أزمة الترام
بـ كل ثقة واطمئنان، تقدر تقول بـ ضمير مستريح، إن صيف ١٩٥٥ كان حاسم فى علاقة الأندية بـ الأهلى، وتأكيد شعور الغل «مش عايز أقول الكراهية» وإنه الأهلى بـ يكسب بـ نفوذه.
إحنا كنا لعبنا خمس مواسم، زى ما حضرتك شفت فى السلسلة، المواسم الخمسة كلها فاز بيها الأهلى، والفوز كان بـ طريقة مثيرة، فى اللحظة الأخيرة من الماتش، فى الماتش الأخير من المسابقة، مهما اختلف المنافس: الترسانة ثم الزمالك ثم المصرى، وممكن يبقى فيه اتنين منافسين.
لما تكون متقدم، وتتأخر فى آخر اللحظات، عمرك ما هـ تشوف، إنه دا حصل، لـ إنك فقدت تركيزك، ولـ إن الدورى هو «البطولة»، الفوز بيها لـ صاحب الثبات حتى النهاية.
إنما طبيعى تتصور، إنه دا حصل بـ مجاملة، الهدف مش صحيح، البنالتى مش سليم، الحكم حسب وقت ضايع أكتر من اللازم، اتحاد الكورة خد قرار ظلم، إلى آخره إلى آخره.
طب إشمعنى موسم ١٩٥٤ - ١٩٥٥؟
بص، دا كان أول موسم له جدول واضح، أسابيع وجولات، والناس بـ تلعب قد بعضها، وحاجة منجهة الحقيقة.
الدورى كله كان عشرة أندية، يعنى ١٨ جولة فقط لا غير، خلصنا ١٥ جولة، وفاضل ٣ مباريات، وناس كتير ليها أمل فى الدورى: الأهلى والزمالك ٢٠ نقطة، الاتحاد ١٨ نقطة، الإسماعيلى ١٧ نقطة، والدنيا آخر التهاب.
دخلنا الجولة ١٦، الزمالك كسب الترسانة ٣٢، كدا بقى الزمالك ٢٢ نقطة، الأهلى هـ يلاعب الترام، على ملعب الأهلى، أهو ماتش الأهلى والترام دا، هو كل الموضوع، ليه؟
بدأ الماتش، وراح كمونة فى الدقيقة ٨، سجل هدف الترام الأول، زى الموسم اللى قبله بـ الظبط، نفس اللاعب وفـ نفس الدقيقة، وخلص الشوط الأول ١ صفر.
بدأنا الشوط التانى، وراح الترام مسجل الهدف التانى، مين الحكم؟ حسين إمام «سليل عيلة إمام الزملكاوية، وجد حازم إمام» مين حامل الراية؟ حلمى زامورا شخصيًا «اللى بعدين بقى رئيس نادى الزمالك».
الحقيقة، إنه دى حاجة مدهشة جدًا، تخيل كدا إنه أمير مرتضى منصور، بـ يحكم ماتش لـ الأهلى، أو سيد عبدالحفيظ بـ يحكم ماتش لـ الزمالك، إنما دا كان طبيعى وعادى جدًا، والكل بـ يشهد، إنهم فعلًا كانوا بـ يبقوا محايدين.
ما علينا، النتيجة دلوقتى ٢ صفر لـ الترام، خسارة الأهلى أو تعادله، تخليه متأخر عن الزمالك، وفاضل ماتشين، وفاضل ربع ساعة ع الماتش، صفارة، بنالتى لـ الأهلى «أهو الراجل الحكم حقانى أهو» جات هدف، بقت النتيجة ٢١.
قبل النهاية بـ خمس دقايق، كورنر لـ الأهلى، اترفع، توتو سجل التعادل، هنا بقى الملعب بقى مراجيح، لاعيبة الترام اتلمت ع الحكم، والنتيجة بقت هرج ومرج، بـ يقولوا الكورة فاول على توتو، الحكم أصر ع الهدف، والدقايق اللى فاضلة من الماتش، بقت كنافة.
«تونى» لاعب الترام، ضرب طلعت عبدالحميد لاعب الأهلى، وجريوا ورا بعض جوه الملعب وبراه، الحكم «حسين إمام» شاف تونى بـ يضرب طلعت، فـ أداله إنذار، وكان الإنذار التانى، فـ طرده، وما كانش فيه كروت، كان الطرد بُقيقى كدا.
حامل الراية «حلمى زامورا» جرى دخل الملعب، وقال لـ حسين إمام، إنه لازم يطرد طلعت كمان، لـ إنه هو اللى بادئ بـ الضرب. حسين إمام ما خدش بـ كلامه.
فى وسط الهرجلة دى، +٩٠، وجيه مصطفى يسجل التالت لـ الأهلى، وتبقى النتيجة ٣٢، وكدا يتساوى الأهلى والزمالك ٢٢ نقطة، والاتحاد يتعادل يبقى ١٩.
الحكم قدم تقريره لـ اتحاد الكورة، حامل الراية قدم تقريره لـ اتحاد الكورة، اتحاد الكورة، لقى تضارب بين التقريرين، وفتح تحقيق لـ الماتش كـ كل، وأصدر القرارات التالية:
أولًا: إلغاء فوز الأهلى، وإعادة المباراة، ونقلها لـ ملعب طنطا، وبـ دون جمهور.
ثانيًا: نقل ماتشات الأهلى المتبقية على ملعبه، لـ ملعب طنطا بـ دون جمهور.
ثالثًا: إيقاف تونى وطلعت الاتنين لـ نهاية الموسم.
الكلام دا، شبيه بـ القرارات اللى صدرت ضد منطقة القناة من موسمين، بل أكثر عنفًا، حيلو! عمل إيه النادى الأهلى؟
أبدًا، اجتمع بـ رياسة عباس حلمى الغمراوى، أكبر الأعضاء سنًا، لـ غياب الرئيس خارج مصر، وقرر بـ الإجماع خروج النادى الأهلى من اتحاد الكورة، مش انسحاب من الماتش، أو من الدورى، لا، الخروج من اتحاد الكورة أصلًا.
راح اتحاد الكورة اجتمع، وقرر التراجع شوية، قال لك: خلاص، نعتمد فوز الأهلى على الترام، مش هـ نعيد الماتش، ومفيش إيقاف لـ طلعت، إيقاف «تونى» لاعب الترام بس، إنما صمم، على نقل مباريات الأهلى المتبقية على ملعبه، إلى ملعب طنطا بـ دون جمهور «مش عارف إيه حكاية طنطا دى؟».
تراجع اتحاد الكورة كان صدمة لـ كل الأندية، الاتحاد عمره ما تراجع قصاد حد، فـ كدا الأهلى رجع له النقطتين، ورجع له اللاعب بتاعه، ودا انتصار كبير لـ القلعة الحمراء.
إنما يا أخويا، الأهلى نفسه ما شافش كدا، وقال: إحنا ما غلطناش فى أى حاجة، وتقرير الحكم مفيهوش إدانة لينا، ودا حكم زملكاوى، مش موافقين على نقل مبارياتنا، وما زال قرار خروجنا من اتحاد الكورة زى ما هو.
اتحاد الكورة، كمل الدورى عادى من غير الأهلى، والزمالك كسب ماتش من اللى فاضل له، وخسر ماتش، يعنى بقى ٢٤ نقطة، إنما الأهلى ما لعبش، لـ إنه خارج من الاتحاد.
طب كملوا الدورى يا إخوانا، ولو كسبتوا الماتشين، تكسبوا الدورى.
تؤ، إحنا أساسًا مش معاكم.
راح اتحاد الكورة واخد حبوب الشجاعة، وقرر شطب النادى الأهلى من السجلات، وتسريح لاعيبته كلهم، ومنحهم حرية الانتقال لـ أى نادى تانى.
هنا بقى، بـ تتحكى أساطير، من اللى تخلى الجسم يقشعر دى، زى إنه لاعيبة الأهلى، اجتمعوا فى ملعب التتش، قبل ما يتسمى التتش، وقرروا يفضلوا فى النادى، حتى لو هـ يلعبوا ماتشات ودية بس.
أو إنه مسئول من الزمالك، كلم لاعب من الأهلى، وطلب منه يروح ميت عقبة، لـ إنه كدا خلاص الأهلى بح، فـ قال له: أنا هـ أفضل فى الأهلى، حتى لو هـ أزرع نجيلة الملعب بس، وحاجات من اللى بالك فيها، اللهم أعلم إيه الصح منها.
إنما اللى حاصل حاليًا، هو إصرار اتحاد الكورة على موقفه، وإصرار الأهلى على موقفه، هنا بقى تدخلت الدولة، إيه يا جماعة فيه إيه؟ مفيش حاجة اسمها الاتحاد يشطب الأهلى، ولا إنه الأهلى ينسحب من الاتحاد.
طب والدورى والقرارات والعقوبات؟ قال لك: إحنا نلغى الموسم دا خالص، هو أساسًا مفيش وقت الأهلى يستكمله، المنتخب هـ يلعب بطولة دورة البحر الأبيض المتوسط، فـ يبقى الموسم كـ أن لم يكن، ونبدأ على نضافة من الموسم الجديد.
الزمالك قال: إنه لو مش هـ نستكمل المسابقة، يبقى إحنا بطل الدورى، لـ إننا ٢٤ نقطة، والأهلى ٢٢ بس. طبعًا مفيش الكلام دا، الأهلى لاعب ماتشين أقل، الموسم دا بح.
ومن ساعتها يا معلم، بدأ النشيد: الأهلى نادى الدولة.