«ملائكة الرحمة».. ماذا قالت أطقم التمريض في يومهم العالمي؟
ربما تكون هي المهنة الأكثر خطرًا على الدوام، ولكن أصحابها لم يهتموا بهذه الخطورة وعملوا بكل حب لمداواة المرضى وتخفيف آلامهم، حتى وإن لم يتلقوا التقدير الكافي، إنها مهنة التمريض أو "ملائكة الرحمة" كما اعتاد المصريون وصفهم.
ومع انتشار فيروس كورونا في مصر زاد الخطر الذي يتعرضون له فلم يتراجعوا أو يتزعع موقفهم بل وقفوا في مستشفيات العزل الصحي لمحاربة الفيروس جنبًا إلى جنب مع الأطباء، ورغم إصابة بعضهم ووفاة ٤ منهم بسبب العدوى إلا أنهم صمموا على عدم ترك أماكنهم في المستشفيات حتى يقضوا على المرض، ولكن ماهو دورهم داخل مستشفيات العزل وخارجها، وماهي مطالبهم وأحلامهم، "الدستور" حاورت بعضهم في اليوم العالمي للتمريض.
السيد شحات رئيس هيئة التمريض بمستشفى إسنا بمحافظة الأقصر، تطوع للعمل بفريق العزل الصحي حتى يكون قدوة للممرضين في المستشفى، وقال هدفنا الأول في التعامل مع المرضى هو تنفيذ كامل رغباتهم وتوفير كل ما يحتاجون له من أكل وشرب وترفيه، حتى نخفف عنهم أوجاعهم ونرفع من روحهم المعنوية.
وتابع أن ممرضي إسنا يعملون جنبًا إلى جنب مع الأطباء وونفذ بروتوكولات العلاج بدقة متناهية وهذا هو سر النجاح الذي حققته المستشفى، مؤكدًا التمريض يتواجد باستمرار مع الحالات المصابة فنعمل 24 ساعة على تلبية احتياجاتهم وإعطائهم الأدوية في أوقاتها المحددة.
وأوضح في بداية تحويل المستشفى إلى عزل صحي كان أغلب المرضى من الأجانب وكنا نلبي لهم كافة احتياجاتهم قائلًا" إحدى المرضى الأجانب طلبت مني خط تليفون مصري لتتواصل مع أهلها في الخارج وتطمئنهم على صحتها، وبالفعل لبيت لها رغبتها، وعندما حاولت دفع ثمن الخط لم أوافق، وعندما غادرت المستشفى إلى بلدها أرسلت لنا رسالة شكر على حسن التعامل معها، وجاءتنا الكثير من رسائل الشكر من سفارات وقنصليات المرضى الأجانب الذين تعاملنا معهم.
وعن أحلامه وطموحاته خلال الفترة القادمة، قال أتمنى أن نجد تقديرًا معنويًا بدورنا وما نقوم به أكثر من الآن.
وبدأ الاحتفال باليوم العالمي للتمريض، عام 1820 في 12 مايو من كل عام، في ذكرى ميلاد فلورنس نايتنجيل، أول من وضع قواعد وأسس علم التمريض الحديث، كما وضعت مستويات للخدمات التمريضية والإدارية بالمستشفيات
مي إبراهيم، ممرضة قالت إن أسوأ ما يواجه التمريض وخصوصًا الإناث منهم هي النظرة السلبية التي ترسخت في أذهان المصريين عن هذه المهنة لسنوات طويلة، والتي جعلت أغلب العائلات ترفض دراسة أبنائهم لهذه المهنة.
وأضافت: "عملنا شاق ولا يتحمله إلا من أحبها"، موضحة أن الممرضة تواجه صعوبات كثيرة خاصة إذا كانت أم فهي تضطر كثيرًا لترك أبنائها والذهاب إلو المستشفى التي ليس لها مواعيد ثابتة في العمل بل أحيانًا نعمل في الصباح وأحيانًا في الفترة المسائية ونضطر للبقاء في المستشفى ليلا لأنه لابد أن نتواجد ٢٤ ساعة يوميًا، ومع ذلك فالتقدير المادي لا يناسب حجم المجهود الذي نقوم به.
وأشارت إلى أنه مع انتشار فيروس كورونا زاد الخطر الذي نتعرض له سواء الممرضات في مستشفيات العزل أو في المستشفيات العادية، لأننا دائما ما نتعامل مع المرضى الذين يعانون من أمراض معدية منها الربو والايدز وفيروس سي وغيرها، وفي بعض الأحيان يتضح أن هؤلاء المرضي مصابون بكورونا دون عملهم وتنتقل العدوى منه إلى الممرضين الذين يتعاملون معه.
وأكدت مي: "كل ما أتمناه أن نلاقي تقدير واحترام من المجتمع الذي نعيش فيه".
وحسب آخر إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، يبلغ إجمالي عدد أعضاء هيئة التمريض القائمين بالعمل فعلا 221065 ممرض عام 2018، مقابل 213583 عام 2017 بنسبة زيادة قدرها 3.5%، منهم 196686 ممرضا في القطاع الحكومي.
رانيا محمد ممرضة، قالت كل ما أتمناه أن تكون هناك مستشفى خاصة بهيئة التمريض بما أننا من أكثر الفئات المعرضة للخطر، موضحة أن هناك الكثير من المستشفيات الخاصة لبعض الوظائف مثل المستشفى الخاصة بالعاملين في السكة الحديد، ومستشفى القوات المسلحة ومستشفيات الشرطة.