كاتب موريتاني: قطر تابع وكومبارس للمشروع العثماني الجديد
قال الكاتب الموريتانى ممود علي، أن قطر بنت مشروعها على إمبراطورية إعلامية تحاول من خلالها بسط نفوذها في المنطقة، رغم استحالة الأمر عمليا نظرا لحجمها وتاريخها، مضيفا أن قطر كان حلمها مبنيا على تفتيت السعودية والدول الكبرى، بهدف السيطرة عن طريق الأذرع الخفية داخل الدول وعبر الأقمار الصناعية.
وأشار الكاتب في مقال له نشرته صحيفة عكاظ السعودية، إلى أن قطر حاولت إزاحة الدول العربية الكبيرة لتتقدم إلى الصف الأول، مضيفا أن الخدعة القطرية نجحت إلى حد ما لبعض الوقت وبسطت دعايتها وتصدرت المشهد بحجة دعم الديمقراطية أولا ومن ثم دعم الإسلام السياسي، لافتا إلى أنها حاولت تحييد مصر والسعودية وسوريا عن المشهد، خاصة مع انطلاق موجة الربيع العربي.
وأكد " علي" أن قطر كان لها أذرع من العملاء في كل الدول العربية تقريبا وحتى في دول خارج المنطقة العربية، موضحا أنه مع فشل المشروع الطائفى الذى تبنته قطر في كلا من سوريا ومصر والسعودية، ونهاية وهم ما سمي بالثورة القطرية، بدأت قطر تدفع ثمن بعض أفعالها التي ظلت خفية طوال الوقت.
وأضاف الكاتب الموريتاني، أن الكثير من أفعال قطر السرية المشينة بدأت تنكشف، حيث أصبح دعمها للإرهاب حديثا مشاعا، بعد أن استطاعت التغطية عليه طيلة عقدين من الزمن، ثم شكلت دول عربية تحالفا لمقاطعتها حتى تعود إلى رشدها، بدأت الدول الأربع ولأول مرة بالرد على قطر سياسيا وإعلاميا.
وعقب ذلك، بدأت الإمارة الصغيرة تحس بوطأة الضغط وصعوبة المواجهة، وقامت باستدارة لافتة، تبنت الإمارة مشروع التوسع التركي وعادت إلى الصفوف الخلفية كداعم وممول لأطماع تركيا وإيران في المنطقة العربية، وتابع ممود على، "بعد سنوات قليلة، تجد قطر نفسها اليوم مجرد تابع وكومبارس للمشروع العثماني الجديد، وبعد أن كانت تركيا مجرد لاعب في يد قطر أصبحت تركيا هي المتسيدة للمشروع ومهمة قطر هي الدفع فقط، وهكذا تحول ولاء المرتزقة وجميع الفصائل المسلحة في سوريا وليبيا والصومال من قطر إلى تركيا، وأصبحت هذه الأذرع تدار مباشرة من طرف المخابرات التركية، وحتى الجزيرة أصبحت هناك خطط لنقلها إلى تركيا، فالعثماني لا يحتمل الرأي المخالف ولو كان من أقرب الحلفاء، ولنتذكر كيف تم إغلاق الجزيرة تورك بعد بثها تقريرا واحدا غير مهني حسب تعبير النظام التركي".
ولفت الكاتب إلى ان قطر تم تفريغها من محتواها ومشاريعها الوهمية وتحولت إلى مشروع عثماني وميليشياتها تم تحويلها إلى أذرع تركية، وبقيت هي تصارع تهم الإرهاب والمشاكل الاقتصادية الناجمة عن المقاطعة، إضافة إلى الابتزازات التركية المالية، وآخرها 15 مليار دولار تم دفعها لدعم الليرة التركية، في الوقت الذي تقتطع قطر رواتب المعلمين نتيجة العجز المالي.
وأوضح ممود على أنه عقب مرور عشرين عاما من الاستثمار في الإرهاب والارتزاق، عادت قطر إلى المكان الذي انطلقت منه مثقلة بإرث كبير من دعم الإرهاب وزعزعة أمن الدول والتآمر على القريب والبعيد.
واختتم الكاتب مقاله قائلا "فهل ستنقلب قطر مجددا على تركيا كما فعلت مع القذافي والأسد، وما هو مصير الإخوان المسلمين وجيش الدراويش حين يحتدم الصراع بين الدولتين؟، خاصة أن بعض الخلافات ظهرت انعكاساتها علنا على مرتزقتهم في لندن وإسطنبول".