5 انفجارات في 11 عاما.. «سر» ضحايا مصانع المقربين من أردوغان
أسفر انفجار مصنع الألعاب النارية بمدينة صقاريا التركية أمس الجمعة، عن مصرع 7 عمال وتعرض 97 لإصابات خطيرة، فيما تواصل السلطات البحث عن 3 عالقين.
الانفجار لم يكن الأول في المصنع المملوك لرجال أعمال مقربين من سلطات حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، حيث شهد نحو 5 انفجارات متتالية في 11 عامًا، ما يثير التساؤلات حول استمرار جرائم العمل في تركيا بسبب تراخي الحكومة مع أصحاب المصانع المقربين من النظام.
ولفتت جريدة "أفرنسال" التركية، إلى أن المصنع الذي شهد اليوم حادثًا داميًا، يتبع لرئيس فرع جمعية الصناعيين ورجال الأعمال المستقلين بمدينة صقاريا يشار جوشكون المقرب من حزب العدالة والتنمية، بشراكة اثنين آخرين من رجال الأعمال.
وقالت الجريدة في تقرير لها، إن المصنع نفسه قد تعرض لـ 5 انفجارات متتالية، وأوضحت أن الانفجار الأول وقع قبل أكثر من 10 سنوات، تحديدًا في شهر أغسطس من عام 2009، وأسفر حينها عن مصرع عاملين، وإصابة 34 آخرين.
كما انفجر المصنع مرة أخرى في فبراير من عام 2011، وأسفر حينها عن مصرع عامل وإصابة 10 آخرين، ولاحقا انفجر لمرة ثالثة في ديسمبر 2014 وأسفر عن مقتل عامل حينذاك، أما المرة الرابعة فكانت في يناير 2018 حينما شهد انفجارًا تسبب في مصرع عاملين.
وتابعت أن اليوم ارتفعت حصيلة ضحايا المصنع إلى 13 قتيلًا بعد مصرع 7 وإصابة 97 حسب الإحصاءات الأخيرة، حيث تحاول السلطات البحث عن 3 مفقودين.
وأعلنت مواقع تركية محلية أن فرق من المطافي وسيارات الإسعاف، كانت قد وصلت لمكان الانفجار، وأوضح محافظ صقاريا جدين أوقطاي يلدريم، أن السلطات اتخذت كافة التدابير، إلا أنه نظرًا لشدة الانفجارات لم تتمكن السطات من التدخل لفترة طويلة.
من جانبه أكد رئيس بلدية صقاريا أكرم يوجا، أن فرق الإنقاذ لم تتمكن من إخراج المصابين من المصنع، وأنها واصلت أعمال التبريد والإطفاء ولم تتمكن من إنقاذ العالقين لفترة بسبب شدة الانفجارات المتتالية.
وأضافت الجريدةن أنه مع تصاعد الأوضاع وصل وزير الداخلية التركية سليمان صويلو، ووزير الصحة فخر الدين قوجة، ووزيرة العائلة والعمل والخدمات الاجتماعية زهرة زمرد سلجوق، لمصنع الألعاب النارية مكان الحادث.
وأعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، في أول بيان له عن مصرع 4 أشخاص وإصابة 97 عاملًا، مؤكدًا أن هناك حالة واحدة حرجة من المصابين، وأن ما يقرب من 94 سيارة إسعاف انتقلت إلى موقع الحادث على الفور، مشيرًا إلى أن الوضع تحت السيطرة.
على صعيد آخر، قالت صحيفة "سوزجو" التركية، إن وزير الداخلية أكد أنه انتقل إلى مكان الحادث بناء على أوامر من رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، وأنه وجه باستخدام الطائرات في إطفاء الحرائق.
وأضاف الوزير، أن قوات الإنقاذ نجحت في إخماد الحريق بشكل كامل، وأنها بدأت في إنقاذ أرواح عمال المصنع، فيما بلغ عدد الوفيات 7 حالات حتى الأن، بينما تستمر علميات البحث عن 3 مفقودين.
وكانت جريدة "جمهوريت" التركية، قد نشرت تقرير مؤشر الحقوق العالمية بحق العمال لعام 2020، حيث تذيلت تركيا التقرير ضمن أسوأ 10 دول في انتهاك حقوق العمال بين 144 دولة.
ويتضمن مؤشر الحقوق العالمية تحليلًا عالمًيا لانتهاكات الحقوق التي يواجهها العمال والنقابات، وبعد فحص 144 دولة تم إعداد قائمة أسوأ 10 دول بالنسبة للعمال، وقعت تركيا بالقرب من كازخستان ضمن البلدان الأسوأ.
وأكد التقرير على أن تركيا لا تخضع لقوانين ضمان حقوق العمال، كما يتم فصل أعضاء النقابات فيها، وضمن التقرير قضايا مثل فصل العمال في بلدية علي أغا، والدعاوى القضائية المرفوعة ضد رئيس اتحاد نقابة العمال التقدمية وأعضاء اتحاد نقابات العمال العامة في تركيا.
ووفقًا للتقرير، فقد واصلت الحكومة التركية موقفها العدائي تجاه النقابات، كما خلقت الضغوط ضد النقابات المستقلة، وانتهكت حقوق المواطنين ما خلق مناخًا من الخوف، مشيرًا إلى محاولة أصحاب العمل منع الأنشطة النقابية من خلال التمييز وتسريح العمال بتواطؤ من الحكومة.