أردوغان يستخدم «آيا صوفيا» لإحياء شعبيته
اعتبرت صحيفة "جريك سيتي تايمز" إعلان رجب طيب أردوغان تحويل متحف "أيا صوفيا" إلى مسجد يقرأ فيه آيات القرآن وتقام فيه الصلوات، بأنه وسيلة يسعي من خلالها الرئيس التركي لإلهاء شعبه عن إخفاقاته الكارثية في احتواء وباء فيروس كورونا والاقتصاد المتدهور للبلاد، وزيادة عدد الجثث من الجنود الأتراك خلال غزواتهم الفاشلة في سوريا وليبيا.
وأقيمت الصلاة مساء الجمعة من آيا صوفيا في إسطنبول، وهي كنيسة ترجع إلى القرن السادس تم تحويلها إلى مسجد وأصبحت الآن متحفا، ضمن الفعاليات التي أقامتها وزارة الثقافة والسياحة، بمناسبة الذكرى 567 لفتح مدينة إسطنبول، حيث شارك الرئيس في قراءة سورة الفتح بهذه المناسبة.
ومتحف آيا صوفيا كان في الأصل كاتدرائية أرثوذكسية خلال العصر البيزنطي وظل كنيسة لمدة 916 سنة قبل غزو العثمانيين إسطنبول في 29 مايو 1453، حيث تم تحويله لمسجد في نفس اليوم، لكن بعد نصف الألفية تقريبًا، وتحديدًا في 24 نوفمبر 1934، أصبح آيا صوفيا متحفًا بموجب مرسوم صادر عن مجلس الوزراء في ظل الجمهورية التركية الحديثة.
ولفتت "جريك سيتي تايمز" إلي أن أردوغان دائما ما يستخدم التهديد بتحويل متحف "آيا صوفيا" إلى مسجد لإرضاء الإسلاميين في تركيا من أجل استعادة شعبيته التي فقدها في الأيام الأخيرة، ولصرف إنتباه الأتراك عن فشله في التعامل مع القضايا الاقتصادية التي تهدد البلاد، وخسائر الأرواح التي تلحق بجنوده في مقامراته الفاشلة في سوريا وليبيا.
كما سلطت الصحيفة الضوء على انتهاكات الجيش العثماني بعد الاستيلاء على القسطنطينية في 29 مايو 1453، حيث سمح السلطان العثماني محمد الثاني لجنوده لنهب المدينة بالكامل في ثلاثة أيام والقتل الجماعي دون أي رحمة واغتصاب الآلاف من النساء، وذبح كل المسيحيين في المدينة، إلى جانب تشريد 30 ألف مدني، وقالت إن أردوغان باحتفاله بتلك المناسبة فأنه يشير إلى أبشع الجرائم التي أرتكبها العثمانيون لفتح المدينة.