الأنبا نيقولا: «أبانا الذي في السموات لاتعني أنه غير موجود في كل مكان»
تحتفل الكنيسة الروم الأرثوذكس برئاسة البابا ثيؤدوروس الثاني بابا الإسكندرية، وسائر أفريقيا، بفترة الخماسين المُقدسة.
أدلى نيافة الحبر الجليل الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، حول معنى عبارة "أبانا الذي في السموات".
وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، الوكيل البطريركي للشؤون العربية، في بيان رسمي، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: عبارة "أبانا الذي في السموات”، لا تعني انّ الله ليس موجوداً في الأرض، او كما نقول في طقوسنا "في كل مكان".
وأضاف: “المسيحيّة الأرثوذكسية ذهبت الى أبعد من هذا التصريح، ففي تعليمها، المتعلّق بالتجسّد خصوصاً، أكّدت أن كل مسافة أو فرق بين الأرض والسماء، أو ما هو فوق وما هو تحت، ألغي في المسيح يسوع، فيسوع هو، وحده، في هذا الدهر وفي الدهر الآتي”.
وتابع: "عبارة الأب الذي في السموات كانت، في التقليد العبريّ، في زمن يسوع، تدلّ على تسامي الله وتعاليه، وفي نفس الوقت على قدرته وسلطانه في الأرض وعلى “كلّ الساكنين فيها” (مزمور 24: 1). أمّا يسوع المسيح ابن الله الوحيد الذي أتى ليحرّرنا من العبوديّة وينتشلنا من كلّ بعد وخوف، فقد علّم تلاميذه أن ينادوا أباه بحرّيّة ودالّة: "أبانا الذي في السموات"، وذلك أنّه أراد أن يكشف أنّ الله هو أب حنون ومترئف لا بإسرائيل فحسب، ولكن بالبشر جميعاً.
واختتم: "فأهم أحد معاني عبارة "أبانا الذي في السموات”، أنه هو إله محبّ فـ"المحبّة" هي التي تبسط حقيقة الله الأزلية وكلّ عمله الخلاصيّ في التاريخ. وهذا يعني أنّ قلب الإنسان هو مسكن الله الحقيقي، كما يقول يسوع "إنّ ملكوت الله في داخلكم” (لوقا 17: 21). ويوضح كلامه هذا، قوله: "إذا أحبّني أحد حفظ كلامي فأحبّه أبي ونأتي إليه فنجعل لنا عنده مُقاماً" (يو 14: 23). فالقلب البشريّ هو، في العمق، سماء الله الحقيقيّة.
وفترة الخماسين المُقدسة، التي تحتفل بها الكنائس في مصر حاليًا، تبدأ منذ يوم عيد القيامة المجيد، حتى عيد العنصرة، وهي عبارة عن 50 يومًا مُتصلة من لأفراح داخل الكنيسة، حيث تكتسي بالستائر البيضاء، ويتغنى مرتلو الكنائس بالنغمات والمقامات الموسيقية المفرحة في القداسات الإلهية، والمعروفة بالنغمة "الفرايحي".
وينقطع المسيحيون خلال فترة الخماسين، عن الصوم نهائيًا، فلا يصام فيها أي يوم، حتى يومي الأربعاء والجمعة، اللذين يعتبران من أصوام الزهد ذات الدرجة الأولى في الكنيسة لا يُصام بهما مُطلقًا خلال فترة الخماسين المُقدسة.
وتكثر الاحتفالات بسر الزيجة المُقدس، خلال فترة الخماسين المًقدسة، نظرًا لارتباط الزواج بأيام الأعياد والإفطار التي لا يُصام بها في الكنيسة، حيث يُمتنع عن إتمام الاكاليل والزيجات وأيضًا الخطوبات خلال أيام الصوم في الكنيسة.
وآثرت ثالث موجات كورونا سلبًا على الكنيسة في تلك الفترة، حيث أعلنت الكنائس المصرية بصفة عامة الاكتفاء بحضور نسبة 25% من شعب الكنيسة، في القداسات والطقوس التي تُتمم خلال فترة الخماسين المُقدسة، وكذلك الزيجات، مع تعليق كل الأنشطة والرحلات والاجتماعات، ومدارس التربية الكنسية المعروفة كذلك باسم "مدارس الأحد".
كما علقت الكنائس المصرية، خدمة الافتقاد المنزلي خشية من نقل الخدام والكهنة للعدوى من منزل للآخر، مُكتفية بالافتقاد الهاتفي وعبر السوشيال ميديا، بالإضافة إلى الاكتفاء بأقل عدد ممُكن بالجنازات التي تُصلي في المدافن وليس في الكنائس، مع إغلاق قاعات العزاء، وتعليق صلوات اليوم الثالث.
على صعيد مُتصل، أعلن عدد كبير من الأديرة في مصر اعتذاراتها عن عدم استقبال أي زيارات أو رحلات نهائيًا لحين إشعار آخر، تفاديًا لنقل فيروس كورونا من الزائرين إلى داخل الدير ورهبانه.