«ليس مجرد شعار».. كيف تعيد الدولة بناء الانسان في الصحة والتعليم والإسكان؟
"بناء الانسان".. مصطلح أكد عليه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، دائما قولاً وفعلاً وجاءت إجراءات الدولة من وقتها مصدقة له مؤمنة بما يتطلبه في جميع المجالات لنجد أنفسنا امام عصر جديد هدفه الأسمى هو الإنسان، و قد جاء مؤخراً مشروع استكمال مكتبة مصر العامة بمدينة عزبة البرج، كأحد هذه المشاريع التي تحقق بالفعل مفهوم"بناء الانسان"باعتباره مشروعاً يهتم بالبناء الأهم الذي يرتكز على العقل والبناء الثقافي المؤثر في جميع نواح بناء ليس الانسان وحده بل المجتمع بأكمله، وذلك في إطار حرص الدولة على النهوض بالمستوى الفكري والثقافي والفني للأجيال تزويد
و المكتبة تخدم عزبة البرج، ورأس البر، إضافة إلى المناطق المحيطة بهما وتعد منارة جديدة للعلم والمعرفة تقدم المواد الثقافية والأنشطة المختلفة لأبناءهما وتهدف إلى تنمية مهاراتهم في مجال تكنولوجيا المعلومات واللغات، و وقد ظل مشروع هذه المكتبة هيكلاً خرسانيّا لعدة سنوات إلى أن تم استئناف العمل به في عام 2019 من خلال مديرية الإسكان والمرافق ليخرج إلى النور هذا العام ويصبح صرحاً ثقافيًا جديدًا بالمحافظة.
- مبنى على 300 متر مربع بتكلفة 15 مليون جنيه
ويقع مبنى مكتبة مصر العامة يقع على مساحة تزيد على 300 م٢، ويضم بدروما للمخازن وطابقا أرضيا يشمل قسمين للاستقبال والإدارة وقاعة، وطابقين علويين، يشملان قاعات اطلاع للأطفال والكبار، وتدريب حاسب آلي، وقاعات أبحاث وإنترنت، بالإضافة إلى مسطح خدمات بالطابق الأخير بتكلفة إجمالية تبلغ 15 مليون جنيه.
و تقدم المكتبة خدماتها لجميع الفئات العمرية، وفي إطار ذلك يتم تخصيص برامج تدريبية تناسب كافة الأعمار والفئات في مجالات التكنولوجيا، واللغات، والتنمية البشرية، كما تعمل على تقديم مختلف المهارات الثقافية، و تعريف أهل البلد بتاريخهم وتاريخ الأجيال السابقة وخبراتها في البحر، سواء للنقل البحري أو لصيد الأسماك
- الاهتمام بتطوير تعليم
وقد شملت خطة الدولة في بناء الانسان عدة محاور تم العمل بها جميعاً في وقت واحد ومثلت أهم المحاور التي يحتاجها الانسان، وتعد النواة الاولى لبنائه من أبرزها الاهتمام بالصحة ، و توفير تعليم جيد يواكب العصر له، وكذلك توفير مسكن آمن يستطيع العيش به.
و اهتمت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بتطوير نظام تعليم جديد مواكب لأحدث المعايير العالمية من رياض الأطفال والصفوف الأول والثاني والثالث الابتدائي، بجانب تطوير التعلم والتقييم في المرحلة الثانوية من أجل التأكد من تحصيل الطلاب لنواتج التعلم الحقيقية، وذلك ليكون التعلم بهدف تعزيز الوعي ومن أجل تحديات التنمية المستدامة.
- أساسها المعلم .. رحلة التطوير من التعليم للتعلم
وكانت رحلة تطوير التعليم في مصر والتي استهدفت تغيير المنظومة بأكملها، لتتحول من التعليم إلى التعلم، مع عدم اقتصار دور الطلاب على أن يكونوا متلقين للمعلومات، بل يتحولوا إلى مستفيدين من نظام متكامل، كانت قد بدأت بتقديم المعلومات لهم وإكسابهم مهارات الحياة التي تشكل بنيانهم الفكري وسلوكهم من أجل تحقيق رؤية مصر 2030.
ومثل المعلم في هذه الرحلة أساس نجاح تلك المنظومة الجديدة في التعليم، من خلال الخطة التي وضعت لتدريب للمعلمين على المناهج الجديدة،و التي أعدها نخبة من أفضل الأساتذة بالمركز القومي لتطوير المناهج، وذلك جميعه من أجل تحقيق المرجو وهو البناء القوي للانسان متسلحاً بأهم سلاح عصره وهو العلم.
- "التابلت".. دمج التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية
قامت وزارة التربية والتعليم كذلك في هذا السياق بدمج التكنولوجيا الحديثة بالعملية التعليمية من خلال توفير أجهزة التابلت والسبورات الذكية لتسهيل دخول الطلبة على بنك المعرفة المصري، والذي مثل نموذجًا معرفيًا فريدًا من نوعه على مستوى العالم في مجال المعرفة.
أما التعليم الفني، فقد نجحت تجربة مدارس التكنولوجيا التطبيقية بشراكة ثلاثية بين الوزارة التي تقدم المدرسة والمعلمين، وبين القطاع الخاص كممثل لأصحاب الأعمال الراغبين في إعداد الموارد البشرية اللازمة لتشغيل مصانعهم، إضافة إلي ممثل لهيئة دولية لضمان جودة العملية التعليمية، وقد لاقى هذا النموذج التعليمي إقبالًا كبيرًا من الطلاب الحاصلين على شهادة الإعدادية، وخصوصًا هؤلاء الحاصلين على مجاميع مرتفعة تؤهلهم بسهولة للالتحاق بالتعليم العام.
- الاهتمام بصحة المواطن المصري.. المبادرات الرئاسية نموذجا
جاءت المبادرات الرئاسية مثل مبادرة علاج فيروس سي، والتي انطلقت عام 2018 وبلغت تكلفتها 14.2 مليار جنيه، خير دليلاً على وضع الدولة هدفها الأسمى الانسان وصحته وبالتالي بناؤه وذلك من خلال الاهتمام بعودة الانسان المصري القوي صاحب صناعة الحضارات التي لا تقوم إلا بتوافر جيلاً سليماً قوي البنيان.
واستطاعت الدولة في سبيل ذلك تحقيق نجاحاً هائلاً بالفعل في القضاء على فيروس سي، من خلال فحص 70 مليون مواطن من سن 18 لـ 60 عامًا خلال 7 أشهر ضمن المبادرة و تم تقديم العلاج بالمجان لـ حوالي 2.2 مليون مواطن، وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمبادرة 5.5 مليار جنيه منها 2.5 مليار تكلفة المسح و3 مليارات تكلفة العلاج، كما تم تجهيز المعامل المركزية بـ 41 جهاز "PCR" وزيادرة قدرة العمل يوميًا من 8 آلاف إلى 35 ألف عينة وتشكيل غرفة عمليات مركزية مرتبطة بالمحافظات تضم 20 ألف فرقة و60 ألف متدرب، وساهمت المبادرة في إعفاء الدولة من تحمل تكلفة علاج المرض ومضاعفاته والتي تصل سنويًا 64 مليار جنيه، وحماية 150 ألف فرد من الإصابة سنويًا، وبها اصبحت مصر في طريقها للحصول على الإشهاد الدولي للخلو من الفيروسات الكبدية.
- فحص 24 مليون مواطنا بمبادرة الكشف عن الأمراض المزمنة
بين المبادرات الصحية التي اهتمت ببناء الانسان أيضاً وأشرفت الدولة على كل تفاصيلها كانت مبادرة الاكتشاف المبكر للاعتلال الكلوي والأمراض المزمنة في يونيو 2020 بالتزامن مع مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، والتي تستهدف 28 مليون مواطن فوق سن 40 عامًا، وتم من خلالها فحص 24 مليون مواطن وتقديم العلاج اللازم لهم بالمجان، بالإضافة إلى إحلال وتجديد 180 وحدة غسيل كلوي، وتوفير 2600 جهاز غسيل كلوي و1000 كرسي للعمل بالمبادرة بتكلفة 360 مليون جنيه، حيث بلغت التكلفة الإجمالية للمبادرة 1.5 مليار جنيه، وكان الهدف الرئيسي للمبادرة تقليل نسب الوفيات بفيروس كورونا المستجد، والعمل على اكتشاف 300 ألف مريض اعتلال كلوي مزمن باختلاف مراحل المرض وحمايتهم من الوصول إلى الفشل الكلوي الذي تبلغ تكلفة علاجه المباشرة وغير المباشرة 96 ألف جنيه مصري سنويًا للمريض الواحد.
كما تم فحص 12 مليون سيدة فوق سن الـ 18 عامًا ضمن مبادرة السيد رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة المصرية، منذ انطلاقها في شهر يوليو عام 2019، وتم متابعة وعلاج حوالي 3 آلاف سيدة مصابة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى تقديم التوعية للمترددات على المبادرة بكيفية الفحص الذاتي والصحة الإنجابية بتكلفة 610 ملايين جنيه، وذلك مقارنة بفحص 2.5 ملــيون سيدة منذ عام 2007 حتى 2019 وعدم توفير منظومة لمتابعة علاج المرضى، و تم العمل بالمبادرة من خلال 3538 وحدة صحية أولية على مستوى الجمهورية، و112 مستشفى "فحص متقدم"، و85 جهاز أشعة تشخيصية و28 مركزًا متخصصًا للعلاج، وبلغ عدد الفرق العاملة بالمبادرة 4098.
- مسكن آدمي.. مشروعات القضاء على العشوائيات
بناء الانسان كذلك شمل انتشاله من مسكن غير ملائم لآدميته، لذا نفذت الدولة العديد من مشروعات الإسكان التي نقل لها سكان العشوائيات إلى مدن جديدة على أعلى مستوى من التخطيط والتحضر ، فقد شملت هذه المشاريع مشروع الأسمرات1 و2 و3، وأهالينا 1و2، والمحروسة 1 و2، وروضة السيدة 1 بإجمالى عدد وحدات سكنية 26449 وحدة، كما هناك مشروعات اخرى سيتم الانتهاء منها قريباً وهي مشروع أرض الخيالة، ومؤسسة معا مرحلة أولى ومرحلة ثانية، ومصنع 18 الحربى، والمنيل القديم، بإجمالى 13912 وحدة سكنية، وأخرى جاري البدء فى تنفيذها خلال العام المالى 2021-2022، وهي روضة السيدة 2، وأهالينا 3، وشمال الحرفيين، وأرض المسبك، وأرض العمدة، بإجمالى 7800 وحدة.
كل هذه المشروعات وهدفها تلخص الهدف منها في عبارة واحدة وهي"بناء الانسان"وهي العبارة التي تضمن بتحققها بناء الأوطان جميعاً وصنع حضارتها.