حرب «الرسائل المفخخة»... محاولة اغتيال خبراء صناعة الصواريخ والطائرات المصرية
هل صنعت مصر طائرة أو صاروخا في وقت لم تكن تصنع فيه محرك سيارة أو موتور ثلاجة؟، إنها الحقيقة، كنا فى طريقنا لصناعة الصواريخ والطائرات وتحديدا خلال فترة الستينيات من القرن الماضي؛ والذي كان يعرف بـ العصر الذهبي لصناعة الصواريخ والطائرات في مصر.
في كتابه "قصة صناعة الصواريخ والطائرات المصرية"؛ يروى محمد ضيائي نافع مؤلف الكتاب الصادر عن "هيئة الكتاب" 2007، وهو ضابط شرطة تخرج في كلية الشرطة عام 1955، وتم تكليفه بمكتب نائب القائد الأعلى للمشروعات الحربية الخاصة لتأمين مشروع الصواريخ والطائرات والخبراء الألمان العاملين في المشروع عام 1962، كشف عن ما أسماه بـ"حرب الموساد" ضد الخبراء الألمان اللذين كانوا يتولون مشروع الصواريخ والطائرات في مصر خلال تلك الفترة، قائلًا: "أنه في أحد أيام النصف الأول من شهر ديسمبر عام 1962، وصل خطاب إلى البروفسور بيلز كبير الخبراء ومصمم الصاروخين (القاهر) و(الظافر)، ومن المعلومات المؤكدة أنه كان من مساعدي مصمم الصواريخ الألماني الشهير فون براون، مصمم الصواريخ v1،v2 إبان الحرب العالمية الثانية ومن العلماء الذين كان يعتز بهم مستشار ألمانيا هتلر ومن الذين كان يثق فيهم ثقة تامة".
ويتابع:"الخطاب كان ضمن خطابات أخرى كثيرة وروت له بطريق البريد، كان يبدو أنه خطاب عادي مثل باقي الخطابات التي ترد من ألمانيا ومثل النشرات التي تصدرها الشركات الصناعية الألمانية من قبيل الدعاية لمنتجاتها، وكان الوقت مساء، وكانت الساعة قد جاوزت السادسة بقليل، وقد جلس البروفسور بيلز على رأس المائدة بحجرة الاجتماعات بمنزله، وجلس معه عدد من كبار مساعديه من الخبراء الألمان لدراسة ومناقشة ما تم في ذلك الوم، وقد كان هذا اللقاء يكاد أن كون يوميا بالنسبة للمشروع والخطوات المقبلة".
واستطرد مؤلف الكتاب، قائلًا: "جلست على مقربة من الجمع على كرسي مجاور سكرتيرة كبير الخبراء، وكانت تدعى هنيلورا فندا، والتي كانت تقيم معه في نفس الفيلا التي كانت يقيم بها وذلك لإدارة شئون المنزل، وكانت تلازمه العمل والبيت، بدأت هنيلورافندا في فض الرسائل وفرزها وذلك لعرض المهم منها على البروفسور وتجنيب غير المهم، ولم تكن تدري أن الرسالة التي بيدها تحمل (كارة)، وعندما مدت أصابعها داخل المظروف لإخراج ما به من أوراق، وفجأة دوى صوت انفجار شديد، فقد كانت الرسالة عبارة عن رسالة مفخخة ناسفة تحتوي على مادة شديدة الانفجار ومفجر متصل بدائرة كهربائية وبطارية دقيقة جدا، ما أدى لإصابة السكرتيرة بالعمى الكامل، وكسر بعظمة الفخذ وتهتك شديد بأطراف أصابع اليد اليمنى، وأن كان الهدف من العملية هو استهداف كبير الخبراء الألمان، ما أصبح واضحًا أن الأمر هو حرب بين المخابرات الإسرائيلية وبين العلماء والخبراء الألمان، حيث كانت إسرائيل تعتبرهم من المتعاونين مع النظام الألماني إبان حكم هتلر، بجانب محاولة المخابرات الإسرائيلية تخريب المشروع بكل الطرق الممكنة".