الأنبا نيقولا أنطونيو: الحسد دخل إلى العالم مع سقوط الشيطان
قال الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، إن الحَسَد دخل إلى العالم بسقوط الشيطان وشعوره بالفراغ يملأ قلبه، وإذ لم يستطع إشباعه من الله بدأ يحسد الإنسان الأول الذي خلقه الله خالدًا وصنعه على صورة ذاته، وكان يعيش في تناغم واتحاد مع الله، وبحسد إبليس دخل الموت إلى العالم (حك 24:2)، بإسقاطه آدم وحواء في معصية أمر الله لهما بالتحايل عليهما.
وأضاف الأنبا نيقولا في بيان رسمي، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه بسقوط آدم سقطت ذريته وصارت القلوب فارغة والنفس ساقطة، ودخل إلى العالم الشر المتولد من الحَسَد، فقام قايين بقتل أخاه هابيل غيظًا وحسدًا، هنا يتمثل شر الحَسَد ذلك الداء الخبيث رمز النفس الساقطة.
وتابع: "الحَسَد ينفي من قلب صاحبه المحبة، المحبة لا تحسد (1 كو 4:13)، المحبة لا تصنع شرًا للقريب (رو 10:13). فمن يُحب يفرح ويُسَر لنمو الآخرين روحيًا وجسديًا، ويشتاق لو أُعطي له أن يتخلى عن كل ما اكتسبه من بركات أرضية وسمائية لأجل الآخرين".
وأكمل: "الحَسَد يأكل صاحبه، كما تأكل النار بعضها إن لم تجد ما تأكله، وينخر عظامه. شر الحَسَد يتجاوز حدّ الحَسُود ويتعداه إلى نفوس كثيرة فيُنفر الأصدقاء ويزرع النزاع والشقاق بين العائلات. لذلك للحاسد "يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، لأَفْعَلَنَّ كَغَضَبِكَ وَكَحَسَدِكَ اللَّذَيْنِ عَامَلْتَ بِهِمَا مِنْ بُغْضَتِكَ لَهُمْ، وَأُعَرِّفُ بِنَفْسِي بَيْنَهُمْ عِنْدَمَا أَحْكُمُ عَلَيْكَ" (حز 11:35).
واستطرد: "الحَسُود لا يحتمل أن يرى نعمة أو خيرًا عند أحد غريبًا كان أو قريبًا. فإن طلب أمجاد العالم وممتلكاته يحسد كل من يملك أو ينال أكثر منه، بل ويحسد من هم أقل منه، والحَسُود عينه رديئة مؤذية، ولا أخبث ممن يحسد بعينه (يشو 8:14)، العين الشريرة تحسد على الخبز (يشو 10:14). لسانه يتلذذ بالوشايات. يفرح بسماع القدح والذم والهّجْوّ في أشخاص ذوي نعمة".