عبدالحى أديب
«آخر ما كنت أتوقع، أن يفشل فيلمى تجاريًا، هذا الفشل الذريع، فى ذلك الوقت»
الحقيقة، إنى بـ أحسد عبدالحى أديب ع البُقين دول، هو طبعًا بـ يتكلم عن باب الحديد، وصدمته فى فشل الفيلم تجاريًا، الحسد على اليقين اللى بـ يتكلم بيه، وإحساسه إنه عمل فيلم المفروض ينجح، وثقته الكبيرة فى الجماهير العريضة.
عبدالحى، هو أبوعماد الدين أديب، وعمرو الدين أديب، وكمان المخرج عادل أديب، وهو صاحب أعجب تراث لـ سيناريست مصرى، يعنى اللى عامل «باب الحديد» و«امرأة فى الطريق»، هو اللى عامل «سر طاقية الإخفا»، واللى عامل «صغيرة على الحب» و«حافية على جسر الذهب»، هو اللى عامل «أونكل زيزو حبيبى»، و«سفاح النساء»، و«إنت اللى قتلت بابايا»، واللى عامل «أم العروسة» هو اللى عامل «امرأة واحدة لا تكفى»، و«مذكرات مراهقة» و«ليلة البيبى دول»، وسبعة أفلام تركى، وكام فيلم شامى.
أكتر من ٢٠٠ فيلم، مفيش فيلم منهم تحطه جنب التانى، وتقول إن اللى كاتبهم واحد «أو حتى شارك فى كتابتهم» مش بس عشان المستوى الفنى المتباين، إنما كمان علشان مفيش أى تشابه، أو اشتراك، فى الفلسفة أو الرؤية أو الذائقة الفنية، أو المدرسة أو الاتجاه، ومش مثلًا مراحل مختلفة، لأ، مفيش أى رابط بين سلسلة أفلامه.
كنت أعرف واحد زمان، بـ يحلف لى إنه عبدالحى أديب مش هو اللى بـ يكتب، وإنه هو شخصيًا اللى كاتب «ديسكو ديسكو»، واسم عبدالحى اتحط عليه كدا، إنما أنا ماليش فى الادعاءات دى، صحيح تشكيلة أفلام عبدالحى عجيبة، بس إحنا ياما شفنا، وأهى الناس بـ تشتغل وبـ تاكل عيش.
المهم، إنه باب الحديد كان أول أفلامه سنة ١٩٥٨، كان عنده وقتها ٣٢ سنة، هو مواليد ١٩٢٢ فى المحلة الكبرى، وفيه تناقضات كتير فى حياة أديب، تخليه يعمل فيلم مخالف لـ السايد وقتها، هو من عيلة أصولها تركية، ليها فرع راح سوريا، وفرع جه مصر فى المحلة. عيلة عبدالحى كانت عيلة ثرية، بس عقبال الأمر ما وصل له، ما كانش نصيبه فى الحياة كبير، فـ اشتغل من صغره فى مصانع المحلة الكبرى.
بـ المناسبة، هو كان عايش قريب من محطة السكة الحديد، ومعرفته بـ عالم اللى شغالين فيها، جى منها مش من باب الحديد، من صغره كان عايز يشتغل فى الفن، وكان له قريب اسمه الأميرالاى محمد حلمى حسين، رئيس المراكب الملكية، جاب له توصية يشتغل فى ستوديو مصر، بس ما لحقش، الشركة نفسها كانت بـ تمر بـ ظروف صعبة.
كان ساعتها قاسم وجدى عامل معهد خاص، قاسم وجدى لـ اللى ما يعرفوش، كان أشهر ريجيسير وقتها، اللى هو كان عامل حاجة زى مروة جبريل دلوقتى، بـ مجرد انضمام عبدالحى لـ المعهد قفل، المعهد اللى هو قفل، فـ دخل معهد التربية الفنية، وخلصه، واشتغل مدرس تربية فنية، لـ حد ما قرر إنه يروح لـ الزغلول الكبير، زكى طليمات، عشان يدخل معهد الفنون المسرحية.
فعلًا قبل، ودخل قسم تمثيل، واتخرج سنة ١٩٥٦، وقرر إنه يشتغل سيناريست، وكان متأثر بـ السينما الإيطالية، وكتب أول سيناريو له وسماه «محطة مصر»، وراح بيه لـ جبرائيل تلحمى، مين بقى تلحمى دا، خلينا نشوف فى مقال جاى.