ضربات المعاناة الترجيحية
بـ أفضل أقول الكلام دا دلوقتى، من غير مناسبة، عشان يبقى فعلًا «من غير مناسبة»، أى مش تعليقًا على ماتش بـ عينه، إنما مراجعة لـ الفكرة ذاتها.
ضربة الجزاء، هل تعتمد على مهارة اللاعب، سواء مهارة المسدد أو الحارس، بـ حيث نقول إنه الفريق اللى كسب ضربات الترجيح، تفوق فى «كرة القدم» على منافسه؟
طيب، كرة القدم لعبة تعتمد بـ الأساس على التنافس فى مجموعة من المهارات، ويفترض أن تختبر هذه المهارات فى حالة «الحركة». أى مهارة فى الدنيا، أى مهارة، يلزمها التكرار، بـ معنى إنه الاختبار الموجه لـ اللاعبين، يعتمد على «نسبة» نجاحهم.
مثلًا، عندى مهاجم، إيه المهارات المطلوبة من المهاجم؟خلينا نقول، التحرك السليم، احتلال المواقع، الاستلام، التعامل مع الضغط، الفينيش، وممكن يكون فيه حاجات تانية، بس خلينا فى دول.
مفيش مهاجم فى تاريخ اللعبة، بـ يتفوق فى كل هذه النواحى، فى كل المرات والهجمات، ولا حتى فى نسبة كبيرة منها، إنما فيه مهاجم، نسبته أعلى من مهاجم تانى، أعلى بـ تفوق كاسح، أو أعلى بـ درجة طفيفة، إنما التفوق نسبى فى الآخر.
لو إنه الفريق مثلًا، راح بـ الكورة، فى محاولة على مرمى المنافس، 30 مرة فى الماتش، هـ يتحرك صح، مثلًا فى 25، فـ يبقى مهاجم عظيم، هو أخفق فى خمس مرات، بس 25 دا رقم جبار.
من الـ25 دول، كام مرة استلم، كام مرة كان موقعه متميز، كام مرة تفوق على المدافع، كام مرة، فى النهاية هـ توصل، إلى إنه المهاجم، اللى بـ يسجل «هدف واحد»، من التلاتين مرة، بـ يبقى مهاجم جيد، والهدف بـ يتحسب له فى التاريخ.
لو سجل هدفين، يا سلام بقى ع النجاح، أما لو تلات أهداف، فـ إحنا بـ نسميه «هاتريك»، والهاتريك دا، بـ نحتفظ ونحتفى بيه، ونفضل نذكره طول التاريخ، تلات أهداف من 30 - 40 - 50 محاولة، عبر التسعين دقيقة.
كذلك كل المهارات، بـ تعتمد على تحقيق «نسبة عالية»، وليس «النجاح فى كل مرة»، إضافة إلى إنه الحركة، بـ تزود عدد المهارات المختبرة، بـ التالى، التفوق فى كل هذا، لا يعتمد إطلاقًا، على حظ أو توفيق أو سميه زى ما تسميه.
صحيح، مفيش حاجة فى الدنيا خالية من التوفيق تماما، إنما إحنا بـ نقول، «لا تعتمد» على التوفيق، لو حسبت الناتج النهائى، فى كل ماتش، بـ درجة كبيرة جدًا، «المتفوق» بـ يكسب.
حتى فى ماتش الأهلى والزمالك، بتاع القاضية ممكن، اللى الناس تقول لك، الزمالك عمل «كل حاجة»، بس الأهلى كسب بـ الحظ، الكلام دا فى تقديرى مش صحيح، آه، كان ممكن كورة قفشة تطيش، بس كورة حسين الشحات، كان مفروض تيجى.
إجمالًا، فرص الأهلى الخطيرة أكتر، والزمالك فقد تركيزه فى نهاية المباراة، بينما ظل الأهلى محتفظًا بثباته.
أيون، بس فيه ماتشات، المتفوق بـ يخسر، ومفيش خلاف على إنه كان متفوق، موافق، مش بـ أقول خالص، إنه الموضوع مية فى المية يخلو من التوفيق، إنما برضه، بـ فكرة النسبة، دا بـ يحصل فى كام مباراة؟
ولو حصل، بـ يأثر على كام بطولة؟ لو بصيت لها فى المجمل، هـ تلاقى، إنه من يتفوق فى مجموع المهارات المطلوبة، ويحقق نسبة نجاح أكبر، هو اللى بـ يكسب، وهو اللى بـ يصنع التاريخ.
نسينا ضربات الجزاء، لا، راجع لك، ضربات الجزاء عمومًا تتميز بـ حاجتين: أولًا، عدم التكرار، مفيش لاعب، بـ يسدد له كل ماتش عشر ضربات جزاء، فـ يبقى اللاعب دا متميز فيها، فـ سجل تمانية، واللاعب دا أقل مهارة، فـ سجل أربعة بس، إذن يفوز الأول.
لأ، إنت لو أتيحت لك ضربتين جزاء، فى ماتش واحد، بـ يبقى حدث كبير.
طيب، هذا اللاعب نسبته أعلى من ذلك اللاعب، بس فى الآخر، كل اللاعبين، كلهم، بـ يهدروا ضربات جزاء، وإنت ما تعرفش، أنهى واحدة بقى اللى هـ تضيع، يا ترى هـتضيع قدام غزل كفر الدوار، وإنت كسبان 4/صفر، ولا ركلة ترجيح فى نهائى كاس العالم، إنت وحظك بقى.
ثم إنه، تثبيت اللعبة بـ هذه الصورة، يقلص المهارات المطلوب اختبارها، مفيش تحرك بقى، ولا استلام ولا ضغط ولا مواقع، هى شوطة، يا راجل، حتى الضربة الحرة المباشرة، رغم إنها برضه ثابتة، بس اختبار، لـ طريقة تنظيم الحائط، وتمركز الحارس، ودقة المسدد العالية، وقوة التسديدة، إنما دى لأ، شوطة وخلاص.
كذلك لـ حارس المرمى، الحارس المتميز، هو اللى «نسبته» عالية فى التصديات، مفيش حارس بـ يصد كل الكور، فى نهائى كاس مصر، بين الأهلى وطلائع الجيش، كان فيه اتنين حراس، متميزين فى ضربات الجزاء، وكل واحد منهم، صد واحدة، إذن تعادل، نعمل إيه بقى فى القائم والعارضة، اللى أنصفوا حارس منهم فى كرتين، وأنصفوا حارس تانى فى كرة واحدة؟
لـ ذلك، ضربات الجزاء عمومًا، مش مقياس لـ أى تفوق، وبـ الأخص ضربات الترجيح.
إنما فى الآخر، إحنا أمام وضع مالوش حل، لازم يكسب فريق فى النهاية، والمباراة حرفيًا، لا تقبل القسمة على اتنين، فـ تمام، أهى بـ تخذلك مرة، وتنصفك مرة، فـ ممكن نقول، إنه برضه فى المجمل عادلة.
إنما يا زواوى، ما تبقاش تلات أربع بطولات ضربات ترجيح، ولما ييجى المنافس، يكسب بيها مرة، تقول حظ، ما ينفعش.