حمد بن جاسم.. سر الرجل الذى كاد يطيح بتميم على طريقة جده
كثرت التقارير داخل قطر، حول تورط حمد بن جاسم وزير الخارجية رئيس الوزراء القطري السابق، في محاولة الانقلاب على تميم بن حمد أمير قطر، الإثنين الماضي، خلال وجوده في منطقة الوكرة بالدوحة حيث شهدت اشتباكات وإطلاق نار كثيف مع تحليق مكثف للطيران.
وما أكد تورط بن جاسم (مواليد 1959) في المحاولة الانقلابية خروجه بتغريدة غامضة عبر حسابه على موقع "تويتر"، يوم الثلاثاء، قال فيها إنه لن يرد على محاولة التشويه وأن مرجعيته معروفة لمن أراد أن يشكوه، وذلك في إشارة إلى أمير قطر السابق حمد بن خليفة الذي كان ذراعه اليمنى قبل أن ينقلب عليه ابنه تميم في يونيو 2013، ويطيح به وبرجاله وعلى رأسهم بن جاسم.
وحينما تولى تميم الحكم بعد الإطاحة بوالده، أقال فورًا بن جاسم من وزارة الخارجية ورئاسة الحكومة، ولكن لكي يأمن شره أسند إليه إدارة بعض الشركات من أجل جني الأموال وشراء صمته، وبالفعل كون ثروة ضخمة، وقد صنفته مجلة فوربس الأمريكية ضمن أثرياء العالم مقدرة ثروته بـ1.36 مليار دولار.
بدأ حمد بن جاسم مسيرته السياسية عام 1982 حينما شغل منصب مدير مكتب وزير الشئون البلدية والزراعة حتى عام 1989، ليتولى بعدها وزارة شئون البلدية والزراعة، وفي مايو 1990 عين نائبًا لوزير الكهرباء والمياه.
في سبتمبر 1992، ترك الزراعة ليشغل منصب وزير الخارجية، وظل محتفظًا بها في حكم حمد بن خليفة آل ثان بعد الانقلاب على أبيه عام 1995، وقد أبقاه حمد في منصبه هذا لدعمه إياه بقوة في الإطاحة بوالده، وظل في هذا المنصب مع توليه منصب نائب رئيس الوزراء منذ عام 2003 حتى 2007 ليتولى رئاسة الوزراء بجانب منصبه كوزير للخارجية حتى يونيو 2013 حينما انقلب تميم على والده حمد وأقصاه عن الحكم هو ورجاله وعلى رأسهم حمد بن جاسم، لأنه خشي أن ينقلب عليه ويعيد والد تميم للحكم مجددًا.
ونظرًا لتغلغله الكبير في مؤسسات الدولة يسيطر على الكثير من الشركات ويمتلك حصصًا فيها من بينها الخطوط الجوية القطرية وشركة الاستثمار الأجنبي وشركة الديار القطرية للاستثمار العقاري والعشرات من المشاريع الأخرى.
وسبق أن سرب موقع ويكيليكس في عام 2010 برقية سرية للسفارة الأمريكية في الدوحة طلب فيها حمد بن جاسم من جون كيري، عضو مجلس الشيوخ ووزير الخارجية السابق، أن يقترح صفقة على الرئيس المصري حسني مبارك تشمل وقف تحريض قناة الجزيرة على مصر مقابل تغيير موقف القاهرة من المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، حيث كانت قطر تعمل لصالح الاحتلال.
وكان حمد بن جاسم العقل المدبر لنشر الجماعات المسلحة ودعمها في سوريا وليبيا بشكل خاص بجانب بعض الدول العربية الأخرى، وقد اعترف بهذا الأمر في أبريل 2016 في حوار مع صحيفة "فايننشال تايمز"، البريطانية بأن "كثرة الطباخين في ليبيا أفسدت مخططات قطر"، مؤكدًا أنهم دعموا الجماعات المسلحة في سوريا وساعدوا في إسقاط وقتل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، وتم وعد قطر بأنها من ستقود الأمور في سوريا لكنها فشلت في مهمتها.
وأكدت تقارير دولية تورطه بشكل كبير في دعم الجماعات الإرهابية، فقد كشفت برقية دبلوماسية مسربة صادرة من القائم بالأعمال الأمريكي في الدوحة في مايو 2008، تورط حمد بن جاسم في تمويل خالد شيخ محمد العقل المدبر لتنظيم القاعدة في أحداث 11 سبتمبر 2001.
وبخلاف ذلك عمل حمد بن جاسم على إضعاف دور الجامعة العربية لصالح التوغل التركي في المنطقة وتفكيكها، وفي آخر تصريحات له، أكتوبر الماضي، دعم العدوان التركي على شمالي سوريا، منتقدًا دعم الجامعة العربية لسوريا في مواجهة تركيا واصفًا موقف الجامعة بالضحل، وأنها فقدت مصداقيتها أمام مواطنيها وأمام الرأي العالمي.