دراسة سودانية تعتقد أن سبب الوفيات الغامضة في دارفور هو كورونا
لم تستبعد دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة الفاشر في شمال دارفور (غرب السودان)، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ومنظمة اليونيسف ووزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بشمال دارفور، أن يكون سبب الوفيات الغامضة التي حدثت بمدينة الفاشر، إصابة الضحايا بفيروس كورونا.
وذكرت الدراسة - التي غطت الفترة من أول مايو إلى 24 مايو - أن 32% من المتوفين كانوا يعانون من الأعراض التقليدية لمرض كورونا المتمثلة في الحمى والسعال وضيق التنفس، وأن ٧٠٪ منهم توفوا خلال فترة أسبوعين فقط.
وأوضح الدكتور الطاهر أحمد الطاهر استشاري الجراحة العامة وجراحة المسالك البولية، ونائب عميد كلية الطب بجامعة الفاشر، خلال عرضه اليوم الخميس تقرير الدراسة في مؤتمر بوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بولاية شمال دارفور، أن الدراسة شملت ١٥٠ حالة وفاة مُبلغ عنها لوزارة الصحة، حيث أدلى ذوو ١٤٥ شخصا بالمعلومات الخاصة لدراسة البحث.
وأضاف، أن متوسط أعمار المتوفين ٧١ عاما، معظمهم من الذكور بنسبة وصلت ٦٤٪، لافتا إلى أن الوفيات ظلت تتصاعد على نحو متوالية هندسية، حيث سجلت مدينة الفاشر في الأسبوع الأول من شهر مايو تسع حالات وفاة، وفي الأسبوع الثاني من ذات الشهر ارتفع عدد الوفيات إلى ٣٧ حالة، في الأسبوع الثالث ارتفع العدد لـ٩٤ حالة.
وكشف الطاهر، أن معظم الوفيات حدثت بالمنازل بواقع (٨٨) حالة، فيما توفى الآخرون فور وصولهم إلى المستشفيات.
وقال الدكتور الطاهر إن نسبة ٤٠٪ من الردود أكدت أن فترة المرض كانت وجيزة ولم تمهلهم وقتا كافيا لعرض المرضى على المستشفيات، و٧٪ كانوا قد أبدوا تخوفهم من الذهاب إلى المستشفيات خشية إصابتهم بالأمراض المعدية، فيما لم يقدم الآخرون أي توضيحات في هذا الجانب، مما ترجح أن يكون خوفا من وصمة جائحة كورونا، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن الفريق الفني تمكن من أخذ عينات من ثلث المتوفين (نحو ٤٨ شخصا)، وجاءت نتائج الفحص المعملي لعدد ١١ حالة منها إيجابية، ولم تظهر نتائج فحص ٣٣ عينة حتى هذه اللحظة.
وأضاف أن الدراسة وضعت ثلاث فرضيات متمثلة في انتشار جائحة كورونا، أو الاصابة بالأمراض المزمنة وعدم تمكن المريض من الوصول إلى المؤسسات العلاجية، أو فرضية الصيام خلال شهر رمضان.