكاميرا من عملاقين وكمان قدر يعمل ارتباط شرطي بين المُشاهد والفيلم نفسه، فأصبح اللي الفيلم ييجي على باله لازم يفتكر المشهد ده تحديدا..وهي دي الخلاصة: أنك تسيب بصمة إيجابية حتى ولو كانت صغيرة.
ومن ناحيته؛ قال القاص شريف صالح: برحيل سمير غانم عن أربعة وثمانين عامًا، تُطوى صفحة مهمة من دفتر الضحك المصري.بكل المقاييس ليس سهلًا أن تُضحك شعبًا بضاعته الضحك، بل وتتربع على عرش مضحكيه قرابة نصف قرن.
سمير المولود في بني سويف في يناير عام 1937، ينتمي إلى جيل تفتح وعيه مع ثورة يوليو، وبدأ حياته العملية مطلع الستينات. على عكس الجيل السابق الذي بدأ في العصر الملكي وضم أسماء مثل فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي.كان من المعتاد أن يُهيمن أحدهم على عصر الضحك، فنجيب الريحاني هيمن على الثلث الأول من القرن العشرين، ثم سلّم الراية إلى إسماعيل يس، ثم جاء فؤاد المهندس، ليختتم الربع الأخير من القرن العشرين بظاهرة عادل إمام.
وبدوره كتب الناقد الفني محمود عبد الشكور قائلا: أول مرة شاهدت فيها سمير غانم شخصيا، أدهشني أنه يبدو كرجل عجوز.كان خارجا لتوه من الملحق التجاري لفندق رمسيس هيلتون، حيث يعرض مسرحية بعنوان "بهلول في اسطنبول"، ويسير ببطء شديد، مرتديا معطفا أسود، في طريقه الى مبنى التليفزيون.
ظننت في البداية أن دهشتي عند رؤيته سببها أنه ارتبط طويلا في ذهني بصورته القديمة كشاب، في أعمال مميزة كثيرة، ولكني عندما عدت الى أعماله في نفس السنة التي رأيته فيها، اكتشفت أنه يتحول تقريبا عندما يقف أمام كاميرا أو جمهور، يعود شابا شديد الحيوية، ويتبخر تماما ذلك الرجل العجوز المرهق، من المستحيل ساعتها أن تخمن عمره الحقيقي، أو أن تعرف من أين يأتي بهذه الطاقة والحيوية؟. سمير كان دائما شابا بفنه وبأدائه، وكان يعرف ويدرك ذلك، ولذلك لم يتوقف أبدا عن العمل، حتى أيامه الأخيرة. كان فنه هو عمره الأهم و الموازي، والذي يستحقه عن جدارة.
وقال الكاتب المترجم أشرف الصباغ: ورحل ثالث الأضواء الثلاثة.. رحل أحد الأضواء الثلاثة وآخرهم بعد أكثر من نصف قرن على إمتاعنا ومصاحبتنا منذ الطفولة بكل ابتساماته وحركاته وإيفيهاته..رحل سمير غانم بعد الضيف أحمد وجورج سيدهم ليقلص مساحة وجودنا وابتساماتنا لصالح الغث والردئ. يبدو أن هذه وظيفة الموت في مراحل التحولات، بل وفي كل المراحل.
رحل سمير وترك لنا إرثا فنيا يخلد ابتساماتنا وأحلامنا وضحكاتنا، وخفة ظلنا عندما نقلده ونردد قفشاته وإيفيهاته، وحركاته..ليلتئم شمل أرواحكم أنتم الثلاثة وليضيء لنا ابتسامات محتملة في أزمنة أفضل... ألف رحمة ونور لروحك يا سمير يا غانم... والسلام أمانة للضيف ولجورج.
ونعى الفنان طارق المنهالي الفنان الراحل سمير غانم الذي توفي متأثرا بإصابته بفيروس كرونا المستجد، عبر حسابه الشخصي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" وكتب قائلا :"إنا لله وإنا اليه راجعون.. وداعا النجم الكبير سمير غانم ..وداعا لمن رسم البسمة والضحكة في حياة شباب وأطفال الإمارات والعالم العربي لسنين وسنين رحمه الله وجعل مثواه الجنه..نسألكم الدعاء..خالص العزاء لأسرته ومحبيه".
وبدوره كتب الروائي إبراهيم فرغلي مودعا سمير غانم: كم مر علي من زمن استغرقته ضحكا بسبب خفة ظل سمير غانم ؟ ليس أقل من عمر فعلا. الله يرحمك ويلهم الصبر لأهلك وبناتك وأحبابك .
كما نعي الفنان سمير غانم الكاتب الكويتي الشاب عبد الوهاب الحمادي:عند رحيل أمثالك يا سمير غانم ، وأمثالك قليل، يحضرني بيت الشريف الرضي "ليبكِ الزمـــــانُ طويــلاً عليك.. فقد كنتَ خفّةَ روح الزمانِ"
يا "خفة روح الزمان" يا ممثلا لم يعرف الحزن يوما، أتعلم أن لاصورة لك أو مشهد في فيلم أو مسلسل تبكينا؟! فراقك فعل ذلك وأبكانا.. يا "خفة روح الزمان".
ومن جانبه قال القاص بيتر ماهر الصغيران: في وداع سمير غانم من التكتلات الكوميدية إلى البطولة المطلقة بعد أن كانت الثنائيات عبارة عن كاتب وممثل أو مخرج وممثل أو ممثل وممثلة أو حتى ثنائية بين ممثل و ممثل. جاء ثلاثي أضواء المسرح يقلبوا الطاولة على الجميع و يقدموا ثلاثة شخصيات ليكونوا تكتلا كوميديا فريدا في التاريخ السينمائي و المسرحي و حتى التليفزيوني .
كل شخص فيهم له كاريزما مستقلة نرى الضيف أحمد النحيف الذي يقدر أن يلعب على تيمة النحافة حتى أخرج منها أقصى حد ممكن من الموهبة و أصبح موضوع النحافة من التيمات الكوميدية التي استغلها آخرين فيما بعد .بينما جورج لعب على تيمة الشخص الممتلىء الجسم الذي يحب الأكل والشرب و هو أيضا أجاد في تلك الناحية الفنية و إخراج الضحكات و المواقف و الايفيهات .
اعتقد أن سمير لم يحصر نفسه في منطقة معينة من الكوميديا فهو كان أذكاهم من الناحية الفنية. بل استطاع أن يكون بطلا في أفلام سينمائية مستقلة في حقبة الثمانينات من القرن العشرين. لم يعتمد على شكل معين و أن كان يمكن اعتباره لديه طول نسبي لكن هذا لم يجعله يعتمد على الطول أو القصر بل كوميديا الموقف.