«حلم التعليم قاسم مشترك».. أطفال يبحثون عن«لقمة العيش» في «أطباق بلاستيكية» (صور)

صغار من الذكور والإناث، يفترشون الأرض ومن أمامهم أطباق بلاستيكية تتسع لخضروات من الفجل والجرجير وغيرها، في العديد من الأسواق المنتشرة بطول محافظة الجيزة من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، بحثًا عن الرزق. 
 

هناك في مدينة الصف التابعة، وجدنا أطفالًا أكبرهم يبلغ من العمر 11 عامًا، في حالة من السعي على الرزق.

 "الخص والجرجير الـ٣ حزم بـ٢ جنيه".. تلك كلمات جاءت لا يتوقف  مجموعة من الأطفال المتراصيين في أحد الاسواق على طريق سريع لبيع الخضروات التي تخرج من أراضيهم الزراعية عن ترديدها إلا لثوانٍ معدودة حين يُقبل أحد للشراء وسرعان ما يعاودون النداء.

 وقالت الطفلة ريم سعيد صاحبة الـ8 أعوام، إنها تعمل منذ أن كان عمرها 5 أعوام، حيث كانت تأتي خلف شقيقتها؛ لمساعدة أسرتها في تدبير نفقات المعيشة.
 

ولفتت إلى أن أسرتها تعتمد عليهم في بيع المحصول الذي ينتج من أرضهم، مشيرة إلى أنها لم تذهب للمدرسة من أجل العمل ومساعدة والدها كبير السن.

 وتابعت: "كان نفسي أدخل المدرسة زي بقيت عيال البلد بس أمي مارضيتش".

كانت أعباء الحياة سببا في حرمان العديد من أطفال قرية نزلة عيان و الشرفة التابعين لمدينة الصف من العيش طفولتهم بالشكل الطبيعي، وكذلك حرمانهم من التعليم.
 

وذكر سيد محمد صاحب الـ8 أعوام، أنه يتحمل أعباء أسرته كاملة بعد وفاة والده، حيث إن إخوته يصغرون عنه فتركهم أبيه في عمر صغير، وقرر أن يساعد في مصاريف أسرته والتخفيف عن والدته.

ونوه بأنه يربح في اليوم أكثر من ٥٠ جنيهًا من بيع الخضروات للركاب في السيارات التي تمر من على الطريق وأهالي البلدة محل سكنه، كما أنه يستغل موسم رمضان الذي يحرص خلاله كل أسرة مصرية على تواجد السلطة على سفرة الفطار.
 

"نفسي اتعلم وادخل الجامعه وابقى مهندس علشان أشيل مسئولية عيلتي"، هذا ما يتمناه سيد، بأن يكمل تعليمه ويستطيع دخول الجامعة وأن يصبح مهندسا.

بينما شيماء إبراهيم صاحبة الـ١٠ أعوام، قالت أنها ورثت مهنة البيع عن والدتها وجدتها، حيث إنهم يزرعون و يحصدون ويقومون ببيع محصولهم من الخضروات للاسترزاق والقدرة على توفير نفقات المعيشة.

وشيماء لها دور كبير في ذلك كونها لديها قدرة خاصة على إقناع الزبائن بالشراء، وذلك كونها بشوشة الوجه وخفيفة الظل، وهذا ما جعل والدتها تستغل ذلك الأمر في أمر فتاتها للخروج للعمل وحدها بالرغم من صغر عمرها".

وختمت حديثها قائله: "نفسي أطلع ممثلة لما أكبر"، وتمنت شيماء أم تصبح ممثلة عندما تكبر لتميزها بالفكاهة وحبها الشديد للأفلام والمسلسلات".