التهمته الوحوش.. قصة القديس أغناطيوس الأنطاكي الذي تحيي «الكاثوليكية» ذكراه
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بمصر، اليوم، بعيد القديس أغناطيوس الأنطاكي، وروى الأب وليـم عبد المسيـح الفرنسيسكاني، سيرته قائلًا: "يلقب أغناطيوس الأنطاكي بـ(حامل الله)، كان تلميذًا ليوحنا الرسول، وخليفة القديس بطرس على كرسى أنطاكية، كان على الأغلب وثنيـًا، لم يتمتع بالجنسية الرومانية، اهتدى إلى الإيمان وهو في سن متأخر".
وتابع: "لما اندلعت موجة من الاضطهاد للمسيحيين في زمن الإمبراطور الروماني دومتيانوس، انصرف القديس إغناطيوس إلى تشديد المعترفين بالمسيح يسوع ليثبتوا في اعترافهم إلى المنتهى".
وتابع: "كان يزورهم في سجونهم ويقوهم لأن الرّب الإله اصطفاهم شهودًا له بدمائهم، ويتطلّع بتحرّق إلى اليوم الذي يأخذ فيه هو نفسه، مكانًا في موكب المعترفين والشهداء ليصير تلميذًا حقيقيًا للمسيح".
وواصل: "وإذ لم تكن ساعته قد جاءت بعد ولم يلق أحد عليه يدًا، أقام في حسرة يترجّى ساعة افتقاده، وحدث أنه بلغ ترايانوس قيصر إنطاكية في طريقه لمحاربة الفرتيّين، كان ذلك في ٧ يناير سنة ١٠٧م، همّه الأول في المدينة كان تجديد البيعة للآلهة وإلزام المسيحيّين بتقديم فروض العبادة لها، هذا في ظنّه كان الضمانة لانتصاره في حملته الوشيكة".
وتابع: "فلما بلغ إغناطيوس الأسقف ما يدبّره، ترايانوس في حق المسيحيين أدرك أن الساعة التي طالما انتظر حلولها قد آنت فذهب بنفسه إلى الإمبراطور وأجاب بجرأة على أسئلته"
وأضاف: "واقتاد رجل الله إلى رومية عشر جنود أسماهم فهودًا لأنهم عاملوه بقسوة رغم وداعته، وقد رافقه الشماس فيلون من كيليكيا وشخص ثان هو ريوس أغاثوبوس، هذان يبدو أنهما هما اللذان دوّنا أعمال استشهاده، كان بعض الرحلة في البحر وبعضها سيرًا على الأقدام، وفي رحلته كتب 7 رسائل إلى كنائس مختلفة فيها نجد بعض المعطيات القيمة في شأن تنظيم الحياة الكنسية والمبادئ الأساسية للحياة المسيحية إذ كان يحذر من هرطقة الغنوصيين ويحث الكنائس على الحفاظ على رباط الوحدة".
واختتم: "وصل القديس إلى عاصمة الإمبراطورية وكان موعد أعياد الختام الرومانية، ونزل الرومانيون إلى مدرج فلافيانوس ليحتفلوا بانتصارات تريانوس ليشاهدوا المصارعة الدموية بين الأسر والمجرمين والوحوش الضارية، ويوم 20 ديسمبر عام 107م عري القديس أغناطيوس من ثيابه وطرح إلى الوحوش فمزقت جسده الطاهر، والتهمته وما تبقى من جسمه إلا العظام، فجمعها المؤمنون وأرسلوها إلى أنطاكية، فدفنت خارج السور، نقلت في أيام ثيودوسيوس الصغير إلى رفات الكنيسة التي كانت هيكل فورتونة في قلب أنطاكية وأطلق على الكنيسة اسمه تخليدًا لذكراه".