فن التمثيل
فيه فيديو انتشر مؤخرًا، بـ الأحرى هو فيديوهات، مجموعة من الفنانين الكبار، بـ يقولوا الحوار الشهير بتاع عبدالرحمن الشرقاوى، «شرف الله هو الكلمة»، عبدالله غيث وكرم مطاوع ومحمود ياسين، وآخرون.
كويس، هل ما يقدمه فنانونا الكبار، فى هذه الفيديوهات الجميلة، تمثيل؟
الإجابة: كلا البتة، هم كدا بـ يقدموا فن آخر، اسمه «الإلقاء»، لما حضرتك تختار نص، بـ غض البصر عن سياق درامى معين، نص منفصل حر كدا، وتؤديه بـ طريقتك وإحساسك وانفعالاتك، دا اسمه «إلقاء»، وهو إحدى الأدوات اللى بـ يستعين بيها الممثل، إنما التمثيل نفسه شىء مختلف.
التمثيل بقى، إننا ندخل الشرقاوى فى سياقه «المسرحية» فـ تبقى القصيدة دى على لسان «شخصية»، الشخصية دى هى الحسين، وعشان يبقى النص مسرحى أو سينمائى، الشخصية دى اللى هى الحسين، ليها أبعاد وتاريخ وسمات وملامح، فـ لما نوصل لـ الموقف اللى هـ يقول فيه القصيدة، أنا مش عايز أشوف وأسمع عبدالله غيث، أنا عايز أشوف وأسمع الحسين، طبقًا لـ النص الدرامى.
يعنى دور عبدالله غيث الممثل، هو تشخيص مشاعر وانفعالات الحسين، فى هذا الموقف، اللى هم بـ الضرورة، مختلفين عن إحساس عبدالله غيث نفسه بـ«القصيدة»، بـ التالى، نقدر نقول إنه التمثيل أمر مركب عن «الإلقاء».
زمان، كنت أول جمهورية فى الإلقاء تلات سنين، بعدين رحت أمثل مسرح، أول حاجة كان بـ يعملها معايا أى مخرج، هو تخليصى من تأثير الإلقاء علىّ، ولما كنت بـ أتدرب مع الفنان الكبير حسن الجريتلى، بعد ييجى عشرين سنة من تجربة ثانوى، لقيته مهتم بـ نفس الحاجة.
إنت ممكن تقول جملة حلو أوى أوى، بس إنت بره الشخصية اللى بـ تأديها، دا مش «تمثيل» خالص، ولو كل ممثل أدى دوره بـ طريقة الإلقاء، العمل بـ يبقى مراجيح، عمل هواة مش عمل فنى احترافى.
بس دا ممكن يعجب الجمهور؟
مفيش حاجة اسمها «الجمهور»، كلمة «الجمهور» دى محتاجة كلام كتير منفصل، وطريقة تلقى الجمهور وأسباب التلقى وخلافه، موضوع عويص مش بسيط، بس لو إنت لو بـ تفكر، فى طريقة إرضاء الجمهور، على حساب العمل اللى إنت بـ تعمله، يبقى فيه مشكلة، فيك وفـ جمهورك.
جمهور الكورة بـ يحب الكوبرى، والتشميس والتاكلينج وغيره من الحاجات «اللى بـ تعجب الجمهور»، إنما دا لو على حساب التكتيك والخطة، ودورك فى الملعب، والحاجات التى لا يعيها الجمهور أصلًا، فـ إنت كدا مش بـ تلعب كرة قدم، والناتج هـ يبقى مراجيح، فى النهاية برضه مش هـ يعجب الجمهور.
نرجع لـ التمثيل، الإلقاء مش هو الحاجة الوحيدة، اللى بـ تختلط مع فن التمثيل، التقليد مثلًا، المونودراما، البانتومايم أحيانًا، وغيره وغيره، فنون ممكن تبقى أدوات فى إيد الممثل، إنما أولًا وأخيرًا، التمثيل هو فن «التشخيص».
أحمد زكى فى البيه البواب، كل كادر فيه، إحنا قدام «عبدالسميع»، اللى هو شخصية حية من لحم ودم، ليها كل سمات الشخصية، واللى بـ تتطور خلال العمل نفسه، دا عبدالسميع أول مرة يركب أسانسير، إنما دا عبدالسميع، بعد ما اتودك وبقى هو اللى يتحكم فى الأسانسير.
استيفان روستى فى «المليونير»، إحنا قدام «زكى بشكها»، لـ درجة إنه فيه ناس كتير بـ تتفاجئ، لما تقول لها إنه أدى مشهد واحد بس، إنما سماته حركاته طريقة نطقه، حتى لما فى النص يقول: «هو هووه».
أمثلة كتير كتير تقول لك يعنى إيه تمثيل؟
أيوه بس التمثيل مدارس؟ طبعًا، لكن مفيش مدرسة منهم، بـ تقول حاجة مختلفة عن «التشخيص»، الاختلاف، بـ يبقى فى الأساليب اللى ينتهجها الممثل، لـ تقمص الشخصية اللى بـ يلعبها، فـ لما تيجى تقول لى، الممثلين كانوا كويسين، علشان قالوا جملة أو نص أو مونولوج، بـ طريقة مؤثرة، بينما أساسًا مفيش «شخصية» بـ يلعبها، يبقى إنت كدا بـ تفكرنى بـ أسامة، مين أسامة؟
لأ، دا واحد صاحبى إنت ما تعرفوش، ابقى فكرنى أحكى لك حكايته.