حمير زكي طليمات
"في ليلة أقل جمالا من ليلتنا تلك، ستأتين إلى خيمتي يا فيرجينيا، فإلى تلك الليلة"
لو فاكرين الجملة دي من فيلم عبد الناصر صلاح الدين، قالها الدوق آرثر، صاحب الدور المميز، اللي كان مساعد ريتشارد، وكان عايز يخونه، ويتولى هو حكم أورشليم مع فرجينيا جميلة الجميلات، والفيلم بـ ينتهي بيه مجنون في قفص، وعمال يصرخ: "أنا آرثر ملك على أورشليم"
أهو آرثر دا يبقى زكي طليمات، اللي له فضل وجمايل كبيرة على فن المسرح، وفن التمثيل عموما.
زكي يبقى ابن عيلة متداخلة الأصول، أبوه سوري كان من الشوام اللي جم قعدوا في مصر، ولعبوا دور في النهضة اللي حصلت أواخر القرن الـ 19، أوائل القرن العشرين، أمه كانت مصرية، لكن أصولها شركسية، إنما زكي اتولد في مصر، وما يعرفش غير مصر.
درس في المدرسة الخديوية، وخد منها الشهادة، إنما هو غوى فن التمثيل من صغره، ولـ ذلك، بعد ما دخل معهد التربية، قدر يحصل على بعثة لـ فرنسا، يتعلم التمثيل هناك، في مسارح الكوميدي فرانسيز، والأوديون، ولما رجع، رجع بـ شهادات في التمثيل والإلقاء، وبدأ مسيرته مع المسرح.
في الأول كان فيه معهد الفنون المسرحية، اللي الاحتلال قلق منه، وقال لـ الملك فؤاد إنه المعهد دا خطر عليه، فـ صدر قرار بـ إلغاء المعهد سنة 1930، وكان رد طليمات على قرار الإلغاء دا عجيب، لـ إنه دعا لـ تأسيس جمعية خيرية، تضم مثقفي مصر وخيرة عقولها، وفعلا أسس الجمعية دي، اللي اسمها "جمعية الحمير"
كانت فكرة الجمعية بـ بساطة هو التحلي بـ قدرة الحمار على الصبر والتحمل، وتبني مشاريع خيرية، وفي النص تتبنى قضية الفنون، والجمعية دي انضم لها شكري راغب مدير دار الأوبرا، وعدد كبير من المثقفين أمثال طه حسين والعقاد وغيرهم وغيرهم، واستمرت في أداء وظايفها عبر عقود طويلة من الزمن.
في الفترة اللي اشتغل فيها طليمات فيلم صلاح الدين، اتعرف على نادية لطفي، وشاف إنها سيدة مقاتلة وصبورة، فـ أوصى إنها تتولى مسئولية الجمعية، وفعلا تولت هي الجمعية لـ فترات طويلة، وكانت تحب إنه الناس تقول عليها "حضرة الحمار".
يرجع مرجوعنا لـ طليمات، اللي اشتغل مراقب لـ المسرح المدرسي، ثم المدير الفني لـ المسرح القومي، لـ حد ما نجحت جهود الجمعية في إعادة تأسيس معهد التمثيل اللي هو معهد الفنون المسرحية، فـ كان طليمات أول عميد لـ المعهد، بعدين تولى مدير المسرح الحديث مسرح السلام.
اتجوز طليمات في الأول روز اليوسف، الفنانة والصحفية الأبرز، وكان أول يوم اتقابلوا فيه، راح لها البيت، لقاها ماسكة حباية بطاطس وسكينة، وسألته إذا كان بـ يعرف يقشر بطاطس، فـ سألها هو عن علاقة دا بـ التمثيل، فـ قالت له: لما تعرف العلاقة هـ تبقى ممثل عظيم، وبـ مرور الوقت نشأت بينهم علاقة، اتطورت لـ جواز، امتد عشرين سنة، وخلفوا بنتهم آمال طليمات.
بعد انفصاله عن روز اليوسف اتجوز الفنانة إحسان شريف، بنت سلطح باشا في فيلم إشاعة حب.
طليمات اشتغل بعدها في تأسيس المسرح لـ عدد من الدول العربية، أسس المسرح في تونس الأول خلال فترة الخمسينات، ثم راح الكويت في الستينات أسس لهم كمان المسرح هناك.
مئات من المسرحيات اللي اشتغل فيها طليمات، وعدد من أفلام السينما كان أبرزهم "يوم من عمري" بتاع عبد الحليم حافظ، وفيلم صلاح الدين، اللي قال فيه الجملة الخالدة: "في ليلة أقل جمالا"، والنهاردا عيد ميلاده رقم 121، ربنا يرحمه ويرحم الجميع