صلاح جاهين: حين قرأت لـ فؤاد حداد قررت ألا أكتب إلا بالعامية
علاقة فريدة من نوعها جمعت بين شاعرين من أكبر شعراء العامية المصرية هما صلاح جاهين وفؤاد حداد، فلولا فؤاد ما اتجه جاهين- الذي تحل ذكرى رحيله في 21 إبريل القادم- لكتابة الشعر العامي الذي خاطب به الفلاحين والعمال البسطاء، والحقيقة أن صلاح لم ينسى ذلك الدور الذي لعبه حداد في حياته ففي حوار نادر أجراه فاروق شوشة مع صلاح جاهين نشره أيمن الحكيم بمجلة الجيل بتاريخ 10 يناير 1990، يتحدث جاهين عن تأثير فؤاد حداد عليه في الاتجاه لكتابة شعر العامية المصرية فيقول:
"أنا الحقيقة كنت يعنى فى حالى، وبعدين لقيت جريدة مكتوب فيها مقطوعة شعرية صغيرة على عامود أخر الصفحة بإمضاء فؤاد حداد، لما قرأتها لقيتها مكتوبة بالعامية وبألفاظ عادية من حديث كل يوم، لكن مشحونة بمشاعر كبيرة جدا، فأعجبتنى النغمة دي جدا، ومن وقتها قررت أن لا أكتب إلا باللهجة دي"، وفي حوار أخر لجاهين أجرته الكاتبة الصحفية درية شرف الدين ونشرته جريدة أخبار الأدب بتاريخ 4 نوفمبر 2007، تسأله درية: "في بداية حياتك هل كان هناك أي تأثير للشاعر الكبير فؤاد حداد على اختيارك يرده للشعر العامي؟"، فجيب جاهين: "آه طبعا، يعنى فؤاد حداد اللى نور السكة قدامى وبين أنه شعر العامية يمكن أن يكون فى مستوى الأشعار العالمية".
ويتحدث جاهين عن قصر نفسه الشعري مقارنة بحداد: "أنا كان نفسي قصير مش زي عم فؤاد فكنت ألجأ إلى حيل الصنعة، وأختار أوزان غير مطروقة زى الرباعيات"، ويضيف جاهين:
"كل واحد فينا -فؤاد حداد وأنا- كان له طريقة، يعنى فؤاد كان عنده قدرة على التدفق بحيث يجتاح قدامه أي شئ، مقاومة السامع والتقاليد القديمة وأي شئ يخطر على بالك يجتاحه، إنما أنا قليل الحيلة فكنت أختار أوزان غريبة، يعني أعمل كده شراك خداعية تتفجر فى لحظات". وعندما سأله شوشه فى ذات الحوار: النقاد يعترفون أن الشكل الجديد للقصيدة العامية صنعته أنت مع فؤاد حداد، فكيف حدث ذلك؟ أجاب جاهين: "فؤاد حداد بالنسبة لى كان عنده زخم وفحولة، لدرجة أنه كان يستطيع أن يتدفق كالشلال إلى ما لا نهاية، لدرجة يعنى تقدر تقول عليه أنه يشبه الشعراء الملحميين، لا أقصد بهم الشعراء اللى ماسكين ربابة، لا، أنا أشبهه بهوميروس والناس الرهيبة دى".