كيف يُسهم البعد الروحي للتصوف فى الارتقاء بالجانب العلمي؟
رد الدكتور منير القادري في رده على سؤال: "كيف يسهم البعد الروحي للتصوف في الارتقاء بالجانب العلمي بداية من عالمنا الإسلامي والاهتمام بهذا الجانب المهم جدًا، لتجنب الآثار المادية والمعنوية والروحية لهذه الجائحة وغيرها من الأزمات التي نتعرض؟" الذي طرحه وائل الدمنهورى المذيع بإذاعة صوت العرب.
وأجاب "مدير الملتقى الصوفى العالمى" قائلًا: بأن العالم يشهد تطورات مذهلة ومتسارعة، وثورات تكنولوجية ورقميّة مساعدة ومفيدة، مضيفًا أن القيم المادية والنفعية والتهافت المهول على طلب المال والجاه والشهوة أوقع البشرية في أزمات مستعصية على جميع المستويات، النفسية والسلوكيّة، والقيمية، والروحية والأخلاقية بصفة عامة، زادت هذا الوضع الوبائي تأزمًا وأعطته عمقا وتعقيدًا.
وسلط الضوء على الفراغ الروحي والأزمات التي يعاني منها الغربيون، حيث يعيشون أزمة المعنى والهوية والروح حتى في الدول الاسكندنافية، التي ارتفع فيها مستوى المعيشة.
وتطرق إلى الوضع الذي تعيشه البشرية اليوم، الذي فرضه "هذا الكائن الفيروسي المتناهي في الصغر (حجمه صغير مكروسكوبي) المتسارع في الانتشار البالغ الخطورة، والذي عرّى وكشف عن خلل كبير في المنظومة الاقتصادية، وأنتم تلاحظون أن دولا عظمى مثل أمريكا وإيطاليا في بداية الجائحة أعطوا الأهمية للاقتصاد قبل الإنسان".
نوه بالتدابير التي اتخذها المغرب في مواجهة جائحة كورونا، حيث اهتم بالانسان قبل البنيان، وهذا عمق الاسلام إذ أعطى الأهمية للساجد قبل المسجد، وهنا يظهر تغليب البعد الأخلاقي على البعد الاقتصادي والجشع وتحقيق الربح، فبالرغم من كون المغرب دولة صغيرة إلا أنه ظهر فيه هذا البعد السالف الذكر إلى جانب المقومات الأخلاقية والروحية بفضل رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
أضاف أن هذا الوباء أجبر العالم على الشعور بالحاجة الماسة إلى المقومات الروحية، إذ غير العالم، مبرزا تراجع بعض الدول الغربية عن قناعاتها السابقة وإقرارها بخطأ توجهاتها التي كانت تولي الأولوية للاقتصاد، عوض الاهتمام بالإنسان، ووقوفهم على ضرورة الالتفاف حول ما يربط بين الناس كافة من قواسم مشتركة قيمية في تضامن عالمي، وتفعيلها، وأجرأتها، للتصدي والحد من العواقب الوخيمة لهذه الحاجة.