تمثال «مصر تنهض» يسقط أمام «زرقاء اليمامة» و«نهضة مصر».. ونحات: يفتقر لمعطيات التصميم
أثار تمثال "مصر تنهض" للخزاف أحمد عبد الكريم عبد الغني، جدلا واسعا لما رآه الفنانين تشويها واضحا، وهو التمثال الذي تم تصويره بمجمع كنوز الجلالة بالعين السخنة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من الصور للتمثال مصحوبة بتعليقات ساخرة، فيما علق الدكتور يوسف زيدان يقول "في البداية، ظننتُ هذا التمثال الرخامي المسمّي (مصر تنهض) مجرد مُزحةً سخيفة، ثقيلة الظل.. ثم اتّضح، ويا للعجب، أن الفضيحة حقيقية!! للّه الأمر من قبل ومن بعد".
واستعاد بعض الفنانين على صفحاتهم الشخصية على "فيسبوك"، أمثلة لتماثيل نحتية تجسد مصر ونهوضها أبرز هذه المشاركات كانت مشاركة صورة لتمثال "زرقاء اليمامة.. استشراف للوشاحي" شاركها النحات أحمد مجدي وقال فيها "كان يحلم الوشاحي بتنفيذ تمثاله على مدخل قناة السويس الغربي بإرتفاع ٢٤ مترا بحيث تراه السفن وهي على المدى من مدخل القناة وكأنه يستشرف المستقبل ويستقبلهم".
كما شارك آخرون صورا لتمثال نهضة مصر للفنان محمود مختار وهو تمثال كبير من حجر الجرانيت، يعد رمزًا لمصر الحديثة وأهم أعمال الفنان المصري النحات محمود مختار على الإطلاق، كما أن له دلالة خاصة في الإشارة للأحداث السياسية التي مرت بها مصر في تلك الفترة الهامة حيث كانت مصر تطالب بالاستقلال.
وقال النحات أحمد مجدي لـ"الدستور": "رأيي في العمل وبعيدا عن شخص الدكتور الذي نفذه وله كل الاحترام أنه عمل ضعيف على مستوى التصميم والصياغة للجسم الإنساني، وأنه يفتقر لمعطيات التصميم الناجح في فن النحت على مستوى علاقة الكتلة بالفراغ المحيط متصلا ومنفصلًا، المعالجات النحتية على سطوح الكتلة وضعف العلاقات بين الخطوط والتى أدت إلى تشويش بصري ناهيك عن ضعف واضح في تقنيات التنفيذ لخامه الحجر وتقنيات التشطيب النهائي".
وأضاف "مجدي": "كان لي رأي طرحته من خلال مشاركتي في مشروع النصب التذكاري (إحياء الإنسانية) بمنتدى شباب العالم ٢٠١٩ والذي كان أكبر حدث يخص فن النحت في تاريخ مصر والوطن العربي قاطبة وهو تأسيس لجنة قومية لفن النحت المعاصر تتبع رئاسة الجمهورية مباشرة وتكون مسؤولة عن أي حدث فني يخص فن النحت وتضع المعايير والأسس التى بناء عليها يتم اختيار المشاريع القومية للتماثيل والنصب التذكارية أيضًا يكون لها الدور التوعوي بفن النحت وإرسال البعثات من شباب النحاتين المصريين وأيضا تكون بمثابة الفلتر الذي يرشح أي عمل يوضع في ميدان حيث إنها المسؤولة عن إجازة هذا العمل والموافقة على تنصيبه في مكان عام وأدوار اخرى من شأنها الحفاظ على هويتنا وتاريخنا الفني في مجال النحت والذي هو أكثر ما يميز الحضارة المصرية القديمة وهو أول ما علمناه للعالم كله في مجال الفنون".
وأشار مجدي أن مشكلة اختيار أعمال ركيكة أو اختيار غير محترفين للتنفيذ، تقع تحت الجهل بهذا الجانب الهام من حياة الإنسان وهو الفنون والثقافة وأيضا فساد بعض الأشخاص داخل المؤسسات، مستطردا: طبعا هناك تجارب هامة في تاريخنا الحديث والمعاصر ولكن للأسف إما أن تنفذ خارج مصر أو لا يتم إسناد الأعمال المهمة لهم، والملاحظ أن هذا في الفترة الأخيرة بات أكثر وهو عكس ما يحدث من تنمية في الدولة، فمن الأصح أن يوازي حركة التنمية والتعمير حركة تطور ونمو في الفنون والثقاقة.