رشا عدلي: تقنية التنقل عبر الزمن في الكتابة تتيح لي مرونة الهروب
قالت الكاتبة رشا عدلي، إن أعمالها الروائية، لم تقتصر على الرواية التاريخية، لافته إلى أنها تكتب بصيغة التنقل في الرواية من زمن معاصر إلى فترات تاريخية سابقة، مستطردة: «أحب تقنية التنقل عبر عدة أزمنة؛ ذلك يتيح لي طرح الأفكار بطريقة أكثر مرونة والهروب من الشكل المتعارف عليه للسياق الأدبي التاريخي الصارم في أكثر الأوقات. وفي كل الحالات أنا عندي ولع بالتاريخ قراءته وكتابته ودراسته».
وعن رواية "قطار الليل إلى تل أبيب" التي صدرت حديثًا، تقول لـ«الستور»: الرواية تدور في ثلاثة محاور بثلاثة أزمنة مختلفة المحور الرئيسي عن وثائق (الجنيزا) وهي الوثائق التى دفنها اليهود منذ قرون طويلة مضت وفقا لعقيدتهم وليس بغرض الإخفاء.
وتتابع: في البداية كانت هذه الوثائق تجمع في كل بيت يهودي وبعدها يجمعها صاحب البيت لوضعها في غرفة بالمعبد يطلق عليها (الجينزا المؤقتة) وعندما تمتلئ هذه الغرف يتم نقلها في موكب جنائزي كبير لتدفن بالمقابر اليهودية وهنا يطلق عليها (الجينزا الدائمة) وسط طقوس احتفالية دينية ويخرج اليهود لمشاهدة الاحتفال الذي يعلن عنه في المعابد اليهودية قبلها بعدة أيام، تعمل البطلة في ترجمة هذه الوثائق ومن خلال عملها تترجم الوثائق الهامة التي تكشف عن حقائق وأسرار هامة في تاريخ اليهود.
وتضيف عدلي، أن المحور الثاني يدور في بداية القرن العشرين حيث يحكي عزرا كوهين يهودي مصري عن المجتمع اليهودي المنقسم بين مؤيد ومعارض لفكرة الصهيونية ودافعه للانضمام للصهيونية وكيفية تكون هذه الحركة واهم مبادئها وأهدافها التي قامت من أجلهما وعلى أي أسس كانوا يختارون الأعضاء وكيف توسعت في سنوات قليلة بمثل هذا الشكل ونجحت وكان لها دور كبير في مصر والشرق للاحتلال الصهيوني لدولة فلسطين.
وتدور أحداث المحور الثالث في عهد الدولة الأيوبية خلال حكم صلاح الدين الأيوبي في مصر حيث يحكي الفيلسوف والطبيب اليهودي موسي ابن ميمون الذي كان يطلق عليه (طبيب السلطان) عن انتقاله من الأندلس والسفر حول عدة بلاد ومن ثم الاستقرار في الفسطاط عاصمة الدولة الأيوبية يزيح العمل الستار عن جانب مخفي من حياة العالم موسى بن ميمون ويكشف لماذا تم اضطهاده ورميه بالشائعات المغرضة سواء في حياته أو بعد مماته كما تظهر الرواية الجانب الاجتماعي والثقافي والسياسي أبان الحكم الأيوبي وخاصة بين اليهود والمسلمين وكيف تبدلت الأمور لمثل هذا الحد وأسباب هذا التبدل.
وتختم رشا عدلي "يطرح العمل الكثير من الأفكار المختلفة في عدة أطر مختلفة أيضا فكونه رواية تاريخية، معلوماتية، بحثية، لكنها لا تخلو من الرومانسية والتشويق والتعمق في الذات الإنسانية وطرح أسئلة وتساؤلات حول ماهية النفس البشرية من جانب وتصاريف الأقدار من جانب آخر وكيف ما يعتقده البعض منا صواب ويعتنقه يراه البعض فعل مشين يستحق الموت؟!