البابا عن تغيير التناول: الدعوة للوقاية ليست خروجًا عن الإيمان
قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية؛ إن الكنيسة على مدار الأجيال هى أم ترعي مصالح أبنائها، ويهمها حياتهم الجسدية، والروحية، والنفسية، وأسرارها السبعة أساس إيمانها وتقواها عبر الزمن وتاريخها شاهد على ذلك.
وأضاف البابا تواضروس الثاني، في مقال له بمجلة الكرازة: أن عدو الخير على مدار الزمن الذي يقوم من وقت لآخر لكى يشكك في هذا الإيمان المستقيم، بشائعات، وهرطقات، أكاذيب، وضلالات ودائمًا الكنيسة تقف حائط ضد أى انحراف إيمانى أو عقيدي، متابعًا: والكنيسة المسترشدة بالروح القدس عليها مواجهة ظروف التى تتغير من زمن إلى زمن، وفي حدود ما قاله الآباء: " المسيحيون يقيمون سر الإفخارستيا؛ وسر الأفخارستيا يقيم المسيحيون"؛ المهم تقديم السر سواء في البيوت، في المغائر، في المقابر، في المزارع، في الكنائس المهم السر.
واستكمل: " جسد ودم المسيح الأقدسان أى حضور المسيح حقيقة لا مجازًا؛ وهما لا ينقلان أي عدوى لأنهما سر الحياة وحاشا لمن يقول غير ذلك، أما إجراءات تقديم السر فقد تغيرت أشكالها عبر الزمن وبقي الهدف هو إتاحة سر التناول كما هو؛ رغم اختلاف الوسائل المستعملة بذلك، مضيفا أن الدعوة لاتخاذ إجراءات وقائية نتيجة الظروف الحالية ليس خروجًا عن الإيمان إطلاقًا، وها نحن نشهد وفيات بالمئات وإصابات بالآلاف لم يعد لنا سوى الرحمة من الله لكى يرفع الوباء عن العالم.
وواصل: "لقد كانت دعوة المسيح " تعالو إلى يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم"؛ ليس جميع المسيحيين أقوياء إيمانيًا ولكن واجب الكنيسة أن ترعاهم وتساعدهم وتخدمهم؛ فالكنيسة لا تخدم الأقوياء في الإيمان فقط؛ ولكن أيضا ضعاف الإيمان، وقليلي الإيمان ومحدودى الإيمان، والخطاة من كل نوع لأن المسيح لم يأت ليدعو الأبرار بل الخطاة إلى التوبة، متابعا الكنيسة تستمع إلى الإنسان الذي ينادى " أعلن ضعف أيماني" ويجب أن تستجيب في ظل هذه الظروف الحاضرة.
واستطرد البابا: "وقد استقر في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية طريقتان لممارسة السر التناول وهما: الطريقة الأولى هى الطريقة التقليدية والمعتادة والمعروفة في كل كنائسنا، حيث ممارسة صلاة وطقوس القداس الإلهي بأوانى المذبح المدشنة، أما الطريقة الثانية فهي الطريقة البديلة التي تستخدم في مناولة المرضى في المنازل، أو للمستشفيات، وأيضا مناولة المساجين في السجون، وقد استخدم تلك الطريقة الاستثنائية عندما توجد أعداد كبيرة من المتناولين مع وجود أب كاهن فقط، ولهذه الطريقة منصوص عليها في الخولاجى المقدس وليس بدعا أو خروجًا أو انتقاصًا بقدسية السر".
وتابع بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في مقالته: " على نفس السياق نحن نستخدم السر المذبح الحجري المدشن بالميرون، كما يمكن أن تستخدم آية مائدة خشبية أو غير خشبية ونضع عليها اللوح المدشن بالميرون المقدس كوضع استثنائي لحين وجود مذبح مدشن، مضيفًا في زمن تأسيس السر لم يكن هناك وباء عالمي يقضي على مئات الألوف من البشر ويصيب الملايين في معظم أقطار العالم هذا زمن المرض هذا زمن عدوى هذا زمن إصابات هذا زمن يحتاج إلى وقاية وحرص بالغ".
واختتم قائلا: " في تاريخ الكتاب المقدس نرى القديس بولس الرسول يصير ضعيفًا ليربح نفوس الضعفاء وبالتالي فالكنيسة كانت تطبق قواعد المحبة خلال هذا الزمن الطارئ، من انتشار الوباء بصورة عالمية وتستخدم طريقة الاستثنائية وهي طريقة طقسية مذكورة في الخولاجى للقمص عبد المسيح المسعودي البراموسي؛ بدلا من الطريقة المعتادة التي نرجع إليها بمجرد عودة الأحوال الطبيعية هذا تجميد أو تأجيل للطريقة المعتاد وليس إلغاء أو حذف، وهذا صوت الحكمة خاصة وأننا لانعيش بمفردنا في المجتمع ولا نكون سببا في بلبلة أحد أو عثرة النفوس".