رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنيسة الروم الأرثوذكس: مشيئة الله في السماء هي «خلاص العالم»

الانبا نيقولا أنطونيو
الانبا نيقولا أنطونيو

تحتفل الكنيسة الروم الأرثوذكس، برئاسة البابا ثيؤدوروس الثاني، بابا الإسكندرية، وسائر إفريقيا، بفترة الخماسين المُقدسة.

 

وأدلى نيافة الحبر الجليل الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، حول تفسير جزء من الصلاة الربانية وهو "لتكن مشيئتُكَ كما في السماء كذلك على الأرض".

 

وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، الوكيل البطريركي للشؤون العربية، في بيان رسمي، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "عندما نصلي الصلاة الربانية، التي طلب الرب يسوع المسيح من تلاميذه ترديدها في صلواتهم وبهم لنا، بالقول: "لتكن مشيئتُكَ كما في السماء كذلك على الأرض"، هذا لا يعني أن مشيئة الله الآب الإلهية في السماء غير مشيئته الإلهية على الأرض، وأننا نطلب مشيئته الإلهية التي في السماء أن تكون على الأرض أيضًا. لأن مشيئة الله الآب الإلهية هي مشيئة واحدة في السماء وعلى الأرض. فمشيئة الله في السماء هي "خلاص العالم"، وهذا تحقق على الأرض بتجسد ابنه الأوحد يسوع المسيح في ملء الزمان.

 

وأضاف: "المعنى في هذه الطلبة أن مشيئة الله الآب، التي هي مشيئة الابن والروح القدس، لا تتم في الأرض كلاميًا فحسب ولكن بالفعل أيضًا، أي بطاعة الحياة. هذا ما أظهره يسوع في ضيعة الجثسمانيّة، بقوله: "لتكن مشيئتك لا مشيئتي" بثقة كاملة واستسلام كامل وحر لمشيئة الله أبيه، دلالة على تجاوبه وإرادة أبيه. وهذا ما يطلبه الرب من الذين يرغبون بأن يعرفوا الله مخلصًا وقدوسًا، وذلك بأن يتشبّهوا بيسوع فيثقوا بالله مهما كانت ظروفهم صعبة، ويبتعدوا عن كل شر يهاجمهم ويصلحوا أنفسهم دائمًا على ضوء رحمته ومحبّته".

 

وتابع: "هذا يتحقق بالتخلي عن مشيئتنا، لأن "من يتخل عن مشيئته فهو قديس". وهذا لا يعني أن نكون بلا مشيئة لكن أن تُصبح مشيئة الله هي إياها مشيئتنا. ويسوع لا يُكرهنا على شيء، فهو لا يطلب منا أن نقبل إرادته غصبًا عنا، ولكن بحرية تامة. والحرية هي صورته فينا. يريدنا أن ننفذ إرادته لأنه ربنا، ولأنه يعرف مصلحتنا أفضل منا. لا يُكرهنا الله على شيء، لأننا أبناؤه، ولسنا عبيدًا.

 

واستطرد:"إن هذه الطلبة تكشف لنا خلاص الله الذي صالح، بموت ابنه وقيامته، السماء والأرض ووحدهما به. هذه هي مشيئته التي خالفها الجدان الأوّلان في الفردوس فأُخرجا خارجه بعيدًا عن الله، والتي جاء يسوع متجاوزًا كل حدود ومسافة وضعتهما الخطيئة ليعيدنا إلى الله أبيه. وهو ينتظر دائمًا أن نعمل نحن رضاه لتسود مشيئته في الأرض، ليكون في الأرض نور السماء وحبها وإخلاصها.

 

واختتم:"أخيرًا إن عبارة: "كما في السماء كذلك على الأرض" لا ترتبط بهذه الطلبة حصرًا، ولكن بما سبقها أيضًا. فالصلاة المطلوبة منا هي كالتالي: "ليتقدّس اسمك كما في السماء كذلك على الأرض، ليأت ملكوتك كما في السماء كذلك على الأرض، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض".

 

وفترة الخماسين المُقدسة، التي تحتفل بها الكنائس في مصر، حاليًا،  تبدأ منذ يوم عيد القيامة المجيد، وحتي عيد العنصرة، وهي عبارة عن 50 يومًا مُتصلة من لأفراح داخل الكنيسة، حيث تكتسي بالستائر البيضاء، ويتغنى مرتلو الكنائس بالنغمات والمقامات الموسيقية المفرحة في القداسات الإلهية، والمعروفة بالنغمة "الفرايحي".

 

وينقطع المسيحيون خلال فترة الخماسين، عن الصوم نهائيًا، فلا يصام فيها أي يوم، حتى يومي الأربعاء والجمعة، اللذين يعتبران من أصوام الزهد ذات الدرجة الأولى في الكنيسة لا يُصام بهما مُطلقًا خلال فترة الخماسين المُقدسة.

 

وتكثر الاحتفالات بسر الزيجة المُقدس، خلال فترة الخماسين المًقدسة، نظرًا لارتباط الزواج بأيام الأعياد والإفطار التي لا يُصام بها في الكنيسة، حيث يُمتنع عن إتمام الاكاليل والزيجات وأيضًا الخطوبات خلال أيام الصوم في الكنيسة.

 

وآثرت ثالث موجات كورونا سلبًا على الكنيسة في تلك الفترة، حيث أعلنت الكنائس المصرية بصفة عامة الاكتفاء بحضور نسبة 25% من شعب الكنيسة، في القداسات والطقوس التي تُتمم خلال فترة الخماسين المُقدسة، وكذلك الزيجات، مع تعليق كل الأنشطة والرحلات والاجتماعات، ومدارس التربية الكنسية المعروفة كذلك باسم "مدارس الاحد".

 

كما علقت الكنائس المصرية، خدمة الافتقاد المنزلي خشية من نقل الخدام والكهنة للعدوى من منزل للآخر، مُكتفية بالافتقاد الهاتفي وعبر السوشيال ميديا، بالإضافة إلى الاكتفاء بأقل عدد ممُكن بالجنازات التي تُصلي في المدافن وليس في الكنائس، مع إغلاق قاعات العزاء، وتعليق صلوات اليوم الثالث.

 

على صعيد مُتصل، أعلن عدد كبير من الأديرة في مصر اعتذاراتها عن عدم استقبال أي زيارات أو رحلات نهائيًا لحين إشعار آخر، تفاديًا لنقل فيروس كورونا من الزائرين إلى داخل الدير ورهبانه.