توتال توتال
كابتن محمود الخطيب، شاكب راكب كدا، كام هدف سجله في حياته؟
أعتقد إنه مش كتير عارفين الإجابة، وحتى بـ البحث على جوجل، مش بـ سهولة هـ تعرف، لـ إنه مش موجود بـ شكل مباشر، مش موجود نهائيًا.
طيب، الخطيب سجل كام هدف في الدوري؟ دي بقى معروفة، 109 هدف، ناس كتير أوي عارفينه. كام هدف سجل في بطولات أفريقيا لـ الأندية؟ يا راجل! 37 هدف، دي محفوظة جدا، كام هدف سجل مع المنتخب؟ 24 هدف، دي برضه معروفة، يمكن بـ درجة أقل، بس معروفة.
ولما نسأل كام هدف سجله في كاس مصر؟ 13 هدف، كويس، لعب الخطيب في حتة تانية غير دول؟ لا، هو الأهلي والمنتخب والسلام عليكم ورحمة الله، طيب، إيه بقى الصعوبة في إننا نجمع الأرقام اللي فاتت دي، اللي هي معروفة، ونقول إنه الخطيب مسجل في حياته 183 هدف، ويبقى رقم معروف ومتداول، زيه زي بقية الأرقام؟
نفس الحكاية حسام حسن وأبوتريكة وحسن الشاذلي وحسن شحاتة وعلي أبوجريشة، وكل لاعيبتنا تقريبا، ليه؟
لـ إننا لـ حد وقت قريب، كنا شغالين على قديمه، وما هو قديمه؟ قديمه إنه كل بطولة لـ وحدها، ومع النادي دا غير دا، ومع المنتخب حاجة تانية، لما قالوا مثلا نادي المائة، ما قالوش اللي سجل 100 هدف عموما، إنما في بطولة الدوري العام.
طيب وقديمه دا حلو ولا وحش؟ صح ولا غلط؟ شتا ولا صيف؟
بص، مش قصة صح وغلط، إنما دا كان الأساس، إنك ما تحطش أبو قرش على أبو قرشين، كل بطولة ولها ظروفها، كل نادي وله قصته، بل إنه البطولة الواحدة ممكن تتقسم مراحل.
يعني مثلًا دوري أبطال أوروبا ودوري أبطال أفريقيا، والكونفيدرالية وكاس مصر، بـ يبقى فيه تمييز بين مراحل ومراحل فيها، وفيه اللي ما بـ يحسبش خالص اللي حصل في مراحلها المبكرة.
طيب، جيت حضرتك كـ فيفا، الهيئة المنظمة لـ اللعبة كلها، طلعت بـ فكرة التجميع دي، إنك تجمع دا على دا، أو تجمع دا على دا على دول على دوكهمه، وتقول لي: «التوتال» كذا، هل دا شيء وحش؟
في عالم الأرقام مفيش شيء وحش، كل الأرقام قابلة لـ التداول والدراسة والاهتمام، وفيه حالات بـ يبقى التوتال أهم من كل رقم على حدة، وفيه حالات بـ يبقى الاهتمام بـ رقم معين فقط.
يعني مثلا في 2006 لما رونالدو (البرازيلي) وصل لـ 15 هدف في كاس العالم، ما أعتقدش إنه فيه حد وقتها سأل: طب وهو على كدا «توتال» مسجل كام هدف مع البرازيل؟ وأكيد محدش فكر في جمع الرقم دا على أرقامه مع الأندية، ولا في البطولات المختلفة.
15 هدف في كاس العالم، رقم أسطوري، وكسره مش سهل، ولما ييجي لاعب يكسره، مش هـ يبقى قبل دورتين تلاتة قدّام، ومش هـ يكسره بـ فرق خمس ولا ست أهداف، هو هدف أو بـ الكتير أوي هدفين.
دا بيليه، اللي اسمه الحاج بيليه، اللي كسب تلات ألقاب كاس عالم، مسجل 12 هدف، مارادونا مسجل 8، كريستيانو رونالدو اللي مقرب توتال على 800 هدف، رصيده في كاس العالم 7 أهداف. فـ لما رقم 15 دا يتحقق، ما ينفعش لحظتها، تفكر في «التوتال» لـ هذا اللاعب.
إنما ما حدث في الكام سنة الأخيرة، إنك بقيت كل ما تكتب رقم، لازم لازم لازم، يطلع لك حد يسألك: طب والتوتال بتاع اللاعب دا كام؟ أي لاعب في أي حتة وأي رقم، سؤال التوتال دا لازم يطلع.
هذا الولع بـ التجميع، ومعرفة الأرقام الكلية، هـ يبقى له أثر خطير فيما بعد، لـ أنه عود الناس على الأرقام الضخمة، أفقد الأرقام قيمتها وأهميتها، وخلى الناس ما تحسش بـ إعجاز ممكن يحصل في أرقام بسيطة، ولسه موضوع الأرقام فيه كلام.