«منع القهوة».. طقوس الموسيقار محمد عبد الوهاب في الطعام
كان الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب يأكل الطعام "المسلوق"، ويفضل وجود الفول "النابت"، ويكره المكرونة، ولا يتناول السلطة إلا بعد أن تُغسل أمام عينيه بالخل.
في حوارها بجريدة "أخبار اليوم"، كشفت "عفت" ابنة الموسيقار الراحل عن طقوسه في الطعام، قالت: "بدأ وعمره ثلاثون عامًا في تناول الأطعمة المسلوقة، بسبب ضعف في معدته، كما كان يرفض تناول القهوة والشاي والمشروبات الغازية والحلويات".
وكان الموسيقار محمد عبدالوهاب يرفض أيضًا أن يأكل الطعام المطهي السمن أو الزيت، ويفضل أن يتناول الطعام بالـ"العيش البلدي"، ولا يتناول الطعام إلا في منزله.
أما في شهر رمضان، فلم تكن صحة الموسيقار الراحل تسعفه على الصيام، فكان دائم التردد على الأطباء، ومواعيد تناوله للطعام لم تتغير لفترات طويلة، يتناول الغداء في الثانية ظهرًا، ويتجه للنوم، ويستيقظ في السابعة مساءً للعمل.
وفي حواره مع الإعلامي مفيد فوزي، قال "عبدالوهاب"، إن أضعف شيء في جسده أمعاؤه الذي تسبب له مشكلة في عملية الهضم، لذا نصحه أحد الأطباء الألمان بتناول "الردة".
وأثناء وجوده في السعودية للحج، تناول الموسيقار محمد عبدالوهاب الغداء مع الملك "فيصل" الذي كان يجب بجانبه طبقًا من "الردة" يأخذ منها بالملعقة ويضع على أطباق الطعام، فسأله عنها "عبدالوهاب"، فرد الملك "فيصل": "مفيدة جدًا للأمعاء".
وأثناء زيارته لإنجلترا وألمانيا سأل "عبدالوهاب" الأطباء عن جدوى "الردة"، فعرف أنها مفيدة جدًا للأمعاء.
أما حبه للفول "النابت"، فاعتاد عليه "عبدالوهاب" وفضل تناوله بسبب نشأته في حي "الشعراني" بالعباسية، قال: "كان عندنا الفول المدمس والفول النابت حاجة مهمة جدًا، خاصة الفول النابت لأنه من غير قشر، أسلقه وأحط عليه الكمون وبعض التحابيش".
اعتاد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب إقامة بروفاته الموسيقية داخل معهد الموسيقى؛ نظرًا لارتباطه الشديد بذلك المكان منذ التحاقه به وحتى وفاته، وكان لتواجده به حضورًا طاغيًا يقلب المكان رأسًا على عقب.
قرر محمد عبد الوهاب ذات يوم إجراء بروفة موسيقية في المعهد، ولكن بعدما وصل إلى هناك اكتشف أن قاعات المعهد منشغلة عن آخرها، وبدلًا من تعطيل العمل أجرى البروفة داخل "البوفيه".
وما كاد يبدأ حتى ارتفع لغط الزوار والجرسونات فشتت ذهنه عن متابعة اللحن، وهنا أمر المسئولين عن "البوفيه" بإغلاق الأبواب حتى ينتهي من عمله، وكانت النتيجة أن ظلّ رواد المعهد بلا قهوة أو شاي حتى انتهاء البروفة لأكثر من ساعتين.