11 يناير 1980
ما كانش يوم عادي في تاريخ الدوري المصري، ممكن تعتبره الأكثر بؤسا وتعاسة: كان عندنا 4 مواجهات، في إطار الجولة 14، منهم لقاء القمة ذات نفسيته.
إلى جانب ماتش الأهلي والزمالك، الاتحاد السكندري بـ يستضيف غزل المحلة، منتخب السويس هـ يقابل "مصنع 36"(اللي كان غير اسمه لـ التصنيع)ودمنهور نازلة ضيف على طنطا.
4 ماتشات، يعني 8 أندية، يعني 8 أجهزة فنية، يعني 104 لاعب، يعني 360 دقيقة غير الوقت بدل الضايع، والمحصلة صفر، أو على الأدق 8 أصفار.
ولا فريق من اللي لعبوا في ذلك اليومسجل أي هدف، والماتشات زي ما بدأت زي ما خلصت.
التعاسة مش بس في الأصفار، إنما لـ إننا بدأنا بيها عقد كامل، ويمكن أكترمن النتايج الهزيلة، وارقام التهديف الضئيلة جدا، عقد التمانينات يا إخوانيمش بس في مصر، هو أفقر عقد من ناحية الإجوان، في العالم تما. العقد اللي قفل بـ مونديال 1990، أضعف معدل في تاريخ البطولة.
خلينا في مصر، خلال الفترة دي (1980 – 1990)اللي كانت بداية وعيي بـ الكورة، كانت الأهداف عزيزة، لـ درجة إني ما كنتش فاهم، هي إيه اللعبة كانوا بـ يلعبوها في الخمسينات؟ كل ما أقرا نتيجة الفترة دي.
خليني أقول لـ حضرتك شوية لطايف وقطايفمن الدوري المصري الممتاز ساعتها:
الجولة 12من موسم 1982 – 1983، عادل عبد الواحد لاعب الزمالكسجل هدف في مرمى دمياط، دا كان الهدف الوحيد في الجولة، والباقي أصفار. شفنا كمان جولات مختلفةفي مواسم تانية، هدفين في الجولة كلها، أو تلات أهداف.
الزمالككان بطل موسم 1983 – 1984وكل اللي مسجله في 22 مباراة26 هدف أول عن آخر، عشان تعرف فداحة الرقم، أحب أقول لـ حضرتكإنه الترسانة موسم 1963 –1964 في نفس عدد المبارياتمسجل 68 هدف. الأهلي في موسم 1958 – 1959 (في موسم 18 ماتش بس مش 22) مسجل 55 هدف.
في مواسم التمانينات الجميلة، فيه أندية فضلت في الممتاز وما هبطتش
(وكان فيه أندية هبطتمش لغوا الهبوط مثلا)الأندية ديقعدت وهي مسجلة 9 أهداف، أو 8 أهداف، بل إنه والله العظيممنتخب السويس فضل في الدوري، وهو مسجل 7 أهداف في الموسم كله(قد اللي سجلهم صالح سليمفي ماتش الإسماعيلي موسم 1957 - 1958).
إنما الاتحاد سجل 8 وما هبطش، الكروم سجل 8 وما هبطش، المنصورة سجل 8 وما هبطش، ومرة تانية سجل 9 وما هبطش، المنيا سجل 9 وما هبطش، دا في مواسم مختلفة طبعا.
عايز أقول لـ حضرتكإني فاكر لما طاهر أبو زيدسجل 4 أهداف في ماتش واحد، كسبنا بيهم المنصورة 4/1كنا بـ نتعامل على إنه كائن فضائي، لعيب يسجل 4 أهداف في مباراة! 4 أهداف.
أساسا، لما كان ماتش يخلص 3/2 مثلا، كانت الجرايد تكتب: "مهرجان أهداف في مباراة كذا" ونقعد نحتفل بيها شهر.
طبعا، هداف الدوري دااللي كان بـ يفجُر ويسجل له 10 أهداف في الموسم، إنما شفنا المشاقيهداف الدوري بـ 9 أهداف، شفنا جمال جودة، هداف الدوري بـ 9 أهداف، شفنا أيمن شوقيهداف الدوري بـ 8 أهداف.
إذن، طبيعي جداإننا ما نشوفش لاعيبة، حققوا أرقام كبيرة في الفترة دي، نادي المائة دا أكيد بعيد عن الأحلام، إنما كتير من هدافي الفترة دي، أرقامهم تضحك فعلا: أيمن يونس 25 هدف، زكريا ناصف 17 هدف، طاهر أبو زيد 27 هدف، فوزي سكوتي 15 هدف، خالد جاد الله 15 هدف، محمد عامر 23 هدف، وهكذا طول ما إنت ماشي.
من هذا المنطلق، بـ أعتبر إنه ما فعله جمال عبد الحميدهو معجزة مضاعفة، الراجل دا كان سفاح فعلا، سواء لما كان في الأهلي، أو لما راح الزمالك، خصوصا لما راح الزمالك، لـ إنه كان طالع من إصابة، محدش إطلاقا إطلاقا، كان متخيل إنه يكمل بعدها، لأ، ويلعب كمان عشر مواسم.
لـ ذلك، فكرة إننا نزقه في نادي المائة، ما عنديش فيها مانع أبدا، لكن من أول التسعينات، الدنيا هـ تبدأ تتغير، والأسباب تختلف، فـ ابقوا معنا.