رحلة انهيار الغنوشي.. انشقاقات بـ «النهضة» ومطالبات بالتنحي
يبدو أن "حركة النهضة" الذراع التونسي لجماعة الإخوان المسلمين باتت قريبة من النهاية شأنها شأن جماعة الإخوان المسلمين، فقد شهدت الحركة انشقاقات وصراعات عديدة ربما كان أشهرها استقالة نائب رئيس الحركة عبد الفتاح مورو، فضلا عن قرار مساءلة رئيس الحركة راشد الغنوشي يوم الثالث من يونيو المقبل عن علاقاته مع تركيا وحكومة الوفاق غير المعتمدة، وترصد "الدستور" في التقرير التالي رحلة انهيار الغنوشي:
- استقالات في صفوف النهضة
كانت البداية بتقدم عدد كبير من رجال النهضة الأقوياء باستقالتهم من الحركة، ومنهم من لم يوضح الأسباب حول الاستقالة، حيث استقال عضو شورى حركة النهضة التونسية، زياد بو مخلاء لأسباب يحتفظ بها لنفسه، مطلع العام.
كما استقال نجل القيادي البارز في حركة النهضة علي العريض، ولم يفصح العريض عن أسباب هذه الاستقالة بعد أكثر من عشر سنواتٍ شغل فيها مناصب داخل حركة الغنوشي.
وفي الأمس الثلاثاء تقدم السيد عبد الفتاح مورو، نائب رئيس الحركة، بالاستقالة من الحركة ومن العمل السياسي، فيما أرجع محللون أن استقالة مورو أتت في هذا التوقيت لأنه يعلم جيدا أن حركة النهضة سوف تسقط قريبا لامحالة وأن الرئيس التونسي قيس سعيد سوف يورط النهضة بشكل قانوني.
كما أعلن الغنوشي حل المكتب التنفيذي للحزب في خطوة تؤكد الخلافات التي تشق طريق النهضة، وكما حاولت الحركة وتحديدا رجال الغنوشي تأجيل مؤتمر الحزب الحادي عشر بسبب فيروس كورونا المستجد " كوفيد – 19".
- فشل الغنوشي في البرلمان التونسي
رغب الغنوشي في تقوية شراكات تونس مع الدوحة وأنقرة، وذلك عبر تمرير اتفاقيات تجارية قوية بين تونس والحكومتين القطرية والتركية، من خلال البرلمان التونسي ولكن نواب تونس وعلى رأسهم زعيمة الحزب الدستوري الحر عبير موسى اعترضوا على هذه الاتفاقيات.
كما فشلت الحركة في تمرير مقترح قانون لإنشاء "صندوق زكاة"، اعتبره خصوم الغنوشي مجرد دعاية حزبية لخلط الدين بالسياسة من أجل جذب التونسيين المحافظين، وخسرت حركة النهضة ورقة "قلب تونس" التي كانت تراهن عليه لبناء تحالفات مع ائتلاف الكرامة الشعبوي للإطاحة بحكومة الفخفاخ.
- مساءلة الغنوشي
يخضع الغنوشي في يوم الثالث من يونيو المقبل لجلسة مساءلة من قبل البرلمان التونسي حول علاقاته السرية بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومة الوفاق، لاسيما بعد تهنئته لفايز السراج رئيس حكومة الوفاق، إثر النجاحات المحدودة التي حققتها الوفاق بدعم من القوات التركية في قاعدة الوطية في ليبيا.
واستكمالا لمسلسل انهيار الغنوشي، فقد أطلق عدد من نشطاء المجتمع المدني عريضة تطالب الغنوشي بالإفصاح عن مصادر ثروته، والتي قالت عنها وسائل إعلام أنها تفوقت على ميزانية تونس كاملة.
- النهضة تبحث عن بديل
أصدرت "مجموعة الوحدة والتجديد" وهي كتلة تضم كبار رجال الغنوشي الذين كانوا موالين له، بيانا طالبت فيه الالتزام بالأسس الأخلاقية والثوابت القيمية الكبرى التي قامت عليها حركة النهضة كحزب مدني ديمقراطي ذي مرجعية إسلامية ومعبر عن روح المجتمع التونسي، والانفتاح على مختلف الآراء والتوجهات داخل الحزب وإحداث تغيير في قيادتها عبر الدفع نحو عقد المؤتمر الحادي عشر للحركة في موعده قبل نهاية هذه السنة وعدم تجديد الثقة في رئيسها راشد الغنوشي.
- أبرز المرشحين لخلافة الغنوشي
ــ لطفي زيتون
قدم استقالته من منصب المستشار السياسي لرئيس الحركة راشد الغنوشي، وكانت الاستقالة التي لم يكشف عن أسبابها، قبيل أيام من فتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية المقررة يوم 22 يوليو الماضي، و3 أشهر على موعد الاستحقاق الانتخابي.
و" زيتون" من القيادات في حركة النهضة التي تدعو إلى فصل الدعوة عن السياسة، حيث سبق أن دعا حزبه إلى ضرورة القيام بجملة من الإصلاحات، لاستكمال تحوّلها نحو حركة مدنية، كما دعا الحركة إلى ضرورة "تحرير حركة النهضة للإسلام، والاقتناع نهائيا أن الإسلام ملك للشعب التونسي".
ــ عبد الحميد الجلاصي
كان الجلاصي من كبار قيادي "حركة النهضة" بتونس، ولكنه استقال مؤخرا، وأرجع سبب استقالته إلى تحكم رئيس النهضة راشد الغنوشي والمجموعة المقربة منه بقرارات الحركة، على حساب قادتها التاريخيين، مؤكدا على أن "حركة النهضة" لم تعد ملتزمة بمبادئها، وبأنها تجر البلاد لمعركة لا يمكن لأحد تحمّل عواقبها.