«المصريين الأحرار» يعد قراءة اقتصادية بشأن تأثر البرازيل وصعود الصين
أعّدت الدكتورة هبة تراضي واصل، رئيس اللجنة الاقتصادية وأمين التنظيم وعضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، دراسة ومقارنة اقتصادية عقب تصريحات الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو بخصوص تأثر بلاده، جراء جائحة كورونا التي ضربت العالم وأثرت على كبريات المنظومات الأقتصادية.
وقالت: «توقف المساعدات التي قدمها الرئيس البرازيلي بتقديمها على مدار 9 أشهر لنحو 68 مليون برازيلي نحو ثلث السكان أدى للتراجع في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 5% بنهاية سبتمبر 2020».
وأضافت: أن البرازيل التي يبلغ عدد سكانها 212 مليون نسمة عانت حالة ركود بعد فصلين متتاليين من الانكماش خلال عام 2020، بنسبة 2،5% في الربع الأول من عام 2020 و9،7% في الربع الثاني من عام 2020.
وأشار إلى أن الاقتصاد البرازيلي سجل انتعاشًا بنسبة 7،7% في الربع الثالث مدفوعًا بقيام المركزي البرازيلي بخفض سعر الفائدة لأدنى مستوى على الإطلاق عند 2.25% في يونيو 2020، بالإضافة إلى المساعدات الحكومية للشركات ولنحو 68 مليون برازيلي من الطبقات الفقيرة، وجاء ذلك على حساب إرتفاع متزايد في العجز والدين العام.
وتوقعت «واصل» أن يرتفع الدين العام في البرازيل بشدة خلال الفترة القادمة مما سيضعها على حافة الهاوية الاجتماعية.
تحذيرات اقتصادية مبكرة
في بداية جائحة كورونا أصدرت اللجنة الاقتصادية لحزب المصريين الأحرار دراسة مطلع مارس ٢٠٢٠، حذرت من تبعات أزمة مفاجئة غير مخطط لها على مستوى العالم؛ نتيجة عدم التخطيط لإدارة الأزمات الفجائية.
وأكدت اقتصادية «المصريين الأحرار» أن الوباء ليس السبب الرئيس للأزمة الإقتصادية على مستوى العالم بينما تداعيات تلك الجائحة ذريعة؛ لتغطية أزمات نظامية فجرتها ظهور أزمة فجائية بظهور وباء غير مُخطط له.
رغم الجائحة اقتصاد مصر يتعافي
كما تحقق رؤية الحزب الاقتصادية داخل مصر رغم جائحة كورونا، وأشاد صندوق النقد الدولى بأداء الإقتصاد المصرى وتوقع أن يصل النمو إلى 2.8% في السنة المالية الحالية 20202021 بعد أن حقق الإقتصاد المصري نمو 3.6% في عام 20192020، في ظل تعافي محدود في كل القطاعات بإستثناء السياحة، وأشار الصندوق إلي أن الإقتصاد المصري حقق أداءً أفضل من المتوقع رغم جائحة فيروس كورونا.
واستندت على ما أورد صندوق النقد أن مصر حققت أكبر تراجع سنوي في معدل التضخم في الأسواق الناشئة عام 2020 مقارنةً بعام 2019، بانخفاض بلغ نحو 8.2%، حيث سجلت تضخم بمعدل 5.7% عام 20192020 مقارنةً بـ 13.9% عام 20182019.
وأكدت رئيس اللجنة أن الأزمات يخرج منها خاسرون ورابحون، وأحسنت الدولة المصرية اقتناص الفرصة رغم التحديات العالمية التى تواجه اقتصاد دول العالم، وجددت دعوة المجتمع المصري إلى التكاتف والعمل على إعلاء مصلحة الجانب الوطنى للحفاظ على مكتسبات الاقتصاد القومي التى تم تحقيقها منذ بدء برنامج الإصلاح الأقتصادى.
وأوضحت أن إعلان منتدى بلومبيرج للاقتصاديات الجديدة، اختيار مصر كنموذج للاقتصاديات الصاعدة في المنطقة عقب جائحة كورونا، نتيجة الإصلاحات الاقتصادية والفرص التي تتميز بها مصر رغم التحديات الإقتصادية على مستوى المنطقة والعالم.
وتوقعت الدكتورة هبة تراضي أنه سيعاد تشكيل النظام العالمي بعد أزمة كورونا وربما ما تستبدل الصين دور أمريكا، ولاسيما أن جمهورية الصين الشعبية تقوم بعمل مناورات واضحة؛ لتحظى بقيادة العالم في الوقت الذي تفشل فيه الولايات المتحدة الأمريكية في إدارة أزمة وباء كورونا.
وأشارت إلى أن الصراعات السياسية الداخلية التي شهدت حالة من الفوضى والهرج في مقر الكونجرس الأمريكي إثر اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب المبنى أثناء جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ للتصديق على فوز جو بايدن؛ مما أدى إلى أعلان فرض حظر التجوال بالعاصمة واشنطن، فإن الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية تعيش أزمة حقيقية قد تشبه أزمة عام 1861 وبداية الحرب الأهلية.
ونوهت إلى أن الولايات المتحدة المنقسمة بشدة ستجد التعافي من هذه الانقسامات أمرًا عسيرًا ومنهكًا.
واستطردت: أن أزمة كورونا أعطتنا فرصة لإعادة بناء اقتصاد المستقبل، فإن كافة أجهزة الدولة تعمل حاليًا فى ظل تلك الأزمة العالمية بتوافق شديد ورؤية واضحة وخطة قوية؛ للحفاظ على مكتسبات الاقتصاد القومي التى تم تحقيقها منذ اطلاق برنامج الإصلاح الاقتصادى، بالإضافة إلى العمل على سرعة تطبيق التحول نحو تطبيق الاقتصاد الرقمى وهو الذى سيساهم فى دخول التكنولوجيا إلى جميع الأنشطة الاقتصادية المصرية من أجل مستقبل اقتصادى مُجتمعى مُستدام، مما سيجعل مصر في صفاف الدول الاقتصادية الكبرى بحلول عام 2025.