وريث الطبلاوي في دولة التلاوة: رمضان صعب دون أبي.. وهذه وصيته لنا (حوار)
قال محمد محمد الطبلاوي، نجل القارئ الراحل الشيخ محمد الطبلاوي، إن أكثر ما افتقدوه في رمضان هو وجود والده بينهم، والاشتياق إلى صوته يتلو القرآن ويقيم الصلاة، مشيرًا إلى أن البيت أصبح خاويًا من بعده.
وأضاف نجل الراحل، في حواره مع "الدستور":"ولكن ما يصبرنا أننا نحتسبه عند الله فى مكان أفضل، ونسأل المولى سبحانه وتعالى أن يرفعه درجات في الجنة أجرا على تلاوته القرآن.
إلى نص الحور..
-هذا العام هو أول رمضان بعد رحيل القارئ الكبير الشيخ محمد الطبلاوى.. كيف تمضي أيام الشهر الكريم بدونه؟
رمضان بعد فراقه مختلفًا، و جاء علينا بلا روح، ومن فقد شخصًا عزيزًا عليه، يعرف جيدًا شعور أول رمضان بعد الفراق. وكان الوالد رحمه الله قامة وقيمة قرآنية كبيرة، اختلف رمضان بعد رحيله لدى الكثير من محبيه وليس أهل بيته فقط.
-كيف كان الشيخ الطبلاوى رحمه الله يقضي رمضان؟
كان رحمه الله حريصًا على تلاوة القرآن يوميًا، وكان يختمه مرات عديدة خلال شهر رمضان، كما كان يواظب على صلاة التراويح، ويجعل لأهل بيته منها نصيب، فكان يؤم أهل البيت في الصلاة وصلوات الليل.
-حدثنا عن عادة رمضانية توارثتموها من بعده ؟
كان أبى حريصًا على إطعام الطعام، ومن قبل رمضان كان يستعد لقدومه ويُجهز كراتين عذائية لتوزيعها على الغير قادرين والمحتاجين، و كان ذلك مستمرًا طوال العام ليس فقط فى شهر رمضان، ولكن مع حلول شهر رمضان كان الموضوع بصورة أكبر، وقد حرصنا بعد وفاته على عدم انقطاع عادات الخير خاصة فى إطعام الطعام و إرضاء الأسر الأولى بالرعاية و المحتاجين .
كما كان الوالد حريصا فى عيد الأضحى على تقديم اللحوم للفقراء والأضحيات ونوينا من بعده أن نستكمل ما كان يفعله فى الخير.
-ما هي وصية للشيخ محمد الطبلاوى قبل رحيله؟
أوصانا بالقرآن و الحفاظ على كتاب الله وتوارثه، كما أوصانا بالتواضح وحب الخير، واستمرار العطاء من بعده، فهو رحمة الله عليه كان من أهل القرآن، وكان حريصا على جعل أولاده و أحفاده من حفظة كتاب الله .
-هل ورث أحدًا من أبناء الشيخ الطبلاوى التلاوة؟
أنا فقط من بين جميع إخوتى الذي ورثت تلاوة القرآن منه وخلفته، واعتبر نفسي الأكثر حظًا من بينهم لأحظى بهذا الشرف.
-متى بدأت موهبتك في التلاوة تخرج للنور؟
حين كنت طفلًا، ذات مرة كنت أؤدي الأذان، فلاحظ الوالد عدم وجود نشاز في صوتي، وأحس بحلاوة الصوت، فحرص رحمه الله على أن أتقن حفظ القرآن، وأتعلم تلاوته.
كان عمري 14 عامًا، حيث كان والدى دائما ما يصطحبنى إلى مجالس القراءة وليالي القرآن، وكنت أسمعه باهتمام أثناء قراءته، ولكن حين جاءت اللحظة الأولى التى أواجه فيها الجمهورأصابتنى الرهبة.
ولكن مر وقت التلاوة بسلام وتلاشت الرهبة وأصبحت أتعلم بمحالسة القراء الكبار والاستماع إلى الراحلين منهم حتى أتعلم ما ينقصني في فنون تلاوة القرآن.
بما أنك الوحيد من بين إخوتك الذى ورثت من والدك تلاوة القرآن.. هل تتطلع لجعل أحد أبناءك قارئ؟
أتمنى ذلك ولكنه يبلغ من العمر 3 سنوات فقط، ولم يتبين بعد إن كان لديه الموهبة أم لا، وأتمنى أن يكون من أهل وقراء القرآن، وأن ينتمي لمدرسة الشيخ الطبلاوى ويكون مثله يومًا ما.