«الفاكهة الموسمية».. بكاء وتسمم أطفال وأطباء يطالبون بوقف زراعتها
صرخات عدة استقبلها ربيع محمد من طفلته نورين ذات العامين ونصف تقريبًا، حاول تهدئتها غير أن الصرخات والبكاء يزداد ولا يدري ماذا يفعل، دقائق مرت عليه وكأنها دهرًا، فالشاب العشريني يحكي أنه أول مرة يواجه مثل ذلك الموقف مع نجلته، استنتاجات عدة وضعها مع زوجته التي انكبّت تصنع السوائل الدافئة "من الممكن أن يكون الأمر مغص في المعدة".
لم تستطع الصغيرة تناول أي شراب أعدته له والدتها، غير أن البكاء يزداد وهو ما جعل الجميع يهرولون إلى أحد المستشفيات القريبة التي بمجرد الذهاب والكشف الأولي أكدوا أنها تعاني من "شبهة تسمم نتيجة نتاول أشياءً غير نظيفة".
وقع الأب في حيرة، وتساؤلات باتت في الأفق "ماذا تناولت؟" ليكتشف أنه قبيل صراخها كانت تأكل ثمرة خوخ كان قد اشتراه من إحدى البائعات.
نورين واحدة من مئات الأطفال الذين أصيبوا بمشكلات في المعدة نتيجة تناول الفاكهة الموسمية التي يحذّر منها الأطباء بشدة والتي تصيب بنزلات معوية حادة.. "الدستور" تواصلت مع عدد من الحالات التي تضررت من تناول تلك الفاكهة والأطباد لتوضيح أضرارها.
أخصائية طب أطفال: هذا ارتفاع غير مسبوق
تقول نورا إبراهيم عبدالهادي أخصائية طب الأطفال وحديثي الولادة بجامعة المنصورة إنّ "مع إرتفاع حرارة الطقس هذه الأيام انتشرت النزلات المعوية بين الأطفال "القئ والإسهال" ما يؤثر على صحتهم خاصة في وقت جائحة كورونا وهو ما جعلنا نطالب بوقف تناول البطيخ والخوخ والكنتالوب لأن هذه الفاكهة سريعة التفاعل مع الحرارة وسريعة الأمتصاص للمبيدات الحشرية.
وأضافت "إبراهيم" في حديثها مع "الدستور": "منذ بداية الموجه الثانية من كورونا بدأ موسم النزلات المعوية ولكن ليس بهذه الحدة وبتلك الأعراض التي لا تتوقف منذ أسبوعين وبالتزامن مع بداية ظهور البطيخ والخوخ والفاكهة الموسمية بدأت أعراض مثل القئ والإسهال الذي لا يتوقف والذي يضطرنا إلى اللجوء للمستشفى مما يجعل هذا عبئ أكبر على المستشفيات والدولة".
وتابعت "نورا": "تم التشخيص بمنع الخوخ والبطيخ وماشابه للأطفال لأن كل التاريخ الغذائي للحالات بعد سؤالها يكون تناول الطفل بالفعل من هذه الأطعمة وهناك من يظهر عليه الأعراض بعد التناول مباشرة ما أوجب علينا التحذير من تناول تلك الفواكه لصحة أطفالنا ولتخفيف الحمل على المستشفيات".
حنان: ابنتي في حالة خطيرة بالمستشفى
حنان يونس ربة منزل تعيش فى المنصورة وابنتها "سيلا" تبلغ 6 سنوات بدأت تظهر عليها بعض الأعراض البسيطة وهي ألم في المعدة فأرسلت إلى طبيبها المعالج وسأل عن أخر ما تناولته الطفلة وكانت سيلا بالفعل لم تأكل شيئًا سوا بعض البطيخ التى تناولته عند جارتهم وذهبت للنوم.
استيقظت الأم على قئ طفلتها بشكل غير مسبوق والذي استمر لمدة 3 ساعات دون توقف حتى تغير لون الطفلة وأصبحت شاحبة للغاية فذهبت بها للطبيب وتم تشخيصها نزلة معوية وبعد تناول العلاج لأكثر من 48 ساعة لم تتحسن الطفلة بل على العكس ظهر عليها الأسهال الشديد.
ذهبت "حنان" وطفلتها للطبيب مرة أخرى وكانت الحالة في غاية الجفاف من كثر القيئ والإسهال مما جعل حالتها خطيرة وتم نقلها لمستشفى واستخدام المحاليل لها ولهذه اللحظة الطفلة في حالة خطرة وتشخيصها بالجفاف الشديد مع تلك النزلة المعوية.
التوت يسبب النزلات المعوية
فيما نشر تامر عبدالحميد استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة عبر صفحته على فيس بوك حالة لأطفال تمت إصابتهم بعد تناول التوت بـ15 دقيقة ظهرت عليهم أعراض النزلة المعوية ما جعلهم منهكين من كثر القيء ولا يستطعيون الحركة.
صورة"1"
وطالب "عبدالحميد" بإلغاء زراعة البطيخ والخوخ والتوت والكانتلوب لأن تكلفة علاجهم تستحق إلغاء زراعتهم حفاظًا على صحة الأطفال وتخفيفًا للحمل على المستشفيات الخاصة التي ترفض استقبال بعض الحالات من الأطفال بحجة احتمالية إصابتهم بفيروس كورونا.
استشاري طب أطفال يصف تعميم عدم تناول البطيخ بـ«التشخيص الفاشل»
فيما يحكي استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة أشرف قاسم عن استغلال بعض الأطباء للترويج عن أضرار للفاكهة بشكل عام بغرض الشهرة قائلًا: "هناك بعض الأطباء الفشلة التي تروع المواطنين بغرض الشهرة ومشاركة تغريداتهم ومنشوراتهم عبر المواقع وتشخص الحالات على أن الفواكهه لها أضرار لا يوجد أضرار للفاكهة نستطيع صياغة الوضع أن المحصول الحالي هو المضر".
وتابع "قاسم" في حديثه لـ"الدستور": "بعض المزارعين بل يكاد يكون الأغلب يستخدم بعض المواد الكيماوية للمحاصيل الزراعية حتى تطيب وتنضج ويتم بيعها في أسرع وقت ما يضر المواطنين وبالنسبة لضررها النزلات المعوية هو الأثر الجانبي الأقل قد تسبب تلك الكيماويات السرطان والفشل الكلوي".
واستكمل "قاسم" حديثة بأن "على المواطنين غسل الفواكهه جيدًا قبل الاستخدام وتركه أطول مدة ممكنة بما أن المحصول الحالي يسبب أضرار جسيمة على الأطفال، وعلى الدولة ملاحقة من تسول له نفسة ويتلاعب في صحة المواطنين ولا يدرك خطورة الأمر".
البحوث الزراعية ترد
وعلق عادل عبدالعظيم نائب رئيس المركز القومي للبحوث الزراعية، على ما تم تداوله عن وجود مواد مضرة في الفاكهة الموسمية قائًلا: "البطيخ الحالي هو نتاج زراعة عمرها 90 يوما بمعني أنه تمت زراعته في شهر فبراير وبالطبع لا يمكن رش مبيدات أو ما شابه في فصل شتوي لوجود موسم الحشرات في فصل الصيف فقط حتى لا يتم قتل اليرقات والخلل بقوانين المركز القومي للبحوث الزراعية".
وتابع "عبد العظيم" في حديثه مع "الدستور" أنّ "المركز يقوم على برامج ممنهجة ولنا قوانين ثابتة ولم ولن تتغير حيث يمنع المركز من رش أي مبيد قبل شهر مايو على بداية يونيو، كيف يقال أنه تم رش أو أضافه أي مادة هذا غير صحيح، المركز يضع صحة المواطن في الدرجة الأولى بل في كل درجات وخطوات المركز تعتمد على صحة المواطن".
وأكد نائب رئيس المركز القومي للبحوث الزراعية: "تلقينا بعض الشكاوى ونظرنا في الأمر ولكن السبب الرئيسي هو تغيير الطقس والفواكهه مثل البطيخ فاكهه ماصه تمتص الحرارة ما يجعل مكوناته ساخنة بالداخل فالبطيخ يحتوى على أكثر من 80% من المياه ما قد يسبب تلك النزلات المعوية ولكن لا يوجد أي مواد إضافية على المحاصيل الزراعية".
وأضاف: “يجب غسل الفواكه بشكل جيد مع نقعها في مياه باردة لمدة لا تقل عن نصف ساعة مع مواكبة التغيرات الطقس حتى لا يصاب الأطفال بالنزلات المعوية، وشراء فاكهه في حجمها الطبيعي بحيث لا يستغل الأمر بعض من المزارعين التي لا صله لهم بالمركز القومي للبحوث الزراعية والذين يتلاعبون في المحاصيل والمركز يبذل كل جهوده لإيقافهم".