نجلاء بدر: كواليس «نسل الأغراب» قاسية.. و«بين السما والأرض» نسخة مصغرة للمجتمع
نجحت الفنانة نجلاء بدر فى إبهار الجمهور بشخصيتين تجسدهما خلال شهر رمضان الجاري، الأولى «دهب» في مسلسل «نسل الأغراب» للنجمين أمير كرارة وأحمد السقا، والثانية «ريهام صدقي» فى مسلسل «بين السما والأرض» للنجم هاني سلامة.
وفى حوارها مع «الدستور»، تحدثت «نجلاء» عن المجهود الذى بذلته كى تتعلم التحدث باللهجة الصعيدية، مشيرة إلى أن المخرج محمد سامى وراء نجاح العمل.
ولفتت إلى أنها توقعت أن تكون هناك منافسة بين «السقا» و«كرارة» فى اللوكيشن، لكنها فوجئت بصداقة وتعاون، رافضة تشبيهها بالنجمة الكبيرة هند رستم.
■ بداية.. ما الذى دفعك للمشاركة فى مسلسل «نسل الأغراب»؟
- لم أكن من المرشحين للمشاركة فى مسلسل «نسل الأغراب» فى البداية، لأننى كنت منشغلة بتصوير مسلسل «لؤلؤ» فى هذا الوقت، ثم فوجئت بأن المخرج محمد سامى يتصل بى هاتفيًا ويطلب منى المشاركة فى المسلسل، وقال لى إن الشخصية محورية، وتتفاعل مع أغلب شخصيات المسلسل، فوافقت على الفور قبل قراءة السيناريو، لأننى أثق فى «سامى».
■ ما سر ثقتك فى المخرج محمد سامى ومشاركتك فى «نسل الأغراب»؟
- «سامى» مخرج موهوب ويعمل وفقًا لرؤية إخراجية مختلفة، ويستطيع تقديم أعمال ناجحة، واستطاع أن يصنع قاعدة جماهيرية كبيرة، كل هذا يجعلنى أثق به دون تردد، فضلًا عن أن المسلسل يضم النجم أحمد السقا والفنان أمير كرارة.
■ كيف كانت كواليس «نسل الأغراب»؟
- محمد سامى كان مهتمًا جدًا بالشكل الخارجى للشخصيات، وهذا ظهر بشدة فى العمل، كان يرى أهمية أن يكون لكل بطل مظهره المميز، وكانت الكواليس قاسية جدًا، لأن التصوير كان فى أكثر من موقع، وكانت الصحراء بالطبع هى الأكثر قسوة، حيث كان التصوير بعد منطقة الحزام الأخضر بحوالى ٢٠ كيلومترًا، وكان الجو شديد البرودة وملابس الشخصية كانت صيفية، واستمر التصوير لمدة ١٣ يومًا وكنا نعيش فى خيام.
■ وماذا عن أول تجربة تمثيل باللهجة الصعيدية؟
- استمتعت بهذه التجربة بشكل كبير، فعلى الرغم من أننى مثلت باستخدام لهجات مختلفة، مثل اللهجة «الفلاحى» فى مسلسل «الزوجة الثانية» عام ٢٠١٣، فإن هذه هى المرة الأولى التى أتعامل خلالها مع اللهجة الصعيدية.
فى البداية كان الأمر صعبًا بالطبع، لكن بمساعدة مصحح اللهجة عبدالنبى الهوارى، استطعت أن أحقق تقدمًا فى وقت قصير.
«دهب»، الشخصية التى أجسدها، من الغجر، وتتحدث بطريقة معينة، تختلف قليلًا عن اللهجة الصعيدية المعتادة.
■ هل اعتمدتِ على مصادر أخرى لتعلم اللهجة؟
- نعم، شاهدت بعض الفيديوهات على «يوتيوب» لأشخاص من الصعيد، لأعرف لغة أجسادهم فى أثناء التحدث، وكذلك عاداتهم وتقاليدهم، وللأسف لم أجد فيديوهات كثيرة تتحدث عن الغجر، لكننى حرصت على مشاهدة فيلم تسجيلى وقراءة بعض الكتب.
■ ما سر ظهور صورة الفنان الراحل نور الشريف فى الحلقة الأولى؟
- فى أثناء تحضيرات العمل طلب منا المخرج محمد سامى أن نشاهد مسلسل «الرحايا»، الذى عُرض عام ٢٠٠٩، وأن نراقب أداء النجم الراحل نور الشريف، لأن «الرحايا» أكثر الأعمال الدرامية التى قدمت اللهجة الصعيدية بشكل سليم وأقرب إلي الواقع، وبسبب ذلك وضِعت الصورة.
■ لماذا كررت تقديم شخصية «الغازية» بعدما جسدتيها فى «الفتوة» العام الماضى؟
- كان هذا أول سؤال أوجهه للمخرج، لكننى أدركت أن الشخصيتين مختلفتان تمامًا، وليس من الضرورى أن يتشابه شخصان يعملان بنفس المهنة.
■ كيف كان تعاونك الأول مع النجم أحمد السقا؟
- أحمد السقا صديقى منذ الطفولة، لكن لم يحالفنا الحظ للعمل معًا، وسعدت بأن أتعاون معه فى هذا المسلسل.
■ ما تقييمك لتعاون «السقا» مع النجم أمير كرارة؟
- فى البداية توقعت أن تكون هناك منافسة داخل اللوكيشن، لكن على العكس وجدت صداقة ومحبة وتعاونًا، «السقا» و«كرارة» نجمان كبيران، وكل منهما بذل كل الجهد ليخرج العمل للجمهور بهذا الشكل المميز.
■ كيف كانت تجربة مشاركتك فى مسلسل «بين السما والأرض»؟
- مسلسل «بين السما والأرض» عُرض علىّ قبل مسلسل «نسل الأغراب»، وأعتبر هذا المسلسل من أكثر المسلسلات التليفزيونية الممتعة التى شاركت بها، بسبب الكواليس الممتعة والكم الهائل من النجوم المشاركين فى العمل.
■ ما المختلف فى التصوير داخل المصعد الكهربائى؟
- ٥٠٪ من مشاهد المسلسل داخل المصعد الكهربائى، الكادر كان يظهر مباراة تمثيلية كبيرة، ولا أستطيع أن أصف شعورى، فكان هناك ١١ نجمًا يضخون الحياة فى المشهد، شعرت بأننى فى مسرح.
■ كيف كان إحساسك حينما شبهك الجمهور بالفنانة الراحلة هند رستم؟
- لا أتفق مع هذا الرأى، ولا أحب أن أشبه أحدًا، فأنا أقدم دور الفنانة فى عام ٢٠٢١، وليست الفنانة التى قدمتها هند رستم فى الفيلم عام ١٩٦٠.
هناك اختلاف شاسع بين الشخصيتين، بالإضافة إلى أن المسلسل مختلف تمامًا عن الفيلم، والشبه الوحيد الذى يجمع بين العملين هو الاسم فقط، أما القصة والخطوط الرئيسية لكل شخص داخل مسلسل «بين السما والأرض» فهى مختلفة بشكل كبير عن الفيلم، وهذا العمل، من وجهة نظرى، يمثل مصر فى شكل مصغر بجميع طبقاتها.
■ ما رأيك فى فكرة تقديم مسلسل من ١٥ حلقة فى شهر رمضان؟
- أراها فكرة عظيمة، وأعتقد أن ذلك يصب فى مصلحة الفن، لأن الأحداث تكون مكثفة، وتأخذ جميع الشخصيات حقها فى المساحة ضمن السيناريو.
وبالنسبة إلى عودة هذه النوعية من المسلسلات وعرضها فى شهر رمضان، فدائمًا يكون الشهر الكريم مرتبطًا بالنسبة لى بالأعمال ذات الـ٣٠ حلقة، وكنت أحب دائمًا مشاهدة المسلسل من الحلقة الأولى فى أول يوم رمضان حتى يوم وقفة العيد، لكن هذه الفكرة فتحت سوقًا جديدة فى الدراما، وأتاحت الفرصة لتقديم أكثر من عمل فى موسم واحد، بالإضافة إلى أن جيل هذا العصر يميل إلى مشاهدة الأعمال الفنية ذات الحلقات القصيرة، واتجه العالم لهذه النوعية من الأعمال، فهى تجربة أضافت إلى الصناعة بشكل كبير.
■ .. وماذا عن مسلسلات «الأوف سيزون»؟
- أنا سعيدة بالسوق الجديدة للأعمال التليفزيونية والتى أثبتت نجاحها الكبير خلال الفترة الماضية، فقد شاهدنا عددًا كبيرًا من المسلسلات «الأوف سيزون» التى لاقت استحسانًا وردود أفعال قوية من الجمهور، وهذا كنا نفتقده خلال السنوات الأخيرة ما كان يجعل موسم شهر رمضان مكدسًا بالأعمال الكثيرة، وكان أغلبها يظلم بسبب الزحام، ففى الوقت الحالى أصبح كل عمل فنى يأخذ حقه فى فرص مشاهدة الجمهور له، مما أضاف الكثير للصناعة الفنية فى مصر وخلق فرصًا جديدة لصناعها.
■ كيف ترين دور الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية؟
- التطور الكبير الذى قامت به شركتا سينرجى والمتحدة للخدمات الإعلامية فى الصناعة الفنية فى مصر شىء يدعو للفخر، وهذا العام بالتحديد شهد خطوة جديدة فى الدراما المصرية اتجه لها المنتج الكبير تامر مرسى، وهى القضاء على فكرة البطل الأوحد، وتقديم أعمال درامية متعددة الأبطال، كما أن هناك العديد من الثنائيات فى الدراما، وهذا يجعل أى عمل فنى قويًا.
وحجم الإنتاج الدرامى هذا العام بالفعل فخر كبير للفن المصرى ويعود بنا إلى الدراما الثقيلة والأعمال الجماعية التى افتقدناها خلال الفترة الماضية، مثل مسلسل «ليالى الحلمية»، ومسلسل «أرابيسك» اللذين كانا يضمان عددًا كبيرًا من النجوم.