الصين: أمريكا تدمر السلام في المنطقة
قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني "وانغ يي"، إن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت أكبر محرك لعسكرة بحر الصين الجنوبي، والعامل الأكثر خطورة الذي يدمر السلام في المنطقة.
وأضاف وانغ -في كلمة خلال مشاركته في النسخة العاشرة من اجتماع وزراء خارجية قمة شرق آسيا عبر تقنية الفيديو- أن الولايات المتحدة تتدخل بشكل مباشر في نزاعات إقليمية وبحرية في المنطقة لتحقيق مصالحها السياسية، وتستعرض قوتها باستمرار وتعزز انتشارها العسكري، وأن "الولايات المتحدة أصبحت المحرك الأكبر لعسكرة بحر الصين الجنوبي".
وتابع وانغ أن الولايات المتحدة تدخلت في جهود الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لحل النزاعات من خلال التشاور، كما أثارت المواجهات بين الدول في المنطقة، وأن "الولايات المتحدة أصبحت العامل الأكثر خطورة الذي يدمر السلام في منطقة بحر الصين الجنوبي"، مشيرا إلى أن "السلام والاستقرار أكبر المصالح الاستراتيجية الصينية في بحر الصين الجنوبي"، وأن ذلك هو التطلع الاستراتيجي المشترك للصين ودول آسيان.
ولفت وانغ إلى أن الصين تأمل من الدول خارج المنطقة، من بينها الولايات المتحدة، الاحترام الكامل لرغبات وتطلعات الدول في المنطقة، بدلا من خلق التوتر والسعي إلى الاستفادة منها.
وحول موقف الصين من قضية بحر الصين الجنوبي، أوضح وانغ أن الصين لديها أساس تاريخي وقانوني كاف للسيادة على الجزر في بحر الصين الجنوبي، وأنها تلتزم دائما بسياسة حسن الجوار والصداقة، ولعب دور بناء في قضية بحر الصين الجنوبي، إلى جانب التزامها الدائم بالقوانين الدولية، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
وبشأن قضية هونج كونج، قال وانغ إنها من الشؤون الداخلية للصين، وإن عدم التدخل في الشؤون الداخلية هو المعيار الأساسي للعلاقات الدولية وأحد البنود المهمة في ميثاق الأمم المتحدة، وأن جميع الدول ملزمة بالامتثال بذلك.
ودعا وانغ إلى توفير قوة دفع جديدة لمكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، ودعم منظمة الصحة العالمية، والاشتراك في بناء "جدار حماية إقليمي ضد المرض"، مع تعزيز إحياء التعاون الاقتصادي، والحفاظ على الوضع الشامل للسلام والتنمية على الصعيد الإقليمي، والسعي لجعل شرق آسيا مصدرا للنمو المستقر للاقتصاد العالمي في "حقبة ما بعد المرض".
كما دعا وانغ إلى تعزيز بناء الشبكتين الإقليميتين "الممر السريع" و"الممر الأخضر" لضمان التدفق السلس للأفراد والمواد لتوفير ضمان قوي للسلام والاستقرار على الصعيد الإقليمي.
وشدد وانغ على أن الصين تدعم آسيان بقوة في لعب دور قيادي في تعاون شرق آسيا، وأنه يتعين على أعضاء قمة شرق آسيا الامتثال للتطلعات المشتركة لدول المنطقة، واحترام مطالبها المشروعة، والالتزام بالتعددية ذات الخصائص الشرق آسيوية، والالتزام بالمبادئ الأساسية للتعاون الإقليمي، وتقديم مساهمات إيجابية لضمان السلام الدائم وكذا الازدهار والتنمية في شرق آسيا.
وخلال مشاركته في الاجتماع الـ21 لوزراء خارجية آسيان-الصين واليابان وكوريا الجنوبية (10+3) في اليوم نفسه عبر الفيديو، قال وانغ إنه يتعين على جميع الأطراف مواصلة تنسيق احتياجات مكافحة المرض، والتنمية، وخلق جانب جديد للتعاون في حقبة ما بعد المرض والارتقاء بتعاون (10+3) إلى مستوى جديد.
وأوضح وانغ أن الصين اقترحت تحسين مستوى إدارة الصحة العامة، ومواصلة دعم منظمة الصحة العالمية في لعب دور مهم في المعركة العالمية ضد المرض، والاشتراك في معارضة تسييس المرض ووصم الدول الأخرى.
وأشاد وزراء خارجية اليابان وكوريا الجنوبية وآسيان –وفقا لوزارة الخارجية الصينية اليوم- بنتائج التعاون، وأعربوا عن تطلعهم إلى توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة خلال هذا العام كما هو مخطط له.
واتفقت جميع الأطراف على أن تلتزم دول (10+3) بالتعاون في التضامن والانفتاح والشمول وتعميق التعاون في مجالات الصحة العامة والاستثمار الاقتصادي والتجاري والتحول الرقمي والأمن الغذائي والسياحة وغيرها من المجالات، وتعزيز الارتباطية، وضمان التدفق السلس لسلاسل الصناعة والإمداد، وتسهل تبادل الأفراد، والعمل معًا من أجل الاستقرار والتنمية والازدهار على الصعيد الإقليمي.