المتهمون وضعوها في حقيبة و القوا بجثتها في مصرف بالمريوطية
بأيدي عمها وزوجته.. تفاصيل تعذيب طفلة بـ«الكرباج» حتى الموت وإلقاء جثتها بمصرف المريوطية
ينفرد "الدستور" بنشر التفاصيل الكاملة في واقعة مقتل طفلة على يد عمها وزوجته وصديقه، وإلقاء جثتها بمصرف المريوطية عقب تعذيبها حرقا وضربها بـ«كرباج»، في القضية رقم 1472 لسنة 2021 جنايات قسم ثانٍ أكتوبر، والمقيدة برقم 49 لسنة 2021 كلي نیابة السادس من أكتوبر.
قرار الإحالة
وجاء في قرار المتهمين، الذي أعدته النيابة العامة، أنه بعد الاطلاع على الأوراق وما تم فيها من تحقيقات، تتهم النيابة العامة "رمضان س"، 43 سنة، سائق، و"أميرة م" 31 سنة، ربة منزل، و"شادي.ح"، 30 سنة، سائق، لأنهم في غضون شهر يونيو 2020، بدائرة قسم ثانٍ أكتوبر، محافظة الجيزة، المتهمان الأول والثانية ضربا المجني عليها الطفلة «ملك م» عمدا مع سبق الإصرار ولم يقصدا من ذلك قتلا، بيد أن الضرب أفضى إلى موتها، وذلك بأن تناوبا التعدي عليها ضربا بالأيدي وبأداة (العصا) بمناطق متفرقة بجسدها ورأسها، محدثين بها الإصابات المبينة بالتحقيقات والتي أردتها قتيلة حال كونهما القائمين على رعايتها، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.
وأضاف قرار الإحالة أن المتهمين حازا وأحرزا أداة (عصا) مما تستخدم في الاعتداء على الأشخاص.
وأشار قرار الإحالة إلى أن المتهم الثالث اشترك بطريق الاتفاق مع المتهمين الأول والثانية على ارتكاب الجريمة محل الاتهام الأول، بأن اتفقت إرادتهم على موالاة التعدي عليها ضربا وإحداث ما بها من إصابات والتي أودت بحياتها.
كما أخفى جثة المجني عليها سالفة الذكر دون إخبار جهات الاقتضاء.
أقوال الشهود
وجاء بأقوال "إیمان م"(شقيقة المتهمة الثانية) 24 سنة، طالبة، أنه تعدى المتهمون على المجني عليها ضربا بأدوات، وتم تعذيبها بطرق عدة، وإنها كانت تلاحظ وجود إصابات بالطفلة بجميع أنحاء جسدها، وكذا إصابات حرقية، وذلك أثناء الزيارات العائلية فيما بينهم.
وأضافت أنها بتاريخ 25 يونيو 2020، وأثناء زيارتها شقيقتها بالمنزل، أبصرت حال صعودها للدرج آثار لدماء جافة.
كما جاء بأقوال (إياد م) 50 عاما- موظف بشركة الكهرباء- أنه أثناء زيارته والد المجني عليها بالسجن، طلب منه تسليم الطفلة لوالدتها لما تعانيه في إقامتها مع شقيقه المتهم الثالث من تعذيب وتعدٍ بالضرب، فتوجه المتهم الثالث طالبا منه ذلك، فظل الأخير يتعلل بعدم تواجدها، وعليه قام بإبلاغ الشرطة.
أقوال والدة المجني عليها: دائمو التعدي عليها بعصي وكرباج
وجاء أيضا بأقوال "دينا.ا" (والدة المجني عليها) 26 عاما- ربة منزل، بأنها عقب أن قامت بترك مسكن عائلة زوجها قام المتهمان الثانية والثالث بتربية ورعاية المجني عليها، وأضافت قيامهما بديمومة التعدي عليها بالضريب وتعذيبها مستخدمين في ذلك عصى وسوطا جلديا، وأضافت أنها حين تقابلت مع المجني عليها قبل وفاتها بأشهر أبصرت أثر إصابة في يدها اليمني.
التحريات
كما جاء بأقوال رئيس مباحث قسم شرطة ثانٍ أكتوبر أنه بناء علی بلاغ من الشاهد الثاني مفاده اختفاء المجني عليها، اتخذ إجراءات فحص البلاغ وأجرى التحريات السرية حوله، والتي توصلت إلى قيام المتهمين بارتكاب الواقعة، وذلك بأن قام المتهم الأول والثانية بالتعدي على المجني عليها ضربا بالأيدي وبالعصي إلى أن فارقت الحياة، ثم اتصلت الثانية بزوجها المتهم الثالث وأبلغته بالواقعة، والذي حضر وقام هو والمتهم الأول بنقل الجثمان والتخلص منه بإلقائه بمصرف المريوطية.
وأضاف أن المتهمين قائمان على تربية المجني عليها وملاحظتها ورعايتها، وأنهما اتخذا التعذيب البدني وسيلة لتأديبها.
وأشار إلى أنه وبناء على تلك التحريات استصدر إذنا من النيابة العامة بضبط وإحضار المتهمين، ونفاذا لذلك تمكن من ضبطهم، وبمواجهتهم بما توصلت إليه التحريات أقروا بارتكابهم الواقعة وأرشدوا عن الحقيبة المستخدمة في التخلص من جثمان المجني عليها.
اعترافات المتهمين
وبمناقشة "رمضان س" (عم المجني عليها) بما تبلغ وما توصلت إليه التحريات وجمع المعلومات، قرر أن الطفلة المتغيبة كانت تقيم بصحبته وزوجته المتهمة الثانية ووالدها ووالدتها وجدة الطفلة "والدته" بذات عنوان إقامته.
وأضاف أنه عقب حبس والدها على ذمة قضية سرقة بالإكراه بسجن الفيوم توفيت والدته "جدة الطفلة" وقامت الأم بترك المنزل، وخلال تلك الفترة كان هو وزوجته من القائمين والمسئولين عن رعايتها وتربيتها، وكان يقوم رفقة زوجته بتعذيب الطفلة والتعدي عليها بالضرب باستمرار بسبب تبولها اللا إرادي، وتأديبها وتكتيف يديها وقدميها ومنعها من رؤية أهلها لها خوفا من افتضاح أمرهما.
وأضاف أنه أثناء سفره لمدينة الإسكندرية، منذ حوالي أسبوعين، اتصلت به نجلته «هنا» وزوجته المتهمة الثانية وكان بصحبتها صديقهما المتهم الأول، وأفادوا له بأنهم قاموا بالتعدي على الطفلة كالمعتاد بسبب تبولها اللا إرادي وكثرة بكائها بالأيدي وعصا حتى فارقت الحياة، وطلبوا منه الحضور فورا للتخلص من الجثة.
وتابع أنه وحال عودته قاموا بالاتفاق فيما بينهم على التخلص من الجثة وإلقائها بترعة المريوطية، حيث يبعد عن محل إقامتهم خشية افتضاح أمرهم نظرا لوجود آثار تعذيب بأماكن متعددة وتكبيل بالأيدي والأرجل بجسد الطفلة، فقام بالاشتراك مع باقي المتهمين بإعداد حقيبة "هاند باج" كانت بمسكنهم، لونها أسود في أصفر، وقاموا بوضع مخدة قطنية وجثة المجني عليها بداخلها، وبعد أن قاموا بلفها بمشمع فضي في أحمر بلاستيك، قام بحمل الحقيبة بصحبة المتهم الثالث وتوجهها إلى شقة أخرى خاصته كائنة بناحية شارع محمد حسانين من ترعة عبدالعال صفط اللبن، وانتظرا حتى دخول الليل وقاما بإخراج جثة الطفلة ووضعها بداخل حقيبة "هاند باج" كحلي في بيج، لها سوستة أخرى، ولفها بسجادة يدوية صغيرة وترك الحقيبة بمشتملاتها الأولى بالشقة، واستقلا توك توك وقاما بالنزول بشارع ترعة المريوطية وتحديدا بعد مدخل منشية البكاري اتجاه كرداسة، وقاما بإلقائها بداخل الترعة، إلا أنها لم تغطس إلى داخل المياه، فقاما بوضع حجر أسمنتي ثقيل الوزن بداخل الحقيبة حتى لا تطفو أعلى المياه وينكشف أمرهما حتى غطست الحقيبة بالجثة.
وأضاف أن الحقيبة المستخدمة في الواقعة بداخل الشقة خاصته الأخيرة ويمكنه الإرشاد عنها.
أقوال المتهمة
وبسؤال المتهمة الثانية أيدت ما جاء بأقوال زوجها المتهم الأول، وقررت أنها معتادة رفقة زوجها وصديقهما المتهم الثالث والمعتاد المبيت معهما بتعذيب الطفلة، وأن الطفلة شوهدت على فترات متباعدة وبها آثار تعذيب من قبل أهلها، وأنها في الآونة الأخيرة قامت بمنعهم عن مشاهدتها خوفا من افتضاح أمرهم من قيامهم بتعذيبها.
وأضافت أنه يوم حدوث الواقعة كانت الطفلة في حالة إعياء شديد من كثرة تعذيبها في السابق مع زوجها، وأنها كانت مجروحة في أعلى رأسها من آثار تعذيبها رفقة زوجها المتهم الأول حتى إن الجرح أصبح ممتلئا بالصديد نتيجة الإهمال في علاجها، وأنها استمرت في البكاء والتبول اللا إرادی، فقام المتهم "رمضان س" بالتعدي عليها بالأيدي والركل، وقامت هى باستمرار التعدي عليها بعصا حتى فارقت الحياة.
وتابعت أنها طلبت من نجلتها الطفلة (هنا)، التي شاهدت الواقعة، بالاتصال بوالدها واستدعائه للحضور وعدم إخبار أحد بما شاهدته، وحال حضوره شاهد الطفلة بآثار التعذيب القديمة والحديثة، حيث اتفقوا فيما بينهم جميعا على التخلص من الجثة بإلقائها فى ترعة المريوطية خوفا من افتضاح أمرهم ومساءلتهم جنائيا والإبلاغ فيما بعد بغياب الطفلة.
وأوضحت أنها قامت بإعداد الحقيبة رفقة زوجها وصديقهما المتهم الثالث، وإدخال جثة المجني عليها فيها بالاشتراك مع باقي المتهمين، وقام زوجها وصديقه بحملها حتى قاما بالتخلص من الجثة عقب نقلها إلى حقيبة أخرى بناحية شقتهما الأخرى والكائنة بناحية صفط اللبن بإلقائها بداخل ترعة المريوطية.
وتابعت أنها قامت بتهديد نجلتها الطفلة «هنا»، والتي تبلغ من العمر 9 سنوات، بعدم الإفصاح عما شاهدته، وأضافت أنها علمت بقيام زوجها وصديقهما عقب قيامهما بالتخلص من الجثة بالاحتفاظ بالحقيبة المستخدمة في نقل الجثة وإخفائها وبداخلها المشمع والمخدة، بداخل شقة أخرى لهما كائنة بشارع محمد حسانين من ترعة عبدالعال صفط اللبن.
وأشارت إلى أنها قامت بالتخلص من العصا التي قامت بالتعدي بها على الطفلة وإلقائها بصندوق قمامة منذ حوالى أسبوعين.
المتهم الثالث
وبمناقشة المتهم الثالث أيد ما جاء بأقوال المتهمين الأول والثانية، وأضاف أنه معتاد السهر والمبيت مع المتهمين سالفي الذكر بمسكنهما، وأنه كان يتعدى بالضرب على الطفلة مع المتهمين الأول والثانية في السابق، وتكتيف يديها وقدميها.
وأضاف أنه يوم الواقعة نظرا لبكاء الطفلة كالمعتاد قام بالتعدي عليها بالضرب بالأيدي والأرجل عدة مرات إلا أنها استمرت في البكاء، حتى قامت المتهمة الثانية بالتعدي عليها بعصا حتى فارقت الحياة، وعقب ذلك قامت نجلة المتهمة الثانية الطفلة (هنا) بالاتصال بوالدها للحضور نظرا لأنه كان مسافرا بمدينة الاسكندرية، وقام عقب ذلك بإعادة الاتصال به والذي حضر وقاموا جميعا بتجهيز الحقيبة السابق وصفها ووضع جثة الطفلة بداخلها بعد أن قاموا بلفها بمشمع بلاستيك فضي في أحمر، ووضع مخدة أسفلها، وتوجه رفقة المتهم الأول إلى الشقة سالفة الذكر بمنطقة صفط اللبن، وقاما بتبديل الحقيبة بحقيبة أخرى «هاند باج» كحلي في البيج، ولها سوستة من أعلى، ولفها بسجادة يدوية صغيرة وتركا الحقيبة بمشتملاتها الأولى بالشقة الأخيرة والتوجه إلى ترعة المريوطية وتخلصا من الجثة بالقائها بداخل المياه، وتحديدا بعد مدخل منشية البكاري اتجاه كرداسة، إلا أنها لم تغطس فقاما بسحبها مرة أخرى ووضعا بداخل الحقيبة حجرا أسمنتيا ثقيل الوزن وإعادة إلقائها مرة أخرى حتى غطست بداخل المياه، وعادا إلى محل سكن المتهمين السابق ذكرهما، واتفقا على تحرير محضر بغياب الطفلة في وقت لاحق خشية افتضاح أمرهما.
وأبدى المتهمون استعدادهم للإرشاد عن الحقيبة المستخدمة في الواقعة، حيث أرشدوا الأجهزة الأمنية إلى شقة كائنة بشارع محمد حسانين من ترعة عبدالعال صفط اللبن، وبالصعود وفتح الشقه تم العثور أسفل سرير على حقيبة "هاند باج" أسود في أصفر اللون، بفتحها تبين أن بداخلها مشمع فضي في أحمر اللون وكذا مخدة بيضاء اللون، كما تلاحظ تواجد عدد خزينة فارغة وكذا كيس بلاستيك أبيض اللون بداخله عدد طلقة حية وكيس بلاستيك شفاف بداخله 77 قرصا أبيض اللون، والتي يشتبه أن تكون من الأقراص المخدرة أسفل السرير .