«مفردات الشارع المصري»..«النبي قبل الهدية» عبارة ذات معنيين متضادين
النبى قبل الهدية عبارة دارجة فى الحارة المصرية وواحدة من مفرداتها وهى عبارة تحمل معنيين متضادين نتعرف عليهما فى السطور التالية .
النبى قبل الهدية بمعنى الهدية الخالصة لوجه الله
اولا المقصود بالنبى قبل الهدية هو أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم قبل الهدية وهذا قول صحيح حيث قالت السيدة عائشة رضى الله عنها ان النبى كان يقبل الهدية ويثيب عنها ولا يقبل الصدقة . ومعنى يثيب عنها اى يردها باحسن منها وكان لا يقبل الصدقة لقوله صلى الله عليه وسلم عن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد . وفى مصر يطلقون عبارة النبى قبل الهدية حتى لا يتحرج المهدى اليه من قبولها سواء كانت فى شكل هدية او فى شكل مساعدة دما ما نسمع فى الحارة المصرية عبارة ده النبى قبل الهدية متكسفنيش وتكون بهذا الشكل هدية خالصة لوجه الله
النبى قبل الهدية تكون رشوة احيانا
فى بعض الاحيان يقوم شخص بجلب رشوة مقنعة فى شكل هدية لموظف او مسئول بقصد تخليص مصلحة ما وكلاهما يعلم انها رشوة وليست هدية وهنا نجد مفردات اخرى موجودة فى الحارة المصرية تندرج تحت مسمى الرشوة مثل "الاكرامية"، فتجد الموظف مثلا بعد ان ينهى الاوراق الخاصة بالعميل يبتسم فى وجهه ويقول فين الاكرامية يا استاذ . والاكرامية اصلها كرم وهى فى الحقيقة ابتزاز وليست اكرامية وتعادلها كلمة الاصطباحة او الشاى، وفى عهد النبى صلى الله عليه وسلم ارسل النبى رجلا الى قبيلة بنى سليم ليأتى بمال الزكاة فلما عاد به قال هذا مال الزكاة وهذه هدية اهدونى إياها فغضب النبى صلى الله عليه وسلم وقال للرجل فهلا جلست فى بيت امك وابيك حتى تأتيك هديتك، ومعنى قول النبى ان الهدية المصحوبة بخدمة ليست هدية بل هى رشوة مقنعة فليس هناك ما يسمى بالاكرامية او الاصطباحة او هذه المفردات الغريبة التى انتشرت فى الحارة المصرية لتزيف الحقيقة بمسميات منمقة حتى لا يكون هناك حرج فى تقبل الرشوة .
ومن هنا يتضح لنا ان عبارة النبى قبل الهدية التى نسمعها فى الحارة المصرية لها معنيين متضادين احدهما طيب ويتفق مع الدين ومعنى اخر سئ لا يتفق مع الدين ولا مع الاخلاق العامة .