محللون: طارق رمضان لم يعد يمثل أي شيء
التخلي الأعظم.. مجلة فرنسية تتساءل: هل تبرأت جماعة الإخوان من حفيد مؤسسها؟
رصدت مجلة ماريان الفرنسية تخلي الكثير من أنصار الأكاديمي طارق رمضان حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في الفترة الأخيرة.
استعادة دوره كداعية إسلامي
وقالت المجلة إن حفيد البنا فشل فشلا ذريعا في تعبئة أنصاره من عناصر الإخوان والمسلمين في أنحاء من أوروبا والعالم واليسار أيضا، في أحدث تحرك له بعد إعلانه عن طرح ألبوم غنائي وإصداره لأول أغنية منه على قناته بيوتيوب والتي تهاجم الاستعمار ظاهريا ولكنها تدعو للعنف والكراهية للمجتمعات الغربية في الوقت الحالية ضمنيا.
وأضافت المجلة أن رمضان حاول خلال السنوات القليلة الماضية منذ افتضاح جرائمه الجنسية في فرنسا وسويسرا في عام 2017، أن يستعيد صورته كداعية إخواني يجتذب العديد من الدعم سواء من جماعات الإسلام السياسي والإخوان الذين يرونه رمزا أو من خلال اليسار الذين دعموه في بداية مستقبله المهني والأكاديمي بعد خداعهم كشخص معتدل، إلا أن كل ما قام به رمضان فشل في تلميع صورته سواء كتابه الذي نشره بعد خروجه من السجن المؤقت بعد 9 أشهر من الاعتقال على خلفية دعاوى الاعتداء الجنسي، الذي حمل عنوان "مالكوم إكس.. من التفرد الأسود إلى الروحانية العالمية" وصدر في مارس 2020.
كتاب فاشل
وأشارت المجلة إلى أنه في هذا الكتاب الذي أدعى فيه أن والده، سعيد رمضان، كان له تأثير كبير على تطور الفكر، لم يحقق أي نتيجة ولم يستطع أن يخدع أوروبا مرة أخرى بكتاباته، مضيفة أنه كان كتابا فاشلاً، ولم يلاحظه أحد تمامًا، ولكنه لم يكتفي بفشل الكتاب، فقد أساء لنفسه مجددا بإصدار أغنية في محاولة جديدة لتلميع صورته، وفشل مرة أخرى، والأسوأ من ذلك أن المسلمين في كل مكان يضحكون عليه، على سبيل المثال قال ناشط على موقع Saphirnews أن غناء طارق رمضان ما هو إلا "كذبة أبريل"، وقال آخر "إنه لأمر محزن أن ترى شخصًا يفعل أي شيء في الوجود بعد أن فقد مصداقيته".
ونقلت المجلة تصريحات سعيد برانين، مدير موقع أمة الإخباري الفرنسي، وهو الموقع الرئيسي للمسلمين الناطقين بالفرنسية، الذي قال فيها أن طارق رمضان حفيد مؤسس جماعة الإخوان لم يعد يمثل أي شيء، لقد فقد كل الدعم، لا مسجد، لا جمعية، لا أحد يدعوه بعد الآن، بل إنه أصبح عنصرا سامًا، مضيفا أن المأساة هي أنه ما زال غير قادر على الاعتراف بذلك، فليس لديه أكثر من عائلته ورائه الآن.
وأضاف برانين أن "المسلمون لم ينتظروا حتى يحاكم بتهمة الاغتصاب للتبرأ منه لأن من وجهة نظر الأخلاق الإسلامية، فهو مذنب بالفعل بسبب العلاقات المتعددة خارج نطاق الزواج التي أُجبر على الاعتراف بها بعد اعترافات إحدى ضحاياه، للدرجة التي قام فيها مركز أبحاث الشريعة الإسلامية والأخلاق بمحو اسم طارق رمضان الذي كان يديره في السابق.
وأوضحت المجلة أن حتى يامين ماكري، رئيس شركة التوحيد للنشر في ليون، والذي كان يعد أقدم مساعدي رمضان خذله، وذهب إلى حد إزالة أعمال طارق رمضان من كتالوج أعمال الشركة ودار النشر، حتى لطفي بلحاج التونسي الفرنسي تخلى عن رمضان، رغم أن بلحاج كان يكرس موقعه، The Muslim Post، للدفاع عنه طوال الوقت، حتى اليسار تخلوا عنه فلم يعد عالم الاجتماع جان زيجلر أو الصحفيان آلان جريش وإدوي بلينيل الذين وقفوا إلى جواره في بداية حياته، يدعمونه، فهم حريصون على عدم التوقيع على التماسات أو بيانات تعاطف لصالح حفيد البنا مجددا.
جنون العظمة
وتساءلت المجلة هل كل تلك المؤشرات تعني أن الأمر انتهى بجماعة الإخوان المسلمين التي أنشأها حسن البنا جد طارق رمضان عام 1928 في مصر، إلى التبرؤ منه، وهي التي ملأت التقارير في المواقع المدعومة منها ومن مموليه وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لمدة ربع قرن بكتبه وهددت خصومه من أجله.
ولفتت المجلة إلى أن حسن البنا نفسه كان قد غطى على أحد أصهاره الذي اعتدى جنسياً على زوجات بعض الإخوة في الجماعة، وجعل الإخوان يغمضون أعينهم عن حياة سعيد رمضان الفاسدة، مشيرة إلى أن فريد عبد الكريم روى في كتابه "لماذا توقفت عن أن أكون إسلاميًا" الذي صدر في عام 2015، أن قادة اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا (UOIF)- والتي أصبحت تحت اسم "مسلمو فرنسا" الآن - استاءوا من جنون العظمة لطارق رمضان، لكنهم لم يجدوا الشجاعة لرفض حفيد حسن البنا.
من ناحية أخرى، لا يزال شقيقه هاني رمضان، مدير المركز الإسلامي بجنيف، يحظى بدعم قوي، حتى أنه حصل مؤخرا على إذن من كانتون جنيف في سويسرا لتوسيع مسجده الذي أنشأه والده سعيد رمضان باستثمار 5 ملايين فرنك سويسري أي حوالي 4.55 مليون يورو، رغم ان هاني رمضان ممنوع من الإقامة في فرنسا منذ أبريل 2017.