«هل الإيمان يناقض التقدم العلمى».. الأنبا نيقولا يجيب
أدلى الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، تحت شعار "هل الإيمان يناقض التقدم العلمي؟".
وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، في بيان رسمي، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: إن الإيمان لا يناقض التقدم العلمي مطلقًا، بل يدعو، لأسباب لاهوتية وإنسانية، إلى معرفة بشرية شاملة وسعي إلى اكتشافات لا حدود لها. فالإنسان مدعو إلى استخدام طاقاته ليحسّن ظروف حياته.
وقد اكتشف فعلًا، خلال سيرورته التاريخية، أدوات استطاع أن يهذِّب بها الخشب والحجر والحديد والمعدن، وأن يُخضع البخار والكهرباء والطاقة الذرية، وأن ينشئ المصانع الضخمة ويُقرِّب الأبعاد الشاسعة، ويمكننا اليوم فهم هذه الحقيقة أكثر من الأجيال التي سبقتنا، لأننا نحيا في عصر التقدّم العلمي والتقني.
وتابع:"كما أن وصول الإنسان إلى القمر لا يزعزع الإيمان بالكتاب المقدس، لأنه كما ورد في مزمور داود: "أيها الرب سيّدنا، ما أعظم اسمك في كل الأرض.. إني أرى سمواتك عمل يديك والقمر والكواكب التي كونتها. ما الإنسان حتى تذكره وابن البشر حتى تفتقده؟ أنقصته عن الملائكة قليلًا وكلّلته بالمجد والكرامة. سلّطته على أعمال يديك، وأخضعت كل شيء تحت قدميه.. أيها الرب سيّدنا ما أعظم اسمك في كل الأرض" (مز 8: 2-10).
واكمل: "إذن الخالق نفسه يكلِّل الإنسان "بالمجد والكرامة"، ويدعوه إلى أن يكون "حاكم أعمال يديه" وأن يُخضع "تحت قدميه" الخليقة بأسرها "السموات والقمر والنجوم" لا الأرض وحدها. إن سلطة الإنسان على العالم وإمكاناته ليست سلطة متعسفة أو ظالمة يمارسها بطريقة أنانية، بل هي سلطة مرتبطة بمسئوليته عن خليقة الله كلها. ويقول يوحنا الدمشقي: "خلق الله الإنسان عديم الشر، مستقيمًا، فاضلًا، خلوًا من الحزن والهم، مزيّنًا بلمعان كل فضيلة، ومزدانًا بكل الصالحات، كأنه عالم ثانٍ، عالم صغير في وسط العالم الكبير".