«الرسم على الكمامات».. فنان تشكيلي يُسجل يومياته بالألوان (صور)
استحدث الفنان التشكيلي المصري المقيم بفرنسا؛ عبد الرازق عكاشة، تقنية الرسم على الكمامات، بعد أزمة جائحة كورونا.
وقال الفنان التشكيلي، إنه منذ بداية أزمة كورونا في باريس، لم يتوقع أحد مسألة الإجبارعلى البقاء في المنزل، كنت عائدًا من مصر بعد انتهاء معرضي بشكل عادي، وكانت كل الأمور عادية تماما، وفجأة أدارت الحياة ظهرها، كنا في المترو ليلًا بلا كمامات، وفي صبيحة اليوم التالي أصبح الشعب الفرنسي كله يرتدي الكمامات ويشعر بالذعر، حتى فُرض علينا الحجر الكامل في المنازل.
وأضاف عكاشة، لـ«الدستور»: «في الأسبوع الأول للحجر المنزلي، بدأ الموضوع يزحف نحو العزلة، فرسمت لوحتي الأولى آدم وحواء بالكمامة، ولأنها لوحة كبيرة نفذت عندي الألوان، وبدأت أفكر كيف أصنع ألواني بنفسي في ظل الأزمة».
صنع بالفعل عبد الرازق عكاشة الألوان منزليا مستعينا بوصفات قديمة كان يستخدمها الفنانون في ابتكار اللون قبل أن تصبح الألوان متاحة بسهولة في المكتبات، موضحا: «بدأت أصنع ألواني وأرسم طوابير الباحثين عن الطعام والخبز، حتى جائتني فكرة الرسم على الكمامات، حينما كنت أتحدث مع صديقي أحمد الشرقاوي تليفونيًا، ووقعت عيني على قمامة في الأرض، عبارة عن كمامات متراكمة، وهنا صرخت في صديقي وجدتها، سوف أرسم على ألف كمامة كل أيام العزل، كأني أدون مذكراتي اليومية بالرسم على الكمامات».
وتابع: «بعد فترة أدركت استحالة الرسم على كمامات بهذه الكمية في ظل أزمة الكمامات، وعليّ أن أنحاز لحياة الإنسان في المقام الأول، ثم وجدت البديل، فقد رأيت أن أكياس القهوة الإيطالي تشبه الكمامات بالضبط، فاشتريت كميات كبيرة من أكياس القهوة وبدأت أسجل عليها يوميات البشر، والحَمام المحاصر بالجوع في الشوارع، وصدى الأزمة في مصر، رسمت تماثيل الميادين وهي تعاني غياب الموسيقيين والحمام والفقراء النائمين تحتها، أرسم الطرق نفسها وإسفلت الطريق يسأل عن الغائبين وشكلت مجموعة وجدريات، آخرها الرقص على كراسي الوجع، والآن أنا فخور بالتجربة التي بدأت انتهى منها على خير، وبدأت تصلني العديد من الدعوات الدولية لعرض التجربة في أماكن كبرى بعد الأزمة.
وأوضح عبد الرازق عكاشة: «في فترة الحجر المنزلي أصبحنا بلا عمل فعليًا، المرسم بات مهددًا بانتهاء عقده من المستاجر؛ أزمات كبرى! فكرت كيف أحول هذه الانكسارات إلى انتصارات، الآن فرنسا رفعت الحظر نسبيًا، وأستطيع شراء ألوان وخامات حتى أكمل التجربة وسط أحلام كبرى وأمل كبير في الله».
اعتبر الفنان عبد الرازق عكاشة في كتابه «ثلاثية الوجع والحب واللون» نفسه من محبي الفنان إيجون شيلي، وينحاز إليه بصريًا وإنسانيًا من خلال أعماله، كما ينحاز لأعمال كوكوشكا وسحر الأمكنة في الزيارات الممكنة وأعماله عن مصر وتونس.