التوجه العام يدعمها.. تفاصيل اتفاقية وقف إطلاق النار في «قرة باغ»
أكد رئيس الهيئة التأسيسية للمجلس الوطني لأرمينيا الغربية كارنيك سركيسيان، أن قرار وقف إطلاق النار الذى تم الاتفاق عليه بين كلا من أذربيجان وأرمينيا برعاية روسية، جاء كنتيجة حتمية لعدم جهوزية الطرف الأرمني لعدوان على هذا المستوى من التنسيق الكامل بين الطرف الأذربيجاني المعتدي وحلفائه وأسياده من الأتراك.
وأضاف سركيسيان فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه في مقابل هذا التحالف الدولي غير المعلن ضد ناغورني قرة باغ كانت التحصينات الأرمنية غير متكافئة مع الطرف الآخر، وعلى الأخص على صعيد العمق الإستراتيجي الغائب في الجوار.
وتابع سركيسيان "إذا كان الحديث يدور اليوم عن هزيمة الطرف الأرمني فهذا لا يعني أبدًا إنتصار الطرف الأذربيجاني أو التركي، إنما يمكننا الحديث بكل ثقة عن نصر مرحلي لمجمل المحور المعادي لمنطقتنا، هذه الهزيمة سيكون لها إنعكاسات سلبية حتمية على مجمل سير وتطور الأحداث في المنطقة بشكل عام".
وأكد سركيسيان أن الطرف الأرمني كان دوما إلى جانب وقف إطلاق النار ولكن ليس وفق الأمر الواقع الحالي، متابعا "لكنه اليوم بات بمثابة أهون الشرين، لأنه أصبح من الجلي أن البديل كان سيفتح أبواب الجحيم على المنطقة مما سيوسع نطاق العمليات الحربية بشكل دراماتيكي ويستدعي دخول أطراف خارجية فيها في هذا التوقيت المفروض خارجيا لأهداف أبعد من أرتساخ وأذربيجان".
وتابع المسؤول الأرميني "لو كان الأمر مقتصرًا على مجرد عملية وقف لإطلاق النار لكان بوسعنا الحديث عن الخروج من الأزمة بنتيجة لا رابح ولا خاسر، ولكن شروط وقف إطلاق النار كانت قاسية على الشعب الأرمني بشكل عام وخاصة في أرمن الشتات الذين لم تتم استشارتهم رغم كون قضية كاراباخ هي قضية كل الأرمن وليس فقط حكومتا أرتساخ وأرمينيا".
وحول المظاهرات التى شهدتها أرمينيا اليوم رفضا لتلك الاتفاقية، قال المسئول "هنا الخوف من احتمال تطور المظاهرات إلى ما لا يحمد عقباه".
وأشار سيركيسيان، إلى أن الهيئة التأسيسية للمجلس الوطني الأعلى لأرمينيا الغربية لعقد اجتماع طارئ مساء اليوم الثلاثاء، للتشاور وتقييم الوضع على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية واتخاذ المواقف المناسبة، مستدركا "التوجه العام يدفع بشدة إلى تسريع وتصعيد كافة الجهود السياسية والدبلوماسية وربما في أصعدة أخرى أيضا نحو فرض تخلي تركيا عن لعب دورها التخريبي والمزعزع للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها، من خلال إعادة إحياء معاهدة سيفر للسلام والقرار التحكيمي الدولي للرئيس الأمريكي وودرو ويلسون بخصوص ترسيم الحدود بين أرمينيا الغربية وتركيا".